الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منعطف

سميرة الوردي

2007 / 10 / 16
الادب والفن



قصة قصيرة
اضمحلت في ظل النافذة ، تمرر نظراتها عبر الزجاج البارد تنتظر عودته ، عاودتها الشكوك رسمت خطوطا هوجاء تنفث فيها موجات الغضب والكآبة التي انتابتها للتو ، نادتها ابنتها أجابتها دون أن تعي السؤال مم اجبر ابنتها على الإقتراب منها وهز كتفها كي تُفهمها مرادها ، ثم سألتها عما بها ، أجابتها بشرود لا لا لا شئ مجرد ألم عارض وسيزول ، انحسرت ثانية مع ذاتها مراقبة طريق عودته ، هل سيتأخر ثانية وسيجد تبريرا غير واقعي لغيابه ، وهل ستحس بما دار في أعماقه وحياته كما في الماضي ، أم سيستطيع تمريره ، أم سيلغي كل هذه المرارات وسيرحل خلف وهم لم يكن يرغب في حدوثه ، لم يكن يرغب في أُخرى بل كان مقتنعا أنها ستكون رفيقة دربه الوحيدة ، ومر العمر بكثير من المنعطفات التي لم يحسبوا لها ، كم من أيام تدفوا بأحلامهم قاوموا بردها وحرها وجواسيس السلطة التي نهبت الأب من أبنائه والأبناء من آبائهم ، أستعود لطرقات بلادها وحيدة بعد أن تخسر كل شئ حتى بقايا العمر والرفيق ، أم تتصبر وتقاوم لترى ما يؤول اليه وضعه الجديد ، لم تعي ما يدور حولها ، لم تولي جارتها انتباها عندما جاءتها زائرة بل أدت واجبات الضيافة وكأنها تحيا في عالم آخر .
أذهلها صلف الأُخرى واصرارها على مواصلة ما انقطع بينها وبين الزوج من معرفة كانت ستتحول الى علاقة .
سارت ابنتها الصغرى أمامها برشاقة اليمام تساءلت هل يمكن أن يغفر لنفسه نزقه ، ما تبريراته أمام تلك الجزء الرائع من وجوده .
وتلك الأُخرى أين زوجها وولديها من حياتها كيف تستسيغ أن تخرب بيتا لامرأة مثلها ، ما حاجتها للآخر ولها زوج وأولاد
هل ستتركه كما فعلت في المرة السابقة ، ولم تصالحه الا بعد أن أدركت اعتزازه بها. أم ستحارب من أجل بقائهما معا ، أيمكن لثلاثين عاما من الحب والتضحية أن تزول على يد أخرى لا تربطها به أي رابط .
أي حب يبنى على أنقاض تاريخ من التلاحم والشقاء في وجه محن لم يكن لها أول ولا آخر ، وأي أيام ستُهزم لو تركت مجاذيفها لأُخرى تحصد تلك السنين المريرة وكأنها لم تكن .
خربشات حفيدها على قدميها هدأت ذاك الإضطراب مجرد النظر الى عينيه ينسيها هموم تلك الذكريات التي انصرمت بين جوع الأطفال وتساقط الشباب في سوح الحرب وتحت بساطيل أجهزة النظام وتعدادها وتنوع أساليبها البطشية، وضياع الآلاف من الشباب بينهم ، والخوف على أبنائها من تعسف السلطة التي لا ترحم صغيرا ولا كبيرا لا بريئا ولا مدانا .
ما إن غفى الصغير على كتفها كعادته حتى تسللت نظراتها الى الطريق ثانية، لم تهاتفه بالرغم من قلقها وخوفها وشكها في أن يكون على موعد معها ، ستترك له حرية الإختيار فالحب مهما عصفت به المحن سيكون هو الأقوى ، وستكون هي الأنبل من طرفي المعادلة ، ستلملم ما تبقى لها من كرامة وترحل إذا ما آثر الأخرى عليها .
ما إن أنزلت صغيرها من ذراعيها لتنيمه في فراشه حتى رن هاتفها كان هو على الخط : حبيبتي اضطررت للتأخير بسبب العمل :
انزلت الهاتف ورجفة تعصف كيانها ودموع تنهمر على وجنتيها دون رقيب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حصريا.. مراسل #صباح_العربية مع السعفة الذهبية قبل أن تقدم لل


.. الممثل والمخرج الأمريكي كيفن كوستنر يعرض فيلمه -الأفق: ملحمة




.. مخرجا فيلم -رفعت عينى للسما- المشارك في -كان- يكشفان كواليس


.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا




.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