الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
قــُــــداس جنــــائـــزي
برهان شاوي
2003 / 11 / 1الادب والفن
آنـــا آخـمـــاتـوفـــا يعد بعض نقـاد الأدب قصيدة ( قُـداس جنـائزي) لأخماتوفا، واحـدة من قصتائد القرن العشرين أنـا أندريفنـا آخماتوفـا ( 1889 - 1966) واحدة من أهم الشعراء الروس على مر تاريخه، في هذه القصيدة لم تهتم آخماتوفا بالتعبير الرشيق، والاستعارة الخلابة كثيرا، بقدر ما حاولت خلال سنوات الأرهاب الستاليني المرعبة، كنتُ سجينة لمدة سبعة عشر شهرا ضمن طابور - أتستطيعين ان تصفي كل هذا الذي يجري هنـا؟ وهنـا أرتسمت ما يشبه البسمة على هذا الذي كان وجهـا ذات يـوم..! ليننغراد - الأول من نيسان ( ابريل) 1957 أستيقظنا فجـرا.. وفجـأة.. أيـن هــُن الآن اللـواتي أُرغمـتُ على صـداقتهـن.. لكـنَ، أذن ، ياصـديقـاتي تحيـة الــوداع..! آذار ( مارس ) 1940 كـان هذا حينما إبتسـم الميتُ وحينما جـُـن من التـعـذيب..؛ ( 1 ) قـادوك عنـد الفجــر عـلى شـفتيك برودة الأيقـونات.. 1936 ( 2 ) لا.. هــذه لـسـتُ أنـا، وإنمــا غيـري.. بـودي أن أعـَـرف بـك أيتهــا السـاخرة..؛ فمثل التي وقفت ثلاثمئة سـاعة مع هـديتك.. سـبعة عشر شهـرا أصـرخ.. لقـد ألقــى العـالم بنفسـه في الفـوضى.. وفـي أعمـاق عي،ي مباشـرة بخفــة تطـير الآسـابيع 1939 قــــرار الـحــكــــــــم وهـوت الكلمــةُ الحجــرية صيف 1939 ( 8 ) إلــــى .. المــــــــــوت ..! إتخــذ، مـن أجـل مجيئـك، شـكلا مـا.. 19 أغسطس 1939 ( 9 ) غطــى الجنـونُ نصـف روحــي بأجنحتــه.. أدركتُ بأن عـلي َ 4 حزيران 1940 الصـــــلــــب ( لا تبـكي عـلي َ ياأمــــي ( أ ) بـارك جـوقُ المـلائكـة السـاعة العظيمــة.. ثم التفــت إلـى أمـــه: بـكـت المجـدليـةُ، وأرتعشـت.. 1930 - 1943 ( 1 ) رأيـتُ كيـف تتهــدم الـوجــوه..، بينمـا أصـلي أنـا..؛ لا لنفسـي فحسـب وثـانيـة تقتربُ سـاعةُ التذكــر..؛ أنـت يامـن قـادوك نحـو النـافـذة دفعــا أودُ أن أسمي الجميـع.. فـدع الثـلج يتساقط كما الـدمـوع آذار ( مترس ) 1940 * ( النيفـا) نهر سهير يمر بمدينة بيتربورغ *(الزمهرير الأسود): ( تشورني ماروز) أسم القاطرات التي كانت تنقل *(السترليتس): هم الجنود الرماة الروس في القرون القديمة
ت. وتقـديم: بُرهـان شـاوي
المهمة، من حيث انها شهادة مرعبة على الأرهاب الستاليني، إذ كتُبت القصيدة ما بين الأعوام
1935 - 1943، ولم تُنشر لا في حياة الشاعرة ولا بعد موتها، الى أن اندثرت دولة الاتحاد
السوفيتي.
وهذه القصيدة هي صرختها ضد الأرهاب والقمع الوحشي للانسان. فلقد أ ُعـدم زوجها الشاعر
غوميلوف العام 1921، كما أ ُعتقل ابنها مرات وأرسل الى معسكرات الاعتقال، اما هي فطردت
من إتحاد الكتاب السوفيات، ومنعت من النشر لآكثر من عشرين سنة، الى ما بعد الحرب العالمية
الثانية. لقد عاصرت موت مقتل الزوج، وأختفاء الأبن، والأصدقاء في اقبية السجون.
أن تنقل تجربة الرعب والموت في اقبية السجون.
فـي مثـابة مقـدمــة
من النساء في إحدى سجون ليننغراد. كان ثمة شخص ما قد إعترف ضدي. وذات مرة وقفت
خلفي امرأة مزرقـة الشفاه، وبالطبع لم تكن تعرفني، ولم تسمع باسمي، ومن شدة الرعب والبرد
همست في أذني سائلة( حيث كان الجميع يتحدثون بهمس):
فأجبت: نعــم
إهــــــداء
أمـام هـذه الآلام تنحني الجبـال إجـلالا ً
وتتوقـف النهـار العظيمــة عن الجريان
غير ان بوابـات السجن ثـابتــة..
وخلفنــا( كهوف النفـي) والوحشة القاتلـة..!
لأجـل إنسان مـا تهـب هذه الـريح النـدية
لأجـل إنسان مـا يتـورد الشـفق..؛
نحـن لا نعـرف شيئا..؛ فالأمـر لنا سيَان
نحـن لا نسمـع ستوى قلقلة الأقفـال
التي يغُـلق علينا بهـا عنـد النـوم..؛
ووقـع خطـى الجنــود الثقيــلة..!
وكأنما علينـا ان نذهـب لصـلاة القـداس..
فأخترقنـا العاصمــة المقفـرة..؛
تقـابلنـا هنـاك كـالمـوتـى..
كانت الشمـسُ منخفضـة، ونهـر ( النيفا) يبدو ضبابيـا..؛
وفي البعيـد كتان الأمـل يغنـي..
صـدر الحــكم..؛
فأنهمـرت الدمـوع من المـآقي..
وكأنما الحيـاة أُقتلعـت من القـلب..
وكأنما أصطـدم المـرءُ بشيء مـا..؛
أمـا هي فتمايلت، وحيـدة..
خـلال أعـوام أعتـقالي؟؟
أية أحـلام تراودهـن الآن في عـواصف سيبيريا؟؟
ما الـذي يتراءى لهــن حينمـا يبـزغ الهــلال؟؟
مــــدخـــــــل
مبديا فـرحا هـادئا..؛
حينما قـادته ثـرثرته البريئـة
إلى سـجون مدينته ليننغـراد.
نفي الى المعسـكرات القصيـة،
بينمـا أنشـدت القاطـراتُ أغنيـة الوداع صـافرة..!
فـوقنا تعــلو نجــوم المــوت..
بينمــا تـلوت روسـيا ألمــا
تحـت العـقب الحـديدية الداميــة..!
وتحـت قضبـان عربات ( الزمهرير الأسـود)
التي تقــلُ المعتقــلين..!!
فتبعتـك كما يتبـع المــرء جنــازة..؛
بكـى الأطفــالُ في الغـرفة المظـلمــة..
بينمـا إتقــدت الشـمـوع في لـوحات القديسين..!
وعـلى جبينـك عـرق المـوت البـارد..
سـأكون، إذا، كاحـدى نساء الرمـاة ( الستريلشكيين)
اللـواتي تصـاعد عويلهـن عنـد جـدارالكـرملـين..!
بهــدوء يجـري الـدونُ الهــاديء..
والقمــرُ الأصفــر يدخــل الى الــدار..
يـدخـلُ القمــرُ بقـبعـة مـائلـة..
ويـرى ظـلامـا..
هــذه إمــرأة وحيــدة..!
الـزوج فـي القبــر، والأبــن في السـجن..
صـلوا، إذا، مـن أجـــلي.
( 3 )
ومـا جــرى يجـب أن يغطــى بوشــاح أســود..
وأن تحمــل المصـابيح ليـلا ً.
( 4 )
يامحبـوبة جميـع الصديقـات..
ياأثيمــة ( تسارسكوي سيلو ) المـرحة..
مـا الـذي يعصـف بحيـاتك..؟
ستظلين واقفـة أمـام الصـليب،
لتقهـري بهـا ثـلوج ليـلة رأس السنة..
وكمـا تهـز شـجرة الحـور نفسها عند السجن..؛
بلا صـوت..
سـتزهـق كـم مـن الأرواح هنــاك..!!!
( 5 )
أنـاديك كـي ترجـع الى البيـت..
ألقـي بنفسـي أمـام قـدمي الجــلاد..
أنـت أبنــي.. وأنــت رعبــي..!
إننـي لا أمتـلك الـوضـوح..
مـن تُرى أمسـى وحشـا، ومن ياتُرى بقـي إنسانا..؟؟
وهـل سيكون عـلي َ إنتظــار لحظـة الإعــدام طـويلا..؟
هـل الـورود متـربة فقط..؟
هـل للصـوت فـوح البخــور..؛ وهـل لـه من أثـر..؟
إلـى أيـن مـن ليس (الى أيـن)..!
هنـاك قـريبا من النهـاية..
أحمـلُ معـي نجمـة هـائلـة.
( 6 )
مـا الـذي جـرى..؛ لا أعـرف..
كيـف حـالك يابُنـي وأنت في السـجن..؟
هـل رأيتـم الليـالي البيضـاء..؟
كيـف هـي الليـالي الجـديدة..؟
إنهــم، بنظــرات ملتهبـة، وغـاضبـة..
يتحـدثون عـن صليبك العــالي..
وعـن مـوتـك..!!!!
( 7 )
عـلى صـدري الـذي لا زال يخفــق..
لا شـيء..؛ لقـد كنتُ أخمـن ذلـك..؛
لـذا ســأواجـه الأمــر بشكل مـا..
لــدي اليـوم أعمــال كثيـرة..
يجــب القضــاء عـلى الـذاكــرة..
يجـب أن تـتـحـجــر الــروح..
يجـب معــاودة الحيــاة ثـانيـة..
لا..
ليس المنـاجاة الصيفيـة الحـارة..
أو الأعيــاد التي تحـت نـافـذتي..
وأنمــا..
يــوم هــاديء.. وبيــت مهــجــور.
مـا دمت سـتأتي..؛ فلـم ليس الآن..؟
إننـي أنتظــرك.. إننــي متعبــة..؛
لقـد أطفـأت النــور، وفتحــت لك الأبـواب..
أيهــا البسـيط..؛ والســاحر..
إقتحمنــي مثـل قـذيفــة ســامة..
أو تســلل عـلى القضبــان مثـل قـاتل محتــرف..
أو مثـل إسـطورة تخلقهــا أنــت..،
لكنهـا معـروفـة للجميع لحـد التقيـوء..
كـي أرى أطــراف قبعتــك الـزرقـاء..
وأرى حـارس البيت شـاحبا، ومـرتعبــا..
فكــل شـيء سـواء الآن..
ونجمــة القطــب تتـلألأ..
وعيـون أحبتــي تشـعُ ضـوءا َ أزرق..،
بينمـا عـذاباتـي الأخيـرة تـرق.
حينمــا كـان يحتســي نبيـذ النـار..
ملقيـا بــي فـي وديــان الظــلام..!
أن أتـرك النصــر لــه..
مصغيــة إلـى أشـيائي..؛
مثـلمـا أصـغي لهـذيانات غـريبــة..؛
فهـو لـن يسمــح لأي كـان، ولأي شــيء..
إنــه سيحملنــي معــه..
( مثلمـا إبتهــلتُ إليـه كثيـرا
من أجل هـذا..):
فليسـت عيـون ابني المـرعـوبة..؛
التـي تتقــد ألمــا..
وليسـت ذاك اليـوم حيث أرعـدت السمـاء..
وليست سـاعـة الـزيارة في السـجن..
ولا الأكــف الـرقيـقة البـاردة..
لا..وليسـت الجفـون التي ترتعـش في الظــلال..
ولا الصـوت الخفيـف.. البعيــد..؛
إنمــا الكلمــات..
وحــدهـا هي العــزاء الأخيـــر.
( 10 )
أنــا هنــا فــي القبــــر)..!!
وفتحــت السـماءُ أبــواب النــار..؛
خـاطب الأبـن أبــاه :
لمـــاذا تـركتنــي..!
آه.. لا تبـكي عــلي َ.
( ب )
وتحـجــر أعــز الأتبــاع..
أمــا هنـاك حيثُ وقفـت الأمُ صـامتــة..؛
فـلـم يجــروء أحــد عـلى النظــر..!
خـــاتــمــــــــة
وكيـف يطـلُ الخـوف من تحـت الجفـون..
وكيـف أن بضعــة خطــوط مسمارية على الورق..؛
تحفــر الآلآم عـلى الخــدود..!
كيـف أن خصـلات الشعـر
تسطـع ، فجـأة، كالفضـة
بعـد أن كانت رمـادية وسـوداء..!
كيـف أن البسمــات تـذبـلُ
عـلى الشفـاه المستكينـة..؛
وكيـف يرتجـف الـرعبُ نفسـه
في الضحكــات الجـافـة..؟
وأنمـا للجميــع..
ولكــل مـن وقـف معــي هنــا..؛
فـي البـرد القـارص,,، وفـي لهيــب تمــوز
عنـد الجــدران الصفيحيــة الحمــر.
( 2 )
إننـي أبصـرُ، أصغــي، وأحس بكــن:
وأنـت يامـن لن تطـأ قدمـاك الأرض ثانيـة..
ثم أنـت ياذات الـرأس الجميل والمرتعـش..
ويامن قـلت: إنني هنا كما في بيتــي..؛
غير انهـم خطفـوا قـائمة أسمائهـن..فعـذرا..!
نسجتُ لهـن وشـاحا عـريضـا..
من كلمــاتهـن الشاحبة والبائسـة..،
أتذكـرهن دائمـا، وأبدا..
وحتى في فجـائعي المقبـلة سـوف أتـذكرهـن..
لـن أنساهن حتى ولو أغلقـوا فمـي المــرير..
هأذا الـذي يصـرخ بالمـلايين من الشعب..
وهـن فليتدكرنني أيضـا..
وليكـن في مساء يـوم دفنــي..
وإذا مـا أرادوا ذات يـوم
أن ينصبوا لـي تمثـالا..
أمنـح موافقـي..ولكـن
لا تنصبوه قـرب البحـر حيثُ ولـدتُ..
فلقـد قصمـتُ مع البحـر مواثيقي..
وليس في الحديقـة القيصيرية حيثُ ردم المستنقع..
فثمـة ظـلال تبحث عني هناك بلا هـوادة..
وأنمـا هنـا.. حيثُ أبقـوني واقفة ثلاثمئة سـاعة
حيثُ لـم يُفتـح لـي أي بـاب..
حيثُ كنتُ أرتعـدُ خـوفـا..؛ ووددتُ المـوت
ووددتُ نسيان قاطـرات ( الزمهرير الأسود)..
نسيان قـرع البـاب الكـريه..
وعـويل تـلك العجـوز التي بـدت كحيـوان جـريح..
مـن تـلك المـآقـي الحجـرية الجـامدة..
ولتنـوح حمـامة السـجن بعيـدا..بعيـدا
ولتبحــر السـفن في نهـر ( النيفـا ) بهـدوء
المعتقلين الى أعماق سيبيريا
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس
.. كلمة أخيرة - المهرجانات مش غناء وكده بنشتم الغناء.. رأي صاد
.. كلمة أخيرة - -على باب الله-.. ياسمين علي ترد بشكل كوميدي عل
.. كلمة أخيرة - شركة معروفة طلبت مني ماتجوزش.. ياسمين علي تكشف
.. كلمة أخيرة - صدقي صخر بدأ بالغناء قبل التمثيل.. يا ترى بيحب