الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على هامش الرؤية الشعرية بين استقراطية الشاعر والقصيدة المرآويه

عبد الوهاب المطلبي

2007 / 10 / 21
الادب والفن



في مقابلة تلفزيونيه استضافت احدى الفضائيات الشاعر والناقد والباحث اللغوي الدكتور مالك المطلبي وبايجاز نسجل ملاحظاتنا حول رؤية الشاعر عميد الادب العراقي غير الرسمي وعميد الادب المطلبي رسميا فقد اشار الدكتور ان ميزة الحفظ للقصيدة او الشعر العمودي يفقدها قيمتها الفنيه وتصبح شيء معلب ودعاه بالادب المسلفن وهو بالتأكيد يفتقد المساحة لحرية الابداع ويرى عند حفظها تصبح كالسردين المعلب ولهذا يرى انه لابد للشاعر كسر الاطر التقليديه ومعالجة الشكل لتقديم السموفي الشعر المميزواعطاء القصيدة مضمونها العميق ليحث القاريء على ايجاد المفاتيح المشتركه وإيجادالتفاعل المشترك بين الشاعر والمتلقي وسئل الدكتور ان هذا النوع من الادب يقود الشاعرالى تقوقعه في مقصورة فوق وعي الجمهور بتوزيع نقاط الغموض في قلب الغابة القصيدة والابتعاد عن السطحيه والمباشره كي لا تصبح كفاتورة الصيدلي.
وسوئل عما اذا كان الدكتور يدعو الى استقراطية القصيدة فاجاب نعم وعلى القاريء ان يكون ايضا استقراطيا لفهم المضامين الحديثه التي تمنح هذا اللون من الادب مساحة من حرية الابداع وتنوع الافاق وخطوط التحرك في رحاب هذه المساحة كما ذكرنا وكأني بالدكتور الخال يلخص نظرية الفن للفن وهذه الرؤية ليست جديده على مستوى المدارس النقديه المعروفه
انا اتفق معه وهو يعرض بنيوية الفن والارتقاء به نعم حول كسر الشكل والتحرك بمساحات متجليا التطور الحاصل في حياة الناس ويتحول الشاعر الى مثال من نوع ما ويفرض في نفس الوقت الى استخدام التشتتيه احيانا لكي يستلهم الرؤى الجديده للحداثه ليكي لا يكون الشعر معادا ً ومكررا ً وقد فطن الى ذلك الشاعر العربي عنترة العبسي في معلقته (( هل غادر الشعراء من متردم ام هل عرفت الدار بعد توهم)) اذكانت رؤية عنترة هكذا في العصر الجاهلي ! فما بالنا نحن اليوم ان السهولة في حفظ العمودي لا يمكن ان تقدم لنا ادبا متميزا وهو بسبب هذه الثيمه يظل اسير القافية والبحور والتفعيله ثمة قيود تفرض على الشكل وتسلب منه العمق والحداثه هذا ربما ايجاز ما ادلى به الدكتور كما اتصوره ولكني حين اوافقه على عدم التسطيح واستلهام المساحات التعبير.لكني اختلف معه حول التفسير، فالتفسير الحقيقي تحدده الاجابة الدقيقة على السؤال التالي
هل استطاع الشعراء الكبار في القرن المنصرم (الجواهري احمد شوقي الرصافي حافظ ابراهيم او غيرهم هل استطاع احد من هولاء تجاوز التراث المتمثل باصحاب المعلقات وصولا الى قمة الهرم المتنبي ابو تمام ابن العربي ابن الفارض؟؟ هل ارتفع احدهم اعلى من مستوى التراث تراثه ؟؟ الجواب بديهيا بالنفي لم يرتق احد منهم او حتى بموازاة التراث فكيف تقييم رؤية شعريه اقل مستوى من تراثها؟؟فاذا افترضنا الاجابة بنعم وهذا محض افراض فلِمَ ولد الشعر الحر لدى الرواد وعلى رأسهم السياب؟؟وهذا الاجابة بلا تحتم علينا التخلي عن الشكل القديم ومنح الشكل والمضمون معا مساحات واسعه من حرية الابداع اللامحدوده والارتقاء بالقصيدة الشعريه الى انتقالات بنيويه مرة وتشتتيه وتزامنيه حيث يختلط الوهم بالواقع والوعي باللاوعي يتفاعل الجزء مع الكل لان الجزء احيانا معبرا عن الكل كما في الصورة الهيلوغراف ويمكن ان اشير الى بعض تجاربي والتي بعضها اصاب والبعض الاخر اخفق لأن تطبيق نظرية مرآوية القصيدة الشعرية فيها من الصعوبه او اختراق الذوق العام الذي يسعى الى تسطيح التجربه المرآوية حين تقدم خطوطا متداخله ليست بالضرورة ان تكون مستقيمه فاهم عناصرها الرئيسه البناء البنيوي ثم اللجوء الى التزامنيه وتحويل المفاهيم التجريديه وما يتبعها من افكار او معاني ذهنيه الى كائنات حيه ذات مشاعر انسانية وضرورة خلقهاوالتعامل معها على انها كائنات تشاركنا حياتنا وهذه من اساسيات القصيدة الشعريه المرآويه ولكن الاستدلال على هذا اللون من الشعر ليس سهلا ما لم نحصل على تجربة شعرية مميزة وناضجه وهو جواب حقيقي عن اسباب تحطيم الشكل التقليدي للشعر العمودي لان سهم الزمن يتجه الى الامام ولا وجود لصاروخ اسرع من الضوءمما يجعلنا ان نتلمس الطريق الصحيح في رؤيتنا الشعرية مواكبة للحداثه ان الهوة واسعه بين العلم والفن وهذا يتجلى بفن الرسم ايضا كان روفائيل يصور الاشخاص بدقة عاليه ولكن الكامرة كانت ادق منه ثم انها قدمت صورا حيه ولهذا لجأ الفنانون الى تحطيم الشكل وصولا الى التعبيريه والانطباعيه والتأثيريه والتكعيبيه والسورياليه والتجريديه والسبب هو تخلف الفن عن العلم بمسافات شاسعه ، المسافة بينهما كبيره جدا على الفنان ان يستلهم هذا السباق الرهيب وان يعترف بتخلفه عن العلم ليعيد خلق تجربته بتحطيم الشكل والمضمون معا ولذلك نرى ان كل محاولة لتبرير ديمومة الشعر العمودي هو الضحك على الذقون ان ظهور التصوير الهيلوغراف كان القشة التي قصمت ظهر البعير قضى نهائيا على التفسير الفلسفي للعودة الى الخلف بعكس اتجاه الزمن وهذا ليس معناه اتهام الفن الكلاسيكي بعدم الجوده لانه تعبير للفنانين ضمن الزمكان الخاص بهم لهذا يبقى تراثا فنيا رائعا لا يمكن تقليد الرواد ابدا فتبقى روائع روفائيل وسيزان وبوتشيلي وكلود مونيه ورينوار ومايكل انجلو نتاجا فنيا خالدا امام محاولة تقليد القديم ومحاولة العودة الى الوراء هي السلفنة الحقيقية فلا يمكن تنفيذ الفنون التي اشرقت في عصر فلورنسا ذلك إنَّ الشعر والموسيقى ، وينبغي ان ننتبه الى أن الحداثة لاتعني ابدا رصف المفردات كاحجار البناء غير المشذبه والمصقوله جيدا لأن مثل هذا البناء يبدو تجريديا وخالي من المعاني الحقيقية للشعر لان الشعر لابد ان يهتز له الشعور العاطفي والروحي وثمة ايجاد ذبذبات خاصة في النفس البشريه تكون من اساسيات تذوق الشعر سواء اكانت الايقاعات تقودنا الى فرح او حزن وكلاهما تعبيران بشريان ان المرأوية لا تعني الغموض والايغال في التجريد بقدر ما تعني ايضا الى عدم الوقوع في فخ المباشره والتسطيح لالفاظ معادة ومكررة ان الاستعارات المرآويه تخلق من المفردات كائنات تسبح في الايقاع الموسيقي للقصيدة الشعريه ولعلها في انتقالاتها تشبه الطائر الذي لا يقيم بارض
http://abdul.almuttalibi.googlepages.com/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن عن أدائه في المناظرة: كدت أغفو على المسرح بسبب السفر


.. فيلم ولاد رزق 3 يحقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية




.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال