الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقاطعون للانتخابات المغربية يحصلون على الاغلبية والمنهزمون يرفضون المعارضة

جمال الدين العارف

2007 / 10 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


رغم الانتكاسة التي مني بها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ( ان بقيت لديه قوات شعبية بعد 10 سنوات من الحكومة ) فانه لازال يتفاوض مع الوزير الاول المعين عباس الفاسي من منطق قوة وكأنه هو الذي احتل الرتبة الاولى في سلسلة نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت مؤخرا بحيث يمكن لفهم أن اليازغي يهدف الى وضع العصا في العجلة الامامية للفاسي في مشاوراته نحو تشكيل الحكومة المرتقبة بسبب الأزمة التي يعيشها الحزب بين المعارضين للمشاركة والمؤيدين له فربما تحسب الاشتراكيون لهذه الهزيمة التي لحقت بهم فقيدوا أيدي الاستقلاليين قبل الانتخابات باتفاقهم مع الاستقلال على ان تظل الكتلة الديموقراطية موحدة وأن تشارك او تعارض سوية في الحكومة المقبلة وهو العقد الذي أخذ يحرج الفاسي أمام تدلل اليازغي وتجاوز حدوده حيث انه لم يقبل بحصة 4 وزارات قالت عنها الصحافة المغربية أنها ملغومة ويحن فوق ذلك الى رئاسة البرلمان التي كانت في يد الراضي لفترتين بحجة أنه لايجب التعامل معه كمنهزم احتل الرتبة الخامسة وأنما كقوة سياسية وشخصيا لا أدري ماذا يقصد الاشتراكيون بهذا وأين تتجلى بعد قوتهم السياسية بعد أن اوصلوا المغرب الى هذا الوضع علما أن هذا الاتفاق جعل الفاسي يغضب أحزاب الحركة والاحرار الذين بدونهما لايمكنه تشكبل حكومته بسبب عدم احترام نتائج الانتخابات في التفاوض مع الاحزاب السياسية الفائزة فقد تجاوز الفاسي العدالة والتنمية الذي وضعه في قاعة الانتظار وقفز على حزب الحركة والاحرار الذين احتلا الرتبة الثالثة والرابعة ليتفاوض مع حلفائه في الكتلة وقد احتلوا الرتبة الخامسة والسادسة وهي الاخيرة وما قبل الاخيرة في سلسلة الاحزاب التي يمكنها المشاركة في الحكومة علاوة على كونه ساوى بينهم في عدد الوزارات التي قدمها لكل حزب وحسب الخريطة السياسية المغربية التي افرزتها الانتخابات الاخيرة فان الفاسي مرغم بقبول مطالب اليازغي أو الاعراض عنه وعن حليفه حزب التقدم والاشتراكية والتوجه نحو الاسلاميين الممثل في العدالة والتنمية والذين احتلوا الرتبة الثانية بعد حزب الاستقلال وربما يكون هذا هو السناريو الاخير لدى الفاسي ان افضت مشاوراته التي أجلت الاعلان عنها بمناسبة عيد الفطر الى الفشل فالاشتراكيون لم يستسيغو العودة الى المعارضة بعد القطيعة التي حدثت بينهما منذ عشرة سنوات أمضوها في الحكومة رغم الانتكاسة والهزيمة وثورات الاحتجاج والمطالبة بالمحاسبة واستقالة المكتب السياسي والمطالبة بالعودة الى المعارضة من قبل مناظلي الحزب الا أن السيد اليازغي الكاتب الاول للحزب حاول امتصاص غضب الاتحاديين في مؤتمرهم الاخير ودافع عن موقف المشاركة في حكومة الفاسي بحجة اتمام المشاريع التي بدأوا في تنفيذها منذ 10 سنوات فزعمائنا الكارتونيون الذين اعتادو على حلب اموال الشعب من خلال الاستوزار وألفوا كراسيهم الوثيرة في الوزارات العاجية التي ارتفعوا بها عن الشعب المغربي البسيط بعد سنوات من النظال التهريجي في البرلمان ومن خلال الحزب أيام كان في المعارضة وما أدراك ما تلك الايام وبعد 10 سنوات يعودون الى المعارضة ما هذا التخريف ؟ لايمكن طبعا فجواب اليازغي في المؤتمر الاخير أوضح أن زعماء الاتحاد ان كان هنالك أحد بعد اليازغي أنه كي يعارض او يعود الى المعارضة وطبعا لايتحدث عن نفسه بل عن حزبه الذي سقطت أغلبية رموزه الكبيرة من الوزراء والبرلمانيين ولم يستطيعوا الحفاظ على مقاعدهم في البلمان واكتفى بالرتبة الخامسة بعد ان كان في الاولى لمرحلتين فعليه أن يعرف كيف يعارض ومن يعارض ومع من يعارض ولماذا يعارض ؟ فمن حقه أن يطرح هذه الاسئلة فأمامه وزارات ببريقها وورائه انتهازيون يحرضون نحو المشاركة بالقفز على مرارة الهزيمة فهذه الاسئلة لم تكن لتطرح لولى 10 سنوات من الحكومة وامتيازاتها التي يتقاتل من أجلها أحزابنا الديموقراطية الشفافة النزيهة والشعبية على وزن تسمية القذافي لبلده علما أن هؤلاء جميعا أي الاحزاب الخمسة التي تتقاسم الكعكة المغربية فيما بينها وهي الاستقلال والعدالة والتنمية والحركة الشعبية والتجمع الوطني للأحرار وأخيرا الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية لو كانوا يهدفون الى خدمة مصالح الشعب مثلما يدعون لرفضوا اقتراعا احجم المغاربة عن المشاركة فيه فنسبة المشاركة التي وصلت 37 % ونسبة الاوراق الملغاة منها 19% وهي اوراق تعمد اصحابها احداث اسباب الغائها كوسيلة للاحتجاج على الانتخابات والاحزاب والسياسة المغربية فنتيجة كهذه لاتخول لهذه الاحزاب تشكيل حكومة ولا التقاتل من أجل وزاراتها وأنما اعادة الامل الى الشعب المغربي عبر تمكين مؤسسات الشعب من صلاحيات دستورية حقيقية تفتقر اليها وتغيير جذري في عملية الانتخابات والقوانين المنظمة لذلك والانصات قليلا للشعب المغربي ومطالبه فالحزب الوحيد الذي يحق له وفق نتائج هذه الانتخابات التي جرت في 7 من سبتمر الماضي هو الشعب المغربي الذي قاطعها بنسبة تفوق 80% بالمائة وهذه هي الديموقراطية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تفض بالقوة اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة


.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: مسودة الاتفاق بين حماس وإسرائيل




.. جيروزاليم بوست: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو ولعبته ا


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. فلسطيني يعيد بناء منزله المدمر في خان يونس