الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمامة العلمانية .. اياد جمال الدين انموذجا

عدنان طعمة الشطري

2007 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



العمامة الإسلامية رمز دلالي يشير إلى المعنى والشكل الاسلامي ومظهر من مظاهر الاستثناء الاجتماعي للشخصية الدينية كعين شبه مقدسة من أعيان المجتمع لها تأثير على حركة الشارع الاسلامي العراقي .
حيث ينظر إلى العمامة كأداة متفاعلة ومؤثرة ومحرضة وملغمة قادرة على ترويض أو استفزاز الوعي البشري من خلال خطبها وبياناتها الدينية والمذهبية في الجوامع والحسينيات والأماكن العامة في المناسبات الدينية والاجتماعية كمناسبات العزاء , على رفض ظلم الملوك والرؤساء والسلاطين الظالمة الظلومة والتي تساعد في تعبئة الجماهير وأحداث الثورات والانتفاضات التي أطاح بعضها بحكومات القردة السياسية الذين حكموا البلاد والعباد بالعصا الغليظة والعقلية الأحادية في اتخاذ القرارات والتي تزعم إنها مفوضة إلهيا دون غيرها.
أو العمامة التي تنمسخ وجلادي الشعوب من الحكومات المتعجرفة وتبرر أخطاءها وتزين فواحشها ومنكراتها وتغطي عوراتها السياسية كما فعل الشيخ الطنطاوي شيخ أزهر مصر الفرعونية بالدعوة إلى جلد أبطال السلطة الرابعة في مصر الذين وضعتهم حكومة حسني مبارك أو البقرة الضاحكة على حد وصف الملك الأردني الراحل حسين بن طلال له , في دائرة الاتهام ومحاولة بلبلة الشارع المصري بإثارة الشائعات المفبركة على صحة سيادة الرئيس المفدى .
وكانت للعمامة سننا ظاهرة استمرت منذ انبثاق الحضارة المحمدية المقدسة والدولة الرسالية الإسلامية والى يومنا هذا ,حيث مثلت قطعة القماش التي تلف على راس المحارب الاسلامي مثلما تعتمر القلنسوة على راس المحارب الروماني في حروبه التاريخية , فيشق ذلك المحارب ساحة المعركة بسيفه وروحه البدوية العربية ساحات الوغى والحروب سعيا منه لتحقيق دولة العدل الإلهية .
وخدمت العمامة المجتمع الإيراني في العصر الراهن خدمة كبرى من خلال الإخلاص الصميمي والإيماني للكثرة الكاثرة من الإيرانيين للعمامة وال العمامة والرؤوس التي تعتمرها , فانحنوا إليها مقدسين ونفذوا تعاليمها الدينية والمذهبية وأوامرها في التغيير ومحاربة الظلم الشاهنشاهي الحكومي , فتفجر الشارع الإيراني ثائرا تلبية لنداء العمامة الخمينية وحدثت اكبر ثورة جماهيرية في التاريخ المعاصر هدت صروح الشاهنشاهية والمؤسسة الحكومية الملكية .
إلا إن العمامة , ( ولا اعني عمامة المراجع العظام ) ,التي كانت مقدسة ويجل وتقدم له فروض الطاعة وتنحني الرؤوس لكل من اعتمرها في الشارع العراقي حتى لو قضى أيام قلائل في الحوزة العلمية الشريفة , قد هاجت وماجت سمعتها وتدنت مستويات صيتها حيث اجتمع الوعي العراقي بمختلف مكوناتها الاثنية والدينية والاجتماعية على رفض الكثرة الكاثرة من المعممين , واصر على الكثرة الكاثرة وليس الكل ,بعد أن اختلط الحابل والنابل في مجتمع المعممين واستغلال العديد من أصحاب العمائم للاستحواذ على المال والسحت الحرام وتحقيق المآرب الخاصة , بالإضافة إلى فشل الأحزاب الإسلامية في الساحة العراقية في إدارة البلاد بعد سقوط الصنم المنبوذ , وظهور العمامة المتطرفة والتكفيرية التي فتكت في المجتمع العراقي قهرا وقتلا وموتا وتشريدا .
