الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-في الادب والسياسة- مفاتيح الرجال !

نايف ابو عيشه

2007 / 10 / 18
كتابات ساخرة


سالني صديقي بعد ان تصافحنا وتبادلنا كلمات التهنئة بالعيد واطمئن كل منا عن احوال الاخر: " شو رايك باخر التطورات السياسية يا صاحبي؟ " اجبته بسؤال : "هل تقصد التحضير لمؤتمر الخريف ؟" رد بدوره: " طبعا , وخاصة بعد زيارة رايس للمنطقة وتطميناتها لباراك ان المؤتمر لن يفرض أي شيء لا توافق عليه اسرائيل , رغم حديثها عن قيام دولة فلسطينية . بصراحة الشغلة فيها سر " سالته: " وهل تظن ان امريكا ستفرض أي حل لا تقبل به اسرائيل ؟"تساءل باستغراب: " اذن ليش نشارك في المؤتمر واحنا عارفين النتيجة سلف , والا غرنا الكلام والوعود عن قيام دولة فلسطينية ؟" قلت: " بصراحة ,اخطر ما في الامر , هو ان اسرائيل دائما تتكلم عن السلام وتحضر نفسها للحرب , لانها رايحة لمؤتمر انا بوليس وهي تصعد الاعتداءات ضد شعبنا بكل الاساليب والاشكال " سالني بعد لحظة صمت :" يعني بالك جماعتنا بصمدوا هالمرة وبرفضوا التوقيع مثل الختيار , والا ..؟" اجبته: " الله اعلم يا صاحبي , لكن بدك تقول لغاية الان كما نسمع ونقرأ بالصحف انه في مؤشرات تدعو للتفاؤل " ضحك وقال: " تعرف يا صاحبي تذكرت قصة سمعتها من والدي مرة عن العريس اللي صابته الحرنة ليلة عرسه " ضحكت وانا اتوقع منه قصة طريفة وسالته : انا اعرف الحصان تصيبه الحرنة, اما عن عريس صراحة ما سمعت " فقال على الفور:
( في منتصف القرن الماضي كان الرجل يتزوج عروسه دون ان يعرفها او يرى وجهها او ملامحها وانما يخطبها احد من اهله وغالبا الام هي التي تختار لابنها عروسا مؤدبة خجولة ذات اصل وعائلة وصحتها ممتازة لتساعد العائلة في اعمال الفلاحة ويفضل ان يكون والدها غني وان تكون بيضاء ممتلئة الجسم طويلة القامة وباقي المواصفات لا اهمية لها . المهم واحد ليلة العرس والناس مجتمعين بالمضافة بعد ان جمعوا له النقوط وما ظايل الا لحظات ويزفوه الشباب لعروسه . خلال النهار اسر اليه احدهم ان العروس بشعة وجهها كالبومة وعيونها صغيرة وعرجاء ونص اسنانها مخلعة , والاهم انها سمراء صوتها زعيق وضحكتها يا لطيف مثل هد السناسل .ظل العريس يفكر طيلة الوقت بمواصفات الزوجة التي سيعيش معها بقية حياته , وما ان انهوا جمع النقوط حتى هب العريس من مجلسه كمن لدغته افعى وصاح بانفعال " اسمعوا يا جماعة . الحاضر يعلم الغايب .انا ما بدي ادخل على العروس " ضج الجميع وصاروا يعنفونه محاولين فهم السبب لقراره المفاجيء الا انه رفض ان يفصح عما اخبره به قريبه عن العروس واكتفى بالحرد والتصلب بموقفه ورفضه الدخول على عروسه , وعبثا حاول معه الجميع بما في ذلك المختار وكبار السن من عائلته وشيخ البلد والاغنياء والضيوف لكنه اصر على موقفه واصابته الحرنة كما يقولون . فطن احد الموجودين لصديقه الذي اعتاد رعي الغنم معه وكان يقف بعيدا لا احد يكترث بوجوده ولا يساله رايه في الامر , وعندما توترت الاجواء وبدا كان الطوشة ستقع بين اهل العروسين , قال لهم " لقيت له المفتاح يا جماعة . انتظروا