الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابو مازن يغامر الى حد كبير بوحدة ما تبقى من جبهته الداخلية

خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

2007 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


مرة أخرى يخطئ المفاوض الفلسطيني وكأنه لم يتعلم من دروس إعلان المبادئ الأول في أوسلو وما تبعه من جولات تفاوضية.. وبدلا من الإصرار على أن يكون لقاء الخريف مؤتمرا حقيقيا للسلام يوافق هذا المفاوض على أن يكون المؤتمر مجرد محطة انطلاق للمفاوضات، ويوافق مسبقا على أن تنحصر نتائج المؤتمر باتفاقية إطار جديدة، تدخل الجانب الفلسطيني مرة أخرى في متاهة المفاوضات-- بلا أجندة واضحة وبلا تواريخ محددة-- مع العلم أن التجربة التفاوضية السابقة دلت على أن إسرائيل لا تحترم المواعيد وليس لديها أبدا مواعيد مقدسة..
لكن الخطر الأكبر يكمن فيما أعلنه الرئيس الفلسطيني أبو مازن نفسه، وردده من بعده طاقمه التفاوضي، حين أعلن الاستعداد للقبول بمبدأ تبادل الأراضي-- والذي يعني عمليا أن إسرائيل ستحتفظ بمناطق واسعة من أجود وأخصب الأراضي وأكثرها قيمة إستراتيجية، مقابل إعطاء الفلسطينيين مساحات مساوية لها في صحراء النقب-- سواء من جهة قطاع غزة أو من النقب الشمالي المحاذي لمحافظة الخليل.. بل إن الرئيس أعلن وبكل وضوح أن الفلسطينيين يتمسكون بنفس الحجم من المساحة-- مساويا بذلك بين أراضي القدس وبيت لحم وقلقيلية وسلفيت.. وبين صحراء النقب والمناطق التي كانت مكبا للنفايات الإسرائيلية السامة في حلوتسا-- ودون النظر إلى أن ما ستقتطعه إسرائيل من أراضي الضفة الغربية يضعف إلى حد كبير من الوحدة الجغرافية ومن التواصل الديمغرافي لأراضي الدولة الفلسطينية المنشودة.
إن الرئيس أبو مازن سيرتكب خطا كبيرا فيما لو واصل السير على نفس المنهج التفاوضي السابق، الذي كان يقوم على أساس الحلول الجزئية والمرحلية، وهو بإعلانه المبكر عن الاستعداد للقبول بمبدأ تبادل الأراضي، يغامر إلى حد كبير بوحدة ما تبقى من الجبهة الداخلية-- أي بوحدة منظمة التحرير-- وعليه لابد للرئيس أبو مازن من أن يستمع لمواقف شركائه في منظمة التحرير، وان يطلعهم على تفاصيل النقاش الدائر مع الإسرائيليين، ليشكل معهم مرجعية وطنية عليا-- توجه أطقم المفاوضات وتحدد لها اتجاهات تحركها، كما وان على الرئيس أبو مازن أن يتريث جيدا في إعلان قبول المشاركة بمؤتمر الخريف، وان يضع فرامل لما يظهره بعض المفاوضين والناطقين باسم الرئاسة-- من تلهف غريب وإصرار عجيب على حضور المؤتمر، الأمر الذي يرسل رسالة لإسرائيل بان الفلسطينيين الذين أضعفتهم صراعاتهم الداخلية وانقساماتهم مأزومين ومستعدين لأي حل، ودفع أي ثمن.
ومن الضروري والهام جدا أن يعمل الرئيس على تنسيق الموقف الفلسطيني بشكل أوثق مع باقي الأطراف العربية الأخرى-- والتي تصر على وجود أجندة واضحة للمؤتمر وعلى خوضه في كل جزئيات الصراع العربي الإسرائيلي.. بل وعلى الرئيس أن ينتبه أكثر لما يجري في الداخل الإسرائيلي الذي يطبق الخناق على اولمرت ويمنعه من تقديم أي شيء على طاولة المفاوضات.

خالد منصور
عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني
17/9/2007









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا