الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بطنجة غياب أم غيبوبة!!

و. السرغيني

2007 / 10 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


منذ اعتلاء المكتب الجديد كراسي القرار في المجال "الحقوقي" بالمدينة ومنذ حملات "التطهير" التي طالت المعارضين داخل وخارج الجمعية.. استقر الوضع وخفت اللمعان الشبابي الذي راهن عليه البعض، لينتج رداءة أسوأ من النسخ القديمة، كاريكاتور ليس إلاٌ، لمكتب ادعى كما ادعى مساندوه بأنه مفعم بالدماء الشابة وبالجيل الحقوقي الجديد الذي سيقطع مع ممارسات الأمس ومع ثقافة التضليل والاستغلال المهني للجمعية.. جيل ادعى عبر مناوراته الشبكية بأنه سيصفي الحساب مع الأرقام القديمة التي علاها الصدأ! من خلال رؤيته الجديدة وخطابه المنفتح على الجميع بمن فيهم من صنفوا أعداء للجمعية ولـ"النضال الحقوقي".. ومن خلال ممارسته الديمقراطية التي انقلبت في أول تجربة لها عن أساليب الكوطا الحزبية القديمة في انتخاب المكتب والمؤتمرين..الخ من الفتوحات والوعود التي لم تقنع إلا السذج والمعتوهين.
ما زال الجميع ينتظر خرجات الجمعية ومبادراتها، ما زال الكل ينتظر نزولها من أبراجها الكارطونية.. عوض التسلل بين الشقاق وعوض التشهير بالمناضلين خلال جلسات النميمة القهوجية.
لم يكن ضروريا تصعيد اللهجة تجاه هذه الجمعية المناضلة التي لا نخفي خلافاتنا معها في أكثر من نقطة بل ومع خطابها في أكثر من مستوى، لكن ممارسات القيٌمين عنها بهذه المدينة التعيسة، التي عطٌل العديد من المهام النضالية وأربك العديد من المناضلين الذين تعودوا لسنوات على ريادية الجمعية في اتخاذ القرارات والمبادرات وفي تسطير المطالب وإصدار البيانات وفي عقد الملتقيات والندوات.. دفعت بنا للجهر بانتقاداتنا ليس لتصفية الحسابات، بل لتحفيز ما تبقى من المناضلين المترددين لتحمل مسؤوليتهم التاريخية في ما يجري داخل المدينة وداخل البلد، على الأقل، التزاما بما يتخذه المكتب المركزي من قرارات وتوجيهات.
فالمساكن هدٌمت على رؤوس أصحابها والناس اقتلعوا بمعية براريكهم ليلة العيد واعتقل المناضلون وحوكموا والتهبت الأسعار وفواتير الماء والكهرباء ونظمت اللقاءات وشكلت التنسيقيات.. والرفاق الحقوقيون في سبات عميق.
اصطدامات يومية أمام المعامل وداخل مكاتب أمانديس ومن قلب الأحياء الشعبية.. ثم اعتقالات للمناضلين والنشطاء في الحركة الاحتجاجية وفي الحركة المناهضة للغلاء.. ويطول الانتظار ويمنع الانتقاد والفضح بدعوى العدائية للجمعية.
فإلى جانب التخلف عن الوقفات الاحتجاجية المناهضة للغلاء والتي ثمٌنها المكتب المركزي بالدعوة لجميع الفروع للانخراط فيها تخلف الفرع عن حملة المناهضة للاعتقال الذي طال نشطاء الحركة الاحتجاجية قبل وبعد فاتح ماي الأخير وتجنب الحضور في العديد من الملتقيات والتنسيقيات، بل كان السبٌاق لاشتراط طلب الترخيص للوقفات الاحتجاجية في محاولة خسيسة يائسة لابتزاز المعارضين المبدئيين.
ليبقى النقاش، بعد هذه المعطيات، مفتوحا وبشكل رفاقي بين كل المعارضين لخط الانبطاح ولزعماء الكارطون المشككين في قدرات الجماهير ومناضليها المبدئيين الشرفاء.. نقاش لم نكن نتعمد تصفية الحسابات مع أشخاص لا تهمنا حساباتهم في شيء، نقاش نوده أن يصحح الأفكار والممارسات التي لا ننزهها من الأخطاء والمنزلقات.. ومن يخاف الانزلاق فلينزو بطاولته وراء جريدته وقهوته.. النقاش الذي نوده هو الذي ابتدأت بوادره تلوح في الأفق من خلال اللقاءات الرفاقية الشبه جماهيرية بين فعاليات ومناضلي ونشطاء الحركة الاحتجاجية بالمدينة من مختلف الحساسيات السياسية التقدمية والذين تمكنوا من خلال نقاشهم الديمقراطي أن ينظموا أنفسهم بعيدا عن نجوم "البوسترز" Posters وعن توجيهات المحمول!
رفاق ناقشوا وأنصتوا لبعضهم قبل أن يقرروا ويبرمجوا.. فكانت العبرة بالخواتم، والخاتمة لم تكن سوى وقفة احتجاجية مناهضة للغلاء نجحت في تحدي السلطة حول قرار المنع الذي باشرته بالاعتقال والتهديد والترهيب ولم تفلح في شيء.
وقفة حضرتها الجماهير رغم التوقيت وشهر رمضان، ورغم جحافل القمع، وكل أساليب المنع.. حضرها المناضلون المبدئيون الذين لا يحتاجون لتوجيهات المحمول.. وغاب عنها طبعا أنصار "نحن غير معنيين بهذه الأشكال" و"لنتركهم، فقريبا سيدكون الأسوار برؤوسهم" و"الفرجة فرجتنا في الأخير" إلى آخر الترٌهات والشائعات والسموم التي لم تترك فضاءا إلاٌ وانتشرت داخله.
فموعدنا، والمواعيد ستكون كثيرة، بجانب كادحينا وفي طليعة النضال والاحتجاج من أجل حقوقنا ومطالبنا ومن أجل تقرير مصيرنا السياسي والاقتصادي، من أجل تغيير جذري حقيقي ومن أجل اصطفاف نوعي لمناضلين تقدميين لا يراهنون سوى على قدراتهم وعلى قدرات جماهيرهم المتطلعة للتغيير وللقضاء على الاستبداد والاستغلال وكل أشكال الميز واللامساوات والعنصرية والطبقية..الخ

و. السرغيني
18/10/2007










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة