الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكيم وصلاة الواوية ...!

عبدالرضا المادح

2007 / 10 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


كان والدي الصادق الايمان رحمه الله، يكثر من تحذيرنا من " الشيوخ المؤمنين " وبشكل غير مباشر، عبر تكراره قصة الثعلب " الواوي " الذي قرر في يوم ما اعلان التوبة والتخلي عن اعماله المشينه في سرقة الدجاج والعيش على دماء الاخرين. ولاثبات ذلك امام الحيوانات الاليفة، قرر الذهاب الى اداء فريضة الحجّ، فأعتمرعمامه وتأنق في هندامه وسار قاصداً مكّة، وفي الطريق توقف لاداء الصلاة وبيده مسبحة طويلة. اقتربت منه دجاجة في طريقها الى مكة ايضاً، فاصابها الذعر وحاولت الفرار، بعدما انكشف لها ماتحت العمامة. فصاح بها مستغفراً ربه ومردداً آيات التوبة والغفران..! ومؤكداً على انه جاد في توبته ولذلك متوجهٌ هو الى مكة حتى " يصير حجّي " ويخضب لحيته بماء زمزم ، وطلب منها اداء صلاة الجماعة ومواصلة المسير سويةً. صدقت المسكينه وقبلت الدعوة لاداء الصلاة، فأقتربت ووقفت خلفه في خشوع تام...! وعندما فاحت منها رائحة اللحم الدسم، تأججت غريزة الافتراس عند شيخنا، فهجم عليها ليبتلعها في دقائق وهو يردد " هذا من فضل ربي " " ولاتكوني غبية مرة اخرى ".
وهكذا وقف شيخنا عمار الحكيم لاداء صلاة العيد بالمساكين من اتباعه، الذين قد يصدق البعض منهم كلامه بأن الاسراع في " العمل على تشكيل الاقاليم، والمضي بتطبيق النظام الفيدرالي... بدءا من اقليم جنوب بغداد الى الاقاليم الاخرى ... يصب في مصلحة الشعب العراقي "، ضارباً عرض الحائط الرفض الشعبي الكبير لفكرة تقسيم العراق على اساس طائفي " فيدرالي ". فكل الاحزاب والتيارات بما فيها قوى خرجت من الاتلاف الطائفي، رفضت بقوة مشروع الكونغرس الامريكي الخطير، والذي يمهد حتماً الى تقسيم العراق بعد ان تتوفر الارضية لذلك، من خلق كيانات طائفية وقومية متناحرة ومفصلة على اساس " الدستور" الكسيح، الذي هو بدوره موضع شك ونقاش من قبل اوساط شعبية وحزبية واسعة.
ان الشارع العراقي اليوم وبعد تجربة اربعة سنوات، يطرح تساؤلات كبيرة على الائتلاف، الذي يحكم العراق عموماً والجنوب خصوصاً. هل وفر الائتلاف اجواء سليمة لبناء اقاليم على اساس المصلحة الوطنية الحقة..؟؟ هل استطاعوا ان يبنون مؤسسات سلطة مركزية وسلطات في المحافظات تحترم القانون وتحضى بأحترام الشعب...؟؟ وهل وفرت " شرطتهم...وجيشهم... ومليشياتهم...وعشائرهم... وفتاويهم..." الامان لشعبنا المنكوب...؟ اين هو الاعمار المنشود، فلاشواهد في مدن الجنوب سوى الخراب...؟! وكيف يتم الاعمار على يد وزراء ومحافظين واعضاء مجالس محافظة ومدراء عامين يحملون شهادات مزورة...؟ وفي بلد تحارب حكومته لجنة النزاهة، ويرفض رئيس وزرائها ان يقدم السراق الى القضاء...؟
هل قادة الائتلاف بمختلف مستوياتهم مستعدّون للاجابة على سؤال " من اين لك هذا ؟ " ويقدمون اوراق اصولية غير مزورة في " سوق مريدي " او " كوجه مروي " عن الثروات والاملاك الهائلة التي يشير الناس لها بالبنان، في النجف وكربلاء ومحافظات الجنوب بل امتدت لدول الجوار وحتى العواصم الاوربية...؟
فياترى هل هم مستعدّون حقاً ان يكاشفوا الشعب بشفافية وصدق...؟ وان لم يفعلوا فهل سيصدق المؤمنون ويسلموا اقاليم الجنوب الى هكذا حكّام ...؟
ان الحياة لاتسمح بأن يلدغ المرء من جحرٍ مرتين. وبالتأكيد ان عيون المؤمنين اصبحت " مفتحه باللبن " ولن ينخدعوا كما فعلت الدجاجة...!!!
14 10 2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إسرائيلي: حماس -تعرقل- التوصل لاتفاق تهدئة في غزة


.. كيف يمكن تفسير إمكانية تخلي الدوحة عن قيادات حركة حماس في ال




.. حماس: الاحتلال يعرقل التوصل إلى اتفاق بإصراره على استمرار ال


.. النيجر تقترب عسكريا من روسيا وتطلب من القوات الأمريكية مغادر




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال لمسجد نوح في