الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرسالة 12 من فوق الانقاض

صباح سعيد الزبيدي

2007 / 10 / 17
حقوق الانسان



أيها الصديق الوفي ..
تطرقت في رسالتك السابقة عن امور تحدث اليوم في بلدنا ما لم يكتبه التاريخ يوما من حوادث مرعبة أو يندى لها الجبين وقد تصنف من حوادث الخسة والنذالة .. وقد سبق وان ذكرت لك الاسباب التي ادت الى ظهور هذه السلبيات في مجتمعنا العراقي المسالم والطيب في رسائلي السابقة .. ووجدتك تكتب لي في رسالتك الحالية عن مشاكل حياتية اصبحت تزداد سوءا دون أمل يلوح في الأفق وركزت على الرعب المنتشر في كل زاوية ومكان!!!.. ومن بين ماكتبته من اننا أصبحنا نختلف عن كل العالم، أصبحنا نُحكم من قبل غير العراقيين أو مَن هُم عراقيون بالأسم بينما جنسيتهم الرئيسية هي غير العراقية .. !!!.. عن شعب أبتلي بعناصر غريبة وممارسات أغرب من الخيال..
نعم ياصديقي هذه بلوانا وأدوات البلوى..
ولكني توقفت كثيرا عند اطلاعي على ماحدث لصديقك من اعتداء وحشي من قبل الكابوي الذي لايرحم!!!
ان عراقنا الجريح والمحتل يتعرض اليوم لحالة دمار شامل وفوضى وقتل عشوائي من قبل عناصر مرتزقة بعيدة عن أية ملاحقة قانونية للمخالفات والجرائم التي تقترفها بناءً على "قرار أصدره الحاكم المدني السابق للعراق بول بريمر في السابع والعشرين من يونيو 2004 منح الشركات الأمنية حرية العمل في العراق، كما منحها حصانة قضائية ضد ملاحقة القانون العراقي لها. كما يبيح لهذه الشركات استخدام معدات تقترب من الجيش النظامي؛ إذ إنها تستخدم أدوات قتالية متوسطة، وفي بعض الأحيان ثقيلة، بل إن جزءاً منها تستخدم الهيلوكبتر والمدرعات لتنفيذ أعمال قتالية وهجومية ".
وقد أبرمت شركة (بلاك ووتر) للمقاولات الامنية أولى عقودها في العراق تحت مظلة "توفير الحماية للدبلوماسيين الأمريكيين والمرافق التابعة لهم في العراق".
إذ وقعت وزارة الخارجية الأمريكية عقداً بقيمة 300 مليون دولار مع بلاك ووتر، مقابل توفيرها الحماية لبول بريمر ــ الحاكم الأمريكي السابق في العراق ــ والسفير الأمريكي في بغداد زلماي خليل زادة.. وتجاوزت العقود التي أبرمتها الشركة مع الإدارة الأمريكية حاجز الـ 505 مليون دولار، بموجب عقود خاصة، نجحت من خلالها في بناء قاعدة لجيش خاص من المرتزقة يضم 20 ألف شخص، مزودين بطائرة بوينج 727 ومروحيات ومدرعات.
ولدى الشركة معدات عسكرية لا يمتلكها إلا الجيش الأمريكي ولديها أسطول من الطائرات العسكرية بما فيها طائرات الهليكوبتر المقاتلة التي يحلق طياروها فوق أحياء بغداد يوميًا مستعرضين فنونهم وشاهرين مدافهعم على المواطنين.
ويطلق عناصر الشركة الدموية " بلاك ووتر او الماء الأسود" النار بشكل عشوائي على أي هدف لمجرد الشك ..
وهذا ماحصل يوم الاحد الماضي 16/09/2007 حيث قتل 11 مدنيا عراقيا وجرح ما لا يقل عن 12 عندما فتح حرس تابعون لشركة (بلاك ووتر) النار عشوائيا في ساحة النسور ببغداد .
ومنذ ارتكابها هذه الجريمة الجبانة والبشعة، خرجت شركة بلاك ووتر او الماء الأسود "جيش بوش الخفي " من نفق التعتيم الأمني في العراق. ودخلت حلبةَ إثبات وجودها ، كثاني أكبر قوة عسكرية في العراق بعد الاحتلال،إن لم يكونوا الأولى ..
فـ "بلاك ووتر" تعمل بموجب عقد خدمات الحماية الشخصية حول العالم مع وزارة الخارجية الأميركية ولا يلزم هذا العقد الشركات المعنية الحصول على ترخيص من الدولة المضيفة ، وبالتالي لا يَخضَع عاملوها للقوانين المحلية. وعليه فإن الجهة الوحيدة التي تستطيع طرد "بلاك ووتر" هي التي جلبتها الى العراق، أي الادارة الأميركية.
يصل عدد عناصر الشركات الخاصة الى نحو200 ألف ،وتعد شركة "بلاك ووتر" أي الماء الأسود التي قتل عناصرها أحد عشر مواطنا في ساحة النسور ببغداد، الشركة الأكبر من هذه الشركات الأمنية الخاصة،و يتجاوز عدد العاملين الـ 25 ألف "مرتزق " يستخدمون نفس الأسلحة التي يستخدمها الجيش الأميركي، بما فيها عربات "هامفي" والمروحيات .
تأسست "بلاك ووتر" عام 1996- 1997، تحت اسم "بلاك ووتر أمريكا" على يد المليونير الأمريكي، إريك برنس، الذي خدم في القوات الخاصة للبحرية الأمريكية مع عدد من المنتمين لليمين المسيحي المتطرف؛ وهو ما مهد لتعاون الشركة مع إدارة جورج بوش اليمينية خصوصاً في العراق.
وتشير تقارير صحفية إلى أن ما نسبته 34 بالمائة من مبلغ 21 مليار دولار، خصصتها الولايات المتحدة لإعادة اعمار العراق، قد تم تحويلها للشركات الأمنية الخاصة. ما دعا صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إلى القول : إن خصخصة الحرب الأمريكية في العراق قطعت شوطًاً كبيراً.
وتأتي الفضيحة لتسبب حرجاً كبيراً لإدارة الرئيس جورج بوش في وقت يسعى فيه للحصول على دعم منظمات أهلية لممارسة الضغط على الكونغرس كي يدعم استراتيجيته ولتخفيف المعارضة الشديدة من الرأي العام بشأن الحرب على العراق.
لذلك ياصديقي الوفي .. اكرر من جديد بان النصر لابد منه لان ارادة الشعوب هي الاقوى وسيهزم اعداء الانسانية وقياصرة عصرنا وستتحطم كل امبراطوريات الشر والعدوان ..
ولنستمر انت وانا وكل الشرفاء وبالكلمة الصادقة بفضح كل الخونة واعداء الشعب وعبيد قوات الاحتلال والذين تخندقوا في المنطقة الخضراء ( السوداء) ..
ولتكن كتاباتنا كالعاصفة التي ستقلع أوتاد خيام الغزاة وعصابات القتل والفتن الطائفية وقوى الارهاب والظلم والظلام.. ولنبقى حاملين والى الابد مصابيح الفرح الاتي لكنس الظلام والقهر والظلم عن دروب وطننا الجريح ..
بلغراد – صربيا
27/09/2007
[email protected]
* عزيزي القارئ الكريم يرجى التفضل بالاطلاع على الرابط التالي :
http://sabahalzubeidi.friendsofdemocracy.net/default.asp?item=275448
****************








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة الجنائية الدولية تدين زعيما مرتبطا بتنظيم القاعدة با


.. -العربية- في مخيمات النازحين الأيزيديين بالعراق.. موجات حارة




.. ما مدى خشية تل أبيب من إصدار المحكمة قرار باعتقال نتنياهو وغ


.. الجزء الثاني - أخبار الصباح | الأمم المتحدة تعلق مساعداتها إ




.. أطفال فلسطينيون يطلقون صرخات جوع في ظل اشتداد المجاعة شمال ق