وكذلك من الأسباب التي تبلورت لهذا الرفض هو انحراف ( المعرفة العمامية ) التي حرفت وظيفتها في التحرك الايديلوجي الديني ونشر الثقافة الدينية والمذهبية بالخطب الرايزخونية , والتبرا عن هذه الوظيفة حال الحصول على منصب سياسي رفيع في الحكومات العراقية المتعاقبة .
إلا إن الأمر يختلف مع السياسي العلماني المعمم إياد مصطفى جمال الدين الذي ينحدر من عائلة عريقة في قضاء سوق الشيوخ التي أنجبت شخصيات حوزوية معممة لها أثرها في التاريخ العراقي الراهن لاسيما الشاعر العراقي الكبير مصطفى جمال الدين وهو شخصية ينتمي إلى عائلة دينية جنوبية عريقة مثلت جانب القدوة في حياة عامة الناس في المجتمع الجنوبي خاصة ومواجهة الواقع المنحرف بالوسائل التعبيرية ,الشعرية والخطابية , سيما وان عبقرية الشاعر الكبير مصطفى جمال الدين قد اختزنت في ذاكرتها عناصر التفجر الشعري والتعبيري التي اقتفت اثر عنوان يرفض الاستسلام للحاكم الجائر الظلوم .
تاريخ هذه العائلة الذي قارية العريقة وملامح عظمتها الإنسانية لم تكن تعرف إن مخاضات هذه العائلة الفكرية ستلد شخصية سياسية مفكرة مثل مصطفى جمال الدين الذي طوح العمامة التي يعتمرها إلى مستوى خطير حيث لف قماشها على رأسه العلماني وينظر إلى الكازينوهات والمقاهي والمراقص ومدن الملاهي والليالي الحمراء في العلب الليلية بأنها كنائس العالم الاسلامي الجديد .
انه السياسي أياد جمال الدين , الليبرالي المعمم والقطب المؤثر في قائمته العراقية الذي يعتمر العمامة كدلالة على تاريخية العائلة ويشرب الخمرة الأمريكية المعتقة .
البرلمانية ابتسام العوادي عضو مجلس النواب السابق , وكانت المرشحة رقم -2- في قائمة العراقية بعد جمال الدين , حدثتني وهي مستاءة جدا من الأنفة المتعالية لصاحب العمامة العلمانية ونظرته الفوقية واستعلائه وتكبره وشمخرته على الجميع وكأنهم أصحاب أدمغة فارغة من الوعي الإنساني .
توج جمال الدين رأسه بالعمامة الإسلامية في الوقت الذي يؤدي فريضة الصلاة وقت الضرورة وفي الأوقات الحرجة أو في حالات تبكيت الضمير التي تعصف به على احد قوله لثلة من أصدقائه في مدينة الناصرية , مبررا إن علاقته من رب العالمين لها فرادة خاصة وينظر إلى الله عبارة عن محبة خالصة متفقا بذلك مع السيد المسيح في الأسفار الإنجيلية .
وثمة قراءة أخرى لمؤسس العمامة العلمانية في العراق بأنه اعتنق وصايا الأولين والآخرين من الأتقياء والصالحين في أن لا يكون إمعة وصدى ببغاوي للآخرين وينساق وراء مواقف العامة الرعاع فينتقص من منزلة الوعي الإنساني ويحقر ذاته الواعية المفكرة تلبية لنداء الذات المتخلفة التي تتحكم فيها الشهوات والعاطفة الانفعالية الساخنة .
وعليه فقد قرر التصدي للقضايا التي تفسد الواقع , فتصدى له المتصدون فاحرقوا داره في سوق الشيوخ وحرموا عليه زيارة موطنه الجنوبي الأول .
قد تكون هذه القراءة صحيحة وقد تكون غير ذلك لان كلما نضجت الذات الإنسانية فكريا وثقافيا واجتماعيا واكتسبت تجربة وخبرة فعليها بالتواضع والمر ونه واللطافة , لان فضاضة وغلظة قلبه قد فضت الناس من حوله وتشرذموا طرائقا وقددا في النظرة إليه بين من يصفه بالمتعال والمتكبر والمغرور والمستغرق في حب ذاته , ومن من اقتنع بأنه قد أنمسخ في ثقافة أخرى غريبة على ثقافة بلادنا .
والسؤال الذي أتمنى أن يجيبني عليه صاحب الإشكال في هذا المقال , فارس العمامة العلمانية دون منازع , هل يتوقع ظهور تيار واسع عريض يعتمر العمامة ويشرب الجعة الغربية المنعشة مقتفيا أثره وسالكا مسلكه في جمع النقائض وتشويهها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو