الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ياعباس الفاسي نخاف من ...تمخض الجبل فولد فأرا

مليكة طيطان

2007 / 10 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



طال الانتظار والخوف الآن من أن تتحقق مقولة تمخض الجبل فولد فأرا . فبعد تعيين عباس الفاسي الاستقلالي وزيرا أولا وهو الطموح الذي ترقبه بشغف لا يمكن وصفه بل تحمل من أجله مهمة وزير بدون حقيبة في الحكومة التي تلفظ أنفسها الآن ، منصب أثار سخرية الصحافة ونسجت بموجبه المستملحات ، أيضا المناسبة تستدعي مقعد عباس البرلماني المنتزع بجهد جهيد بمدينة لا يربطه بها وبكل تأكيد إلا احتجاج ولما لا سمر أبطال إليادة السندباد الذي بنى وهم إبحار يجوب البحار والمحيطات عبر سفينة النجاة ...حكايات شهرزاد الممتعة ولو أنها لم تتطرق في سردها إلى المغامر البحري فالفرصة سانحة الآن أن تنسج السيدة الخالدة شهرزاد حكيا يغطي ليلة ثانية تضاف إلى الألف ليلة وليلة الزمن المخصص كسقف لهذا السرد الخالد
رغم هذه الغرائب والمستملحات يبقى الجدل الدائر هذه الأيام هو تعدد القراءات وتراكم الاستنتاجات بخصوص عناصر حكومة كلف عباس بتجميعها ...حكومة مرتقبة على كل حال ، لكنه تأخير لم يشهد له المغرب مثيلا ...لا يهمنا مصدر وخلفيات فقدان توازن الأحزاب المكلفة بتجسيد الأدوار على مسرح الوطن بقدر ماتهمنا هل أحزاب المغرب على الخط وتشملها التغطية وتستوعب حقيقة ما ينتظر المغرب لا قدر الله
في الفترة التي نترقب فيها هذه الولادة العسيرة والتي ألغت فيها الأحزاب من أجندتها النسبة المهمة من شرائح الشعب المغربي التي عبرت عن رأيها في اللعبة السياسية من خلال الانتخابات الأخيرة وكانت الأغلبية لحزب المقاطعين أو المتضمرين والرافضين
أحزابنا سقيمة ياناس فهل من علاج ؟؟ أحزابنا هشة فهل من مساعدة في تجميع أطرافها المترهلة بفعل سكون العقل وتعطيل القدرات
لسنا بنثوءات تعترض مسيرة التغيير والتطور والارتقاء ...نحن بسطاء ننتمي إلى هذا الوطن ونفتخر به و نتمنى له الخير هذه حدود إمكاناتنا وما نتوفر عليه من خذمات فالعين بصيرة واليد قصيرة ، أي بمعنى أكثر دقة لا ننتمي إلى حزب أو لجنة تملك القرار وتفعل فيه يا ناس لأن الأحزاب في وطني هي الجسر الذي يوصل المتهافتين إلى بر الأمان والاستوزار
رغم هذا وذاك أبدا لا يمكن أن نترك الحبل على الغريب ونقول (لهلا يقلب ولهلا شقلب ) حسب التعبير العامي المغربي
هموم الوطن تسكننا وفي الأعماق ...أخاف ياعباس أن يفرغ الوطن من محتواه ...أخاف ياعباس الفاسي ويا من يمتلك قرار الأمة أن يصير وطننا المغرب وكأنه أعجاز نخل خاوية رغم الاكراهات وما يتربص بنا من أزمات داخلية وخارجية ...ما يحدث الآن وما ينسج في كواليس الأحزاب وعجزها على تحقيق المنشود فاحت رائحته وأزكمت الأنوف ...في البدء قلتم بأن الحكاية مردها إلى تجديد النخب ...طبعا من ينكر الامتياز إلا معتوه أو انتهازي فلسفته تتلخص في مقولة ( أنا أو لا أحد )... نعم عاينا تجديد النخب في توزيع الأدوار ضمن أفراد العائلة فقط واسمح لي أن يكون حزبك نموذج لهذه التحفة المسماة تجديد النخب ...