الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صحيفة المدى وعصا العساكر والشرطوية

عدنان طعمة الشطري

2007 / 10 / 17
مواضيع وابحاث سياسية



من جديد ..
ينطلق صوت النداء القمعي , وتصهل خيول لجم الحرية الفكرية , من العراق , من القوة الشرطوية والعسكراتية لواد حرية التعبير وحرية الكلمة لتحطيم عرش من عروش الصحافة العراقية , عرش صحيفة المدى الإعلامي والفكري والأخلاقي ..تحطيما بقرار سياسي- عسكراتي ,نفذه عبيد الأوثان الشرطوية وليبرهن بشكل لاريب فيه ولاشك إن وزراء الداخلية والدفاع قد أكدوا بالأفعال الملموسة لا بالأقوال إن منهجهم تنفيذ أوامر الساسة , الصالحة منها والطالحة , ويثبتوا أن شرطي معتوه من شرطتهم قادر أن يحطم قامة الثقافة والإعلام والصحافة بركلة شرطوية واحده .
المدى خير جريدة قد أخرجت للناس , تأمر بالمعروف في زمن شح فيه المعروف وقل , وتنهى عن المنكر الذي كبر وأينع ولم يحن قطافه , حاولت مع عدد قليل من الصحف العراقية أن تفجر ( ثورة الشموع الصحفية ) في الواقعين الإعلامي والاجتماعي , بحياديتها واعتدالها ومهنيتها , فتعرضت إلى غزوة الطاغوت الشرطوي المستحكم , مرتديا بزته البوليسية ومكشرا عن أنيابه العسكراتية الهمجية ليعبث بموجودات الصحيفة ومصادرها وكراريسها , وليعيد إلى الأذهان أساليب نظام طاغية بغداد في مصادرة وقمع الحريات ومحاربة كل صحفي حر شريف .
لقد أدرك منظرو الخندق الطائفي المسيس خطورة الصحافة والأعلام التي تمثل دين ليبرالي له تأثير على مختلف الحياة البشرية في المجتمع العراقي لاسيما وانه في طور التكون والصيرورة , فراحوا يحركون بيادقهم الهمجية العمياء وملتحي القرون الفكرية الغابرة , لجز رؤوس الصحفيين في بغداد والمناطق العراقية الأخرى في مشاهد كارثية لم تشهد لها الصحافة في عموم العالم مثيل أو نظير , لتأتي المؤسسة العسكراتية والشرطوية الحالية للتناغم ومنطق الملتحين الإرهابي فتنتهك حرمة صحيفة ومؤسسة إعلامية محايدة ,في خطوة منها لإيصال رسالة للصحفيين مفادها : زمر وارقص معي ستنال جنتي وألا فانك في خبر كان .
اعتقد أن الصحفي العراقي الذي يمارس عمله باحتراف ومهنية هو محرر وطني كبير , لأنه يدلي بدلو الحقيقة , ويكشف المستور الذي تحاول الساسة إخفائه عن عامة الناس , ويشر كل غسيل قذر على حبال الحقيقة , وهو يعي جيدا انه يدفع بنفسه بخطوات متسارعة نحو الموت , فأصبح وحده القضية والقضية الساخنة التي تروي للشعب والعالم قصة شعب مزقه الاحتلال والإرهاب وكلاب الخندق الطائفي .
إن عساكر العراق الذين امتثلوا لأوامر طاغية بغداد في تدمير العراق في الحروب المجنونة , لم يدركوا لحد الآن طبيعة التحول والحركة الجدلية للإنسان الاجتماعي العراقي بفعل تطور الوعي النخبوي الإعلامي وانعكاسه على هذا الإنسان الاجتماعي من خلال وسائل الأعلام المرئية والمسموعة والمقروءة , فظنوا أن العصا العسكرية الغليظة يمكن أن تكبح جماح أي مؤسسة إعلامية بالتلويح بالبطش العسكراتي والشرطوي فينة أو الضرب الأعمى طورا , جاهلين إن إطفاء أي أفق إعلامي سيولد أفق آخر أكثر إشراقا وإصرارا على مواجهة التحديات سيما وان الصحافة العراقية والمدى أنموذجا في مواجهة مع التيارات الفردية التي تحاول الاستفراد بالملك والثورة والقرار , إضافة إلى مواجهة التيارات الانعزالية التي ماانفكت تصوغ خطابها الإعلامي في ظلاميات القرون المظلمة من خلال تبنيها الفكر المتردي للماورائيات واعتقادها بالايدولوجيا التي تصر على أنها الوحيدة التي تملك الحقيقة والفرقة الناجية دون بقية الفرق الأخرى .
لذلك فان صحيفة المدى وأخواتها التي لم تتلق دعما حكوميا أو برلمانيا تخوض في هذه الفترة احتداما تكوينيا لا هوادة فيه من اجل بناء مجتمع صحفي خال من العراقيل ومتحرر من القيود التي تكبله .
وتظل المدى تشرق نورا إعلاميا ورائدة للطبقة الصحفية الطليعية الموجهة إلى الجماهير المنكوبة والمعبرة عن أفكار العامة سيما وإننا معشر الصحفيين لم ولن نرضى إن نعيش على هامش الحياة أو نقتات على فتات الساسة إدراكا من إن الصحفي الذي ينصرف عن مواجهة أزمات الواقع والعنف الذي يعصف به , يتجرد عن مهنيته ومسؤوليته الرسالية , ويغدوا كأي طبال ومهرج يرقص لأخطاء جلاديه وجلادي بلاده .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. تقارير: الحرب الإسرائيلية على غزة دمرت ربع الأراضي الزراعية




.. مصادر لبنانية: الرد اللبناني على المبادرة الفرنسية المعدّلة


.. مقررة أممية: هدف العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ البداية ت




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على خان يونس