الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنصرية وتحقير الإنسان بسبب لون البشرة

جورج فايق

2007 / 10 / 19
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


أكتب هذا المقال بعد أن مرت الهتاف العنصرية تجاه شيكابلا لعب نادي الزمالك بسب لون بشرته الأسود مرور الكرام ككل الأحداث التي تصطبغ بصبغة عنصرية تجاه الأفراد أو الجماعات بسبب دينهم أو جنسهم و لونهم فالتحرش بهم لفظاً أو فعلاً غير مستهجن ولا محرم و حتى أن سنت القوانين والتشريعات التي تجرم هذا، فأن كنت من ذوات البشرة السوداء وتعرضت لتحرش لفظي أو حتى فعلي في أحد شوارع المحروسة وأخذتك الحمية وأحببت أن تثأر لكرامتك الجريحة وأهداك تفكيرك للاحتكام للقانون وذهبت لتحرير محضر أو شكوى ضد مَن قام بهذا فأوصي أهلك أن لم ترجع إليهم أن يقوموا بالبحث عنك في مستشفيات الأمراض العقلية التي سوف تحول إليها لاعتقادك أن في استطاعتك أن تحرر بلاغ ضد من وجه لك سُباب عنصري بسبب لونك الأسود في هذه البلد.
يخطئ مَن يظن أن هتافات الجماهير ضد شيكابلا بألفاظ مثل عثمانا والبواب وأسود يا سوادا هي من فقط من جماهير أخذتها الحمية في مبارة لكرة القدم وإنما هذه العنصرية البغيضة بسبب اللون منتشرة في المجتمع بشكل أو أخر ولأنها بل عقاب فسوف تستمر وتزيد.
لقد عوقب شيكابلا لأنه رفع حذائه في وجه من يستحقوا العقاب من القانون ولقد أخطأ في هذا بالفعل ولكن ما هو عقاب مَن تلفظ بهذه الهتافات تجاه شيكابلا ؟ ومن قبله تجاه لاعبي الهلال السوداني ؟ وما هو الضامن في عدم حدوث هذا مرة أخرى؟ أن هذه الهتافات عنصرية ونازية ويجب الوقوف أمامها بصرامة وشدة ويجب معاقبة مَن يرددها ولتكن البداية بعدة خطوات مثل:
*وضع قانون صارم يعاقب بالحبس أو الغرامة أو كلاهما لكل مَن يوجه عبارات عنصرية تجاه أصحاب البشرة السمراء.
*يجب أن تكون هناك رقابة صارمة على الأعمال السينمائية ولا يقوم الممثلين بتوجيه كلمات عنصرية لصنع افيهات سخيفة عن لون البشرة لا تضحك إلا من تدني فكره وذهب ليشاهد أفلامهم ومسرحياتهم كالقول عليهم الليلة السوداء أو حاجة وحشة أو الليل الذي هجم وإلى أخره من كلام خائب يسخر من ذوات البشرة السمراء فهذا الكلام لا يقل خطورة عن مناظر العنف والإباحية.
*يجب أن يكون من ضمن مناهج التعليم ما يركز على أن البشر جميعهم متساويين بغض النظر عن لونهم وجنسهم ودينهم ويجب هناك رادع قوي في المدارس والنوادي لكل طفل يوجه سباب عنصري أو سخرية من زميله أو زميلته بسبب لون بشرته حتى يتأصل هذا في سلوك وخلق الأطفال ويجب أن تصل عقوبة المعلم أو الأستاذ للفصل النهائي من مهنة التدريس أن كان يكرس التفرقة العنصرية أو يوجه عبارات عنصرية لتلاميذه.
ولا أنسى يوماً عندما كان هناك طالب من ذوات البشرة السوداء متفوقاً في دفعتنا مواظباً على حضور المحاضرات ظناً منه أنها مفيدة وتثري العقل بأفكار الجهابذة الدكاترة وإذا بأحد هؤلاء المدعين العلم يستخف دمه ويستظرف قائلاً له أقفل باب الحجرة يا أسود حتى ينتزع بسماجته ابتسامة الجميلات القليلات في الدفعة وهن المفضلات لديه ولم يعبأ أن كلمته هذه جرحت هذا الإنسان الذي لا ذنب له في اختيار لون بشرته وأن هذا الطالب أفضل منه علماً وخلقاً وأنه من المفترض أن يكون هذا الأستاذ قدوة لتلاميذه ولو كانت هذه الحادثة في دولة من دول الكفر لتم عقابه العقاب المناسب الرادع له ولمن هو على شاكلته.
يخطئ مَن يظن إن ذوي البشرة السوداء لا يتعرضوا لسباب عنصري أو تحرش لفظي بسبب لون بشرتهم في هذا المجتمع وخاصة في الطبقة الدنيا منه كالأحياء الشعبية والعشوائيات فذوات البشرة السوداء يعانون الكثير سواء كانوا مصريين أو لاجئين و يجب أن تجرم هذه العنصرية ويكون هناك رادع لها وقد قالت أحد السودانيات أنها أصبحت تسب وتشتم على غير عادتها عندما أتت لتعيش لمصر كلاجئة لأنها عانت كثيراُ من سب الأطفال والكبار لها ومضايقتها في الشارع بسبب لونها.
ما ذنب الإنسان في لون بشرته حتى يُحقر من أجلها ؟
يخلق الله الإنسان عن طريق والديه وتحدد الصفات الوراثية التي يحملها كل فرد من الجينات التي يحملها من والديها والتي تحدد إلى شكل بعيد ملامحه وشكله مثل لون بشرته وطوله ولون عينيه و..... لا دخل للإنسان في ذلك لأنه كما قال السيد المسيح له كل المجد:
(لا يستطيع الإنسان أن يطيل قامته ذراعاً واحداً أو يجعل شعرة بيضاء وأخرى سوداء)
حتى لو صبغ شعره سوف تلون من الظاهر فقط أما جذورها أو أصلها سوف يحمل لون الشعر الأصلي أي أن الإنسان لا يختار شكله أو لونه ولا أي ملامح من ملامحه وأي تفرقة أو عنصرية بسبب أي لون بشرة الإنسان هي خبل وتخلف وإن كانت سادت هذه التفرقة مجتمعات متحضرة في وقت ما كان فيها يحظر على السود أو الزنوج دخول أماكن معينة كالمطاعم والمسارح وخلافه من الأماكن العامة وكان من الممكن أن نجد في هذه الفترة الحالكة لافتات في صدر هذه الأماكن ممنوع دخول الحيوانات والزنوج مساويين بين الزنجي الذي هو إنسان على شكل الله والحيوان إلا أن هذه المجتمعات تحررت من هذه التفرقة البغيضة وتم وضع قوانين صارمة تعاقب مَن يزدري بإنسان بسبب جنسه أو لونه بشرته فهل يتحقق هذا في شعب يعشق العنصرية الدينية أو القبلية وأنضم إليها العنصرية بسبب لون البشرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30