ألم تكن وكيلة اللائحة الوطنية لحزبكم هي زوجة نجل باني الحزب عمك علال الفاسي ألم تكن البرلمانية المصونة المحصنة بنت الفاملة التي ازدادت وفي فمها ملعقة من ذهب السيدة ياسمنة ابنة الوزير المرحوم وزوجة ابن عمك وشقيق زوجها هووزير الخارجية المرتقب وكاتب الدولة في الخارجية في الحكومة التي تلفظ أنفسها ...هل أكتفي بهذا القدر أم أخوض في المزيد ؟ واللهم لا حسد ...لكن يبقى السؤال المفتوح الموجه للوزير الأول المعين وبمعية الأحزاب جميعها ألخصه في التالي ...ماهي الطبيعة الدلالية لمقولة تجديد النخب ؟
المطروح الآن أن تفيدونا بأجوبة صريحة وواضحة لما يحدث لأن رائحة الطبخ فاحت وملأت ربوع المغرب تنبىء بأنه ثمة إرادات مخوصصة مفادها أن المغرب يعاني من عقم بين في إنجاب الأدمغة لهذه الأسباب سيكتفي حراس الارادة على ترتيب أشخاص بعينهم في الحكومة المرتقبة ، سيستيقظ الوطن مثلا على وزيرة في الصحة وبالمناسبة هذه أول امرأة تصل إلى منصب وزيرة في تاريخ المغرب ...أقول أن تمنح لها الحقيبة ولا علاقة تربطها بالصحة والمرض أيضا ، أقاطعك ستجيبني بأن المنصب سياسي وليس من الضروري أن يتكلف به وزير في الأصل طبيب أو ممرض أو مشتغل في المجال ...على بلادتي المعهودة هب ياأيها الوزير الأول أن معالي الوزيرة المحترمة ساقتها الأيام إلى منتدى أو مؤتمر أو مناسبة كيفما كانت دولية موضوعها وباء معين يستلزم الاحاطة الأكاديمية العميقة تستدعي حضور كل المناولات والاشتغالات وأيضا كل الأوصاف والاستراتيجيات بل وجدور الوباء من منابتها الأصلية وكل التدابير بل والتواريخ والجغرافيات وتضاريس الفكر الطبي الذي تكلف بالموضوع الوباء فيا معالي الوزير المحترم ماهو رأيك ومعاليها وجها لوجه أمام حكماء الطب ومتعلقات الطب من صيدلة وغيرها
أنتقل معالي الوزير الأول إلى المستملحة التالية والتي بطلها قطاع الثقافة والمثقفين وبكل تأكيد أن سيادتكم تستوعب بما فيه الكفاية معنى الثقافة ذلك المعطى المتكامل تاريخيا ومحليا وكونيا الذي يحدد هوية الوطن والمواطنين ..بل ذلك المعيار الذي من خلاله يتمكن الآخر من وضع استحقاق يرتبنا في درجة الانتاج والابداع سواء على مستوى الفكر أو تجديده أو قراءة الآخر ...نستحضر أيضا البعد الثراتي بفنه ومعماره وطقوسه ، لكن يامعالي الوزير هل فكرتم في الشخص المناسب الذي سيشرف مثلا وأختارها كنموذج ، حينما يجد هذا السيد الوزير نفسه وجها لوجه أمام إشكالية سحر الحداثة مطمح النخبة المفكرة وحجاب العقل وهو غاية من يسبح في بركة سياستنا الآسنة باسم المعتقد الديني
هذا غيض من فيض ...لكن نتمنى من انخبتنا المفكرة في السياسة والفكر عموما والتي انزاحت بالقوة وأحيانا بشكل إرادي بل وابتعدت بمسافات ضوئية عما يحدث ...أقول نأمل أن تعطينا تفسيرا علميا لمعنى الترابط والتوافق أو الائتلاف خارج نطاق الارادات والأمزجة الخاصة وخارج نطاق المصالح الفئوية الضيقة
لكن حري بنا أن نستحضر دوما الأغلبية من الشعب التي عبرت عن رأيها في الانتخابات الأخيرة وسجلت نسبة 70 في المائة من الهيئة الناخبة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح