الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل ونظرية الزمن ؟؟

عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)

2007 / 10 / 21
القضية الفلسطينية



منذ قيام الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين وهو يعتمد في تنفيذ سياسته ومخططاته على عامل الزمن .. بشكل كبير وأساسي ، وهو مازال يعتمد على هذا العامل حتى هذه اللحظة ، ومن يتابع تصريحات رئيسهم أولمرت مؤخرا يعرف حجم الاعتماد على هذا العامل ، فهو أعلن صراحة : " بعدم قبوله لأي جدولا زمنيا لتنفيذ ما يتم التفاهم أو الاتفاق حوله ...ويرفض سقفا زمنيا للمفاوضات وكأنها ستبقى أبد الدهر بدون اتفاق أو تفاهم ما .. " ورأينا كيف غير عامل الزمن اتفاقات أوسلو وما تبعها من اتفاقات إلى اتفاقات هزيلة أو غير موجودة ..؟ لا نعرف إن كان الجانب الفلسطيني قد فهم هذه اللعبة ويحاول أن يمسك هذه المرة بشكل كبير في هذا العامل ولا يتنازل عنه وبشكل دقيق ..؟ كم عانى الفلسطينيون من هذا العامل ؟ كم مرة تفاهم الفلسطينيون مع الإسرائيليين .. وقضى الإسرائيليون على كل التفاهمات ؟؟ لاحظوا اجتماعات كامب ديفيد التي فشلت نتيجة عامل الزمن .. إذ انعقدت في الفترة التي سينتهي فيها حكم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بيل كلينتون ، وكذلك رئيس إسرائيل إيهود براك .. كان ذلك قبل انتفاضة الأقصى ؟؟ جاء بعدها الرئيس بوش رئيسا للولايات المتحدة ، وكذلك شارون رئيسا لإسرائيل .. بوش لديه اهتمامات بعيدة عن قضية إسرائيل والفلسطينيين ، وكذلك عرفنا ما فعله شارون على أرض الواقع وكيف قلب كل الأوراق وكل الوقائع التي كانت على الأرض نتيجة لاتفاقات أوسلو التي أعلن أكثر من مرة أنها أصبحت غير قائمة .. الفعل الذي قام به شارون كان واضح الهدف والبرنامج ؟؟ ونتيجة الأزمة وجدت الرباعية وأوجدت خارطة الطريق التي قضى عليها شارون أيضا والتف عليها بخطة الانسحاب من غزة من طرف واحد هو ( إسرائيل ) ..
مثل كل مرة كأن الزمن يعيد نفسه .. مؤتمر أنا بولس ينعقد في نهاية حكم الرئيس بوش ، إذ بعدها لن يكون هناك وقت للرئيس بوش بسبب عامل الزمن .. تماما كما حدث في مؤتمر أو اجتماع كامب ديفيد في نهاية حكم الرئيس بل كلينتون الفاشل والذي أدى إلى انتفاضة الأقصى التي مازالت أحداثها وتبعاتها وما آلت إليه الأمور نتيجة انغلاق الأفق السياسي .. وحينها قالت الحكومة الأمريكية : ستلقى كل الأوراق تحت الطاولة في إشارة إلى توقف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى أجل غير مسمى .. وانشغل الأمريكان في التحضير لانتخابات الرئاسة التي فاز بها الرئيس الحالي جورج دبليو بوش وها هو مثل سابقه في نهاية ولايته الثانية يحاول مثلما حاول سلفه أن يقدم شيء ..؟ فهل سينتهي مؤتمر أنا بولس مثلما انتهى كامب ديفيد قبل حوالي ثمان سنوات ، وستلقى الأوراق تحت