شوية " توجه من فوره لصديق العريس واسر اليه ببضع كلمات وهو يهز راسه بصمت , والجميع يراقبون بدهشة مفاوضات اقناع العريس بالدخلة . تنحى به صديقه جانبا وما هي الا لحظات حتى قال لهم " خلص يا غانمين وافق العريس ع الدخلة ,خلوا الشباب يزفوه لان الوقت تاخر " صاح الجميع مهللين فرحين وهدات نفوس العائلتين واقتاده الشبان لعروسه , في اصاب الحاضرين الذهول كيف انفكت حرنة العريس مع صديقه الراعي بسهولة بينما عجزوا جميعا عن زحزحته شعرة عن موقفه . حين ساله احد الموجودين عن السر قال ببساطة: " لا في سر ولا شيء , واللي عارفه الراعي عارفه القاضي , كل في الامر قلت له بكرة اهل البلد بفضحوك وبقولوا عنك مش زلمة , ويمكن يقولوا اكثر من هيك وانت عارف اهل بلدنا يعملوا من الحبة قبة. ادخل على العروس كيف ما تكون ان شالله قردة واثبت لهم انك زلمة ونص . وهيك وافق ).
ضحكنا سويا على القصة حتى تنبه المارة لصوتنا وقلت: " سبحان الله . فعلا الرجال كالاقفال , لكل واحد مفتاحه الخاص" علق ضاحكا: " طبعا , الا تسمع المصريين يمازحون بعضهم -يا افل –يعني قفل بلا مؤاخذة يعني " . سالته مازحا " يعني اذا الواحد حكي مع صاحبه وقال له كيف حالك يا قفل يزعل ؟ رد ضاحكا " ساعتها لازم تتحمل جوابه يمكن يقول لك يا صندوق فاضي "قلت " ما علينا المهم لكل قفل مفتاح , طيب واذا كان المفتاح امراة بدون مؤاخذة؟" قهقه عاليا وقال " يا حبيبي المراة ام المفاتيح كلها , وخاصة اذا عرفت نقاط الضعف والقوة عند الرجل ,مهما عصلج وتعقدت ارقامه السرية في الخزنات والحقائب الدبلوماسية تقدر تفك سنسفيل اللي خلفوه" قلت مؤكدا كلامه: " طبعا وحكاية دليلة مع شمشون الجبار يعرفها الصغار والكبار" سال مترددا وهو يصافحني: " بالك هالسمراء اللي رايحة جايةعندنا تقدر تقنع عريسنا بالدخلة كيف ما كانت مواصفات العروس, واهي جوازه والسلام على راي اخوانا المصريين ؟" ضحكت واجبته :"الله اعلم . لكن لا اظن يقبل باقل شعرة من اللي عروضوها على الختيار قبل كم سنة ورفضها وصار اللي صار " قال وهو يبتعد " ايدي على قلبي من الخوف وقلبي على هالشعب المسكين الواقع تحت الاغلاق والحواجز والحصار, وصار محبوس جوا الجدار , وتفرض عليه الحلول وما بايده يختار , وكملتها حماس بتخريب الديار, وفرض الامارة في غزة بالحديد والنار , واللي مش عاجبه يرحل بليل مش بنهار " اجبته: " بدك تقول على راي العجايز - قلبي على ولدي وقلب ولدي على الحجر – وبعضهن من شدة القهر كانت تقول-وقلب ولدي ع الخررر......-؟"ضحك وهو يبتعد وقال " ايوه هذا هو , وقلب ولدي ع الخر .... يف , صح ؟ " ! ضحكت من اعماقي لاني خمنت ان صديقي لم يعرف التكملة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سكرين شوت | الذكاء الاصطناعي يهدد التراث الموسيقي في مصر


.. الطفل اللى مواليد التسعينات عمرهم ما ينسوه كواليس تمثيل شخ




.. صابر الرباعي يكشف كواليس ألبومه الجديد ورؤيته لسوق الغناء ال


.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس




.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-