الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيرة بن سباهي ....الجزء السابع

عبد الرزاق حرج

2007 / 10 / 15
سيرة ذاتية


يقولون لهم ...راقبوا ..يراقبون ...اما أي شيء يراقبون ..لماذا يراقبون ؟؟..فأنهم لايعرفون أبدا ..!!!...,,,قلت لنفسي يمكن لهؤلاء أن يغشوا ويفسدوا كل شيء ..حتى الهواء الذي يتنفسونه يصبح ملوثا ..لذلك علي أن أتجنب هذه القذارة قدر ما أستطيع ....عبد الرحمن منيف ....روائي سعودي ..
كنت أمشي بخطوات متعبة وظلي يسبقني على الممر الحجري ويلتاث الغبار حذائي وحرا رة الشمس تنقذ المدينة من أختناقها في الظهاري .عفونة المبنى عند المدخل تركض فيك الى الخارج طالبا الهواء النقي ..كان هذا المبنى أحدى المؤسسات التابعة الى السلطة سابقا..لكن بعد أنسحابها عام 91 أستولت عليها القوى الكردية ..دخلت الى أحد الغرف الطويلة والمفروشة بسجادة برتقالية وأرائك قماشية متقابلة يجلس عليها الزائرون وشغيلة المقر في أربيل ومنضدةعليها حزمة من الآقلام والآوراق وتلفون أحمر قريبة من الجدار الخلفي معلق عليه صور ..فهد ..ماركس ..أنجلس ..لينين..وثعبان الساعة يزحف على الآرقام اللاتينية ببطئ.. يجلس على كرسي خلف المنضدة صديقي ..مخموري ..نهض صديقي القيادي من مقعدة بسرعة الصاروخ لكن حضنة المتروس وكرشه المتدلي يضايقني في القبلات الحارة ..ألتقينا بعد غياب 13 عام في السجن ..كان معنا في السجن أبان فترة الكلاب الحمر ..الجلاد يطلب من الشيوعي أثناء الجلد أن يطلق على نفسه كلب أحمر ..أو تنبح مثنى أو ثلاث..لم يحصلوا على مرادهم ألا نادرا ..الحقيقة أصدق ما تكون كاذب !!..قدمني الى رفاقه وزائريه بعدما ألتحق في الغرفة الروسي ودكتور المقر وهو يتحدث بضحكات قوية ..تحدثنا عن أيام السجن أمام أمرأة كبيرة في السن ترتدي قفطان أسود يغطي جسمها السمين وشال أسود على الرأس كانت تجالسنا في الحديث بالرغم سنها الكبير لكن لم يغيب عنها جمال الوجه الضاحك ..معروفة لدى الكل نصيرة في جبال أربيل..لا أعرف لماذا جاء شبح والدتي وطفولتي عندما يصعد أبي فوق أمي ليلا ونحن الآشقاء الستة ثلاث أولاد وثلاث بنات ننام صفا واحدا على سجاده عتيقة وقصيرة وغطائنا لاتزال روائحها النتنة تقصف أنفي عند ذكر الطفولة بغرفة طينية في حي شعبي ومدنية غالبيتها من عشائر شيعة الجنوب تتوسط بغداد,, في الشتاء البارد تنفتح أحدى زوايا السقف الطيني من زخ المطر ودفعات الهواء السريع وأصواتة المخيفة تدفع قطرات المطركالرصاص الحامي بالدخول من الثقب يدمى ويبلل فراشنا القذر ويكون البكاء جماعي نحن و أصوات الحشرات والصرصار..أمي وأبي يضعون تحت الثقب المفتوح قدور كبيره وأشقائي يتعاونون على رفع القدور الممتلئة بالماء والخروج بها الى ساحة البيت المغمورة بماء المطر والطين..يفرغوا ما في القدور الكبيره ويرجعوا الى الغرفة بأقدام بارده يكسوها البلل والطين,,, وفي الصباح أطبق مارأيته ليلا على بنت الجيران في لعبة( بيت البيوت) ..أتعرض الى الضرب والزجر والتهديد من قبل والدي على ذلك العمل المشين ..أنتبهت الى صوت المرأة المسنة وهي تعد صديقاتها النصيرات من أهالي بغداد,, تتكلم بعربية صافية ..تقول منهن من رحلن في معارك الآنصار وأخرات هاجرن الى بلدان أوربا وقسما أخر سلمن أنفسهن الى السلطات ..وافقتها القول بأجابتي ..نعم ..وصلن الى الداخل ..لم يكتفن بذلك بل لعبن دورا مستهترا في تسليم كل من له صلة في العمل السياسي ..قاطعني الدكتور ذو الآنف المنقاري والعينان العسليتان وجهه كشيف رقي أحمر له سنين في السجن بفترة الكلاب الحمر ..يقول لي ..سمعنا من مصادرنا أنك( تاجر دولارات) في الشورجة..أجيبه بضحكه طويلة ..كلا ..أنا(حمال شورجة)...نضحك جميعا ..تكلمت من خلال فوضى الضحكات المتعالية,وقلت ..بعد أطلاق سراحي من السجن في عام 92 ..عملت بأعمال عديدة ..تعلمت طلي النحاس والفضه بسرعة وفتحت ورشة لطلي النحاس في شارع النهر وأحد المعارف من السجن كان شغيلا في ورشتي الفقيرة ..لكن تسرح من ورشتي بسبب رداءة السوق ..تحدث الملقب بالروسي المندس بيننا كواعض ديني منافق .. بقوله لقد وصلوا الى هنا كثير من معارف السجن ..ظل يستعرض أسماء الواصلون الى أربيل ..من ضمنهم الصابئي الذي تحول الى سمسار نساء بهذه الحديقة الواسعة ,, كنت لم أصدق ذلك.. لو لا المصادفة التي قادتني الى( حديقة كلكند )الكبيرة وقابلت الصابئي مساءا.. طلب مني ألف دينار سويسري مقابل أمرأة تقوم لك بالخدمات حسب الطلب... ..وايضا ذكرشخصا أخر الشهير بمتابعة الآخرين بمهارة الذي لاينبت شعر على أرنبة أذنه المحترقة ووجه كقبرة هاربة ذابل الوجه كطبشور أصفر لايخط نفسه على اللوحة السوداء الآ بصعوبة عندما يلتف حول نفسه يصبح كجوزه صعوبة التكسير ..لايعرف كيف هدم السوفيت والآشتراكية بعصى موسى السحرية مثلما بنيت. .طلبت من الملقب بالروسي التوقف عن متابعة الآسماء عندما يذكر( بن سباهي ).. قلت له ..أين حل الدهر بهذا الرجل ..يجيبني بأنف يصفر ..رحل الى أيران ..خرجت مع المخموري والدكتور والواعظ الديني من البناية التي غالبية غرفها مقفولة الى الفسحة الحجرية وهويشرح ويؤشر كقائد عسكري على خسف الآسوارالقريب من باب البناية من مدفعية السلطة التي أستجابت الى العائلة النقشبندية بغاراتها العسكرية على الجلاليون عام 96 في أربيل وحولت السلطة ساحة أربيل الى مشانق لمعارضيها ..مثلما أقاموا الجلاليون مذبحة بشتاشان بعد الآتفاق مع السلطه عام 83 والشيوعيون أصبحوا أدلاء للسلطة عن طريق الآنصار بمطاردة عائلة النقشبندية وتوابعهم في أعوام 74 و 75..ركبنا أنا والمخموري والدكتور سيارة اللاندكروز بعدما تركنا صاحب اللقب الروسي ساقيه الى الريح..توقفت السيارة في سنتر المدينة وترجل منها الدكتور ..وصلنا الى بيت المخموري ..بعد تناول الغذاء المتأخر ..أتصل المخموري بالمقر ..أن تأتي السيارة لكي تأخذنا الى المقر لحضور ندوة عجوز الحزب ...حول فهد والحركة الوطنية ..يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا