الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يعرف العالم عن الأدب الإسرائيلي؟

نائل الطوخي

2007 / 10 / 15
الادب والفن


أدباء من باكستان، شيلي، أيرلندا، السويد، ألمانيا، بولندا والولايات المتحدة، سألتهم هاآرتس عما يعرفونه عن الأدب العبري؟ الأدباء جميعا كانت لهم كتب مترجمة للعبرية وصادرة في إسرائيل، بما يعني أن ثمة علاقة متواجدة أصلا مع دور النشر والجمهور في إسرائيل، وهو ما بدا مبررا للمجاملة الكبيرة التي يبديها هؤلاء الأدباء إزاء ليس فقط أعمال إسرائيلية بعينهم وإنما للغة والثقافة العبريتين في مجملهما أحيانا أيضا. عن طريق إجاباتهم يمكننا معرفة شيئ ما عن صورة الأدب الإسرائيلي في العالم.
محسن حميد الكاتب البريطاني من أصل باكستاني يقول، بعد أن صدر كتابه "أصولية رغم أنفسها" في إسرائيل: "علي الاعتذار أمام زملائي من الأدباء الإسرائيليين، وبشكل خاص عاموس عوز، الذي قرأت كتبه واستمتعت بها للغاية، ولكن الكاتب الإسرائيلي الذي أحبه أكثر من أي شخص آخر هو مارتن بوبر. جعلتني الدراسة القصيرة أقرأ "أنا – أنت" لبوبر كاملا. لن أحاول شرح نظريات بوبر أمام القراء والذين يعرفونه بالتأكيد أفضل مني. من وجهة نظر شاب نشأ في باكستان ومعلوماته عن اليهودية قلية جدا، فقد كان ثمة تشابه رهيب بين مجاز المحب والمحبوب كما يظهر في الإسلام الصوفي وبين علاقة "أنا – أنت" كما شرحها بوبر. كأديب ترتبط عقيدته بتعاطفه، فأنا أرفع أمام "أنا – أنت" القبعة".
تقول مرجوري أجوسين، وهي شاعرة وأديبة شيلية من أصل يهودي لها كتاب بعنوان "أنا فرانك الغالية" مترجم للعبرية: "هناك أدباء إسرائيليون كثيرون أحبهم وأحترمهم. ولكنهم هم الكتاب المعروفون الذين يستشهد بهم الجميع، لأن كتبهم تترجم للغات عدة. لا يحصل الشعراء بشكل عام على شعبية كتلك وهم يترجمون بشكل نادر. ومع هذا فأنا أشعر بتقدير كبير لشعر رامي سعري، والذي تعرفت عليه بالعبرية بعد أن قرأته في ترجمة للأسبانية. تأثرت بقصائد سعري وبشكل خاص بعمله على الهوية وأسئلة ضياع اللغة والعثور عليها من جديد.
جون بانويل، الكاتب الأيرلندي الحائز على جائزة بوكر عام 2005، يقول أنه برغم معرفته بعاموس عوز، دافيد جروسمان وأ. ب. يهوشواع، وحبه لهم فإن الكاتب الذي يحبه أكثر من الآخرين هو أهارون أفلفلد. "الهولوكست هو موضوعه الرهيب، الذي يصعب جدا على أي كاتب الانشغال به، فقط اثنان من الكتاب استطاعا أن يتجنبا في كتابتهم في هذا الموضوع العاطفية المبالغ فيها: الأول هو المجري إيمري كيرتش والثاني هو الإسرائيلي أهارون أفلفلد. أفلفلد، مثل كيرتش، يقوم بهذا بواسطة تبني نظرة ملتوية وربما بعيدة للموضوع الذي يعمل عليه. وبهذا ينجح في أسر القلب وتجميد الدم في نفس الوقت. إنه كاتب كبير."
الكاتب الأرجنتيني جيرمو مارتينز، والذي صدر كتابه الثالث "القتل على طريقة أوكسفورد" في إسرائيل، يقول: "أعرف كاتبين إسرائيلين معاصرين، دوريت رابينيان وإتجار كيريت، وأحب كليهما جدا. وفي الأساس: "زفافاتنا" لدوريت رابينيان" و"سائق الأوتوبيس الذي أراد أن يكون الله" لإتجار كيريت. استمتعت للغاية بالأسلوب السلس لرابينيان، بطزاجة شخصياتها وقوة القصص. وهو ما جعلنا أنتبه إلى السياق الاجتماعي للأحداث والتناقض بين الجماعات المختلفة في المجتمع الإسرائيلي. أما بخصوص إتجار كيريت فأنا أحب جدا سخريته المظلمة والمشوهة، خياله الوحشي ووجهة نظره التي يحكي القصص من خلالها. هو يبدو لي صوتا جديدا وأصليا تماما."
أما كارلوس دوارته الشاعر القطالوني فيقول أن هناك الكثير من أسماء الكتاب الإسرائيليين الذين ينتمون لأجيال مختلفة، وبينهم يهودا عميحاي، عاموس عوز أو روني سومك. ولكن إذا فرض عليه أن يختار من بينهم فسوف يختار عميحاي، بشكل خاص يحب قصيدة "حتى قبضتي كانت مرة مفتوحة وتحوي أصابع". :"كان عميحاي شخصا حكيما وشاعرا يمكنه الخطو في دروب الحب والألم.
كلود كايت المولود في تونس والذي عاش في إسرائيل قبل أن يسكن في السويد وصاحب رواية "محمد كوهين"، يقول أن الكتاب الذي أحبه كثيرا مع قراءته في السويد لدى نشره منذ 21 عاما هو "عربي طيب" ليورام كانيوك. "تأثرت بالكتاب بشكل أساسي بسبب الموضوع الذي اختاره كانيوك، أو بشكل أكثر دقة، الشخصية الرئيسية: يوسف روزنتسفايج، المعروف بيوسف شرارة، الذي جاء من صلب أم يهودية وأب عربي وتمزق بين انتماءين مزدوجين وتم رفضه من الجانبين حتى اضطر للهجرة من بلاده. المثير للاهتمام هو أنني في عام 81 نشرت في فرنسا رواية "محمد كوهين" والتي ترجمت للعبرية العام الماضي. بطل الرواية هو شخص أبوه يهودي وأمه عربية، يشعر مئة في المئة أنه يهودي ومئة في المئة أنه عربي، ويتم رفضه أيضا من كلا الجانبين.
ربما يكون هذا التشبه هو ما جعل كايت يحب الكتاب ولكنه ليس السبب الوحيد، يضيف: "تأثرت بعمق بأسلوب كانيوك، حتى بالسويدية، وبتحليلاته الذكية. نبرة الكتابة كانت مختلفة تماما عن نبرة كتابي، الذي كان ساخرا في أساسه، أما كانيوك فقد كان أكثر مأساوية، حتى وإن كانت رسالة الكتابين متشابهة في نهاية الأمر.
يان كابيلانسكي هو شاعر وأديب من أستونيا، من كبار المفكرين في وطنه. يقول: "انا قارئ سيء، أفضل قراءة الكتب العلمية والنقدية عن الأدب. لهذا فأنا أعرف كتابا إسرائيليين مثل مارتن بوبر وجرشوم شالوم وموشيه إيدل أفضل مما أعرف الأدباء. قرأت بعض الأعمال لعاموس عوز ودافيد جروسمان، ولكنني لم أقرأ روايات لهم. أحيانا ما أقرأ الشعر، وعلي الإشارة أن يهود عميحاي هو واحد من شعراء القرن العشرين الذين أحبهم أكثر من غيرهم. حتى وإن كان يصعب علي الإشارة لقصيدة بعينها. للأسف فعبريتي فقيرة جدا مما يدفعني لقراءة الأدب الإسرائيلي مترجما، ولكن قوة عميحاي يتم الحفاظ عليها بلا شك في الترجمة. يصعب تحديد سر قوته.. قرأت الكثير عن الفلسطينيين الذين يلقون حجارة على جنود إسرائيليين وعن المتدينين اليهود الذين يلقون حجارة على من يقودون سياراتهم يوم السبت، ولكن بعد أن قرأت قصيدة عميحاي عن إلقاء الأحجار ظللت أفكر فيها على الدوام. إنه يلخص القصة كلها ويرفعها لمستوى آخر."
أما الأديب الأمريكي و صاحب جائزة بولتزر للأدب الرفيع عام 2000، مايكل شيفون، فيقول أن الرواية الإسرائيلي التي يحبها أكثر من غيرها هي "رحلة إلى نهاية الألف" لأ. ب. يهوشواع. يحب هذ الكتاب بسبب لغته الغنية، وحبكته الحيوية والشخصيات التي لا تنسى فيه. "أحببت أيضا المحاولات الشجاعة لعرض الأسلوب الذي يشعر به شخص، يهودي، قبل ألف عام. أحب النظرة البعيدة التي يتم فيها عرض المنفى في اللحظة الأخيرة من السلام والازدهار النسبيين.
كيرن كرسون هو واحد من الشعراء المهمين في أيرلندا. يقول، وقد اختار أن يكون مجاملا لأقصى حد: "في يونيو 1999 كان لي الشرف أن أقرأ قصائدي في مهرجان للشعر الدولي في القدس، كانت تلك هي زيارتي الأولى لهذه المدينة الساحرة، وكانت المرة الأولى التي أسمعهم يتحدثون فيها اللغة العبرية. بدت لي لغة ساحرة. أثار فضولي بالتحديد الشكل الذي احتوت فيه هذه اللغة القديمة على المشاعر والأفكار المعاصرة. كان مقررا ليهودا عميحاي أن يقرأ في نفس الأمسية، ولكنه كان مريضا للغاية. أسفت لأنني لم ألتقه، ولكنني واسيت نفسي بأنني عرفته من شعره، الذي ينشغل بالسيرة الذاتية وخبرات الحروب وبالحب والدين. حياته في مدينة مقسومة يوجد بها طبقات تاريخية مختلفة متكومة واحدة على الأخرى أعرفها من حياتي ببلفاست. حتى في الترجمة كانت ثمة إحساس بأن جزءا كبيرا من قوته الشعرية باق في عيني لأن في شعره شيئا ما يتجاوز اللغة: بساطة ومباشرة التشبيهات البصرية التي تعمل على كل حاسة. وبالإضافة إلى هذه التشبيهات يعلو صوت إنساني مرتفع، بهزل وصدق تام، صوت يعارض النفاق والنمطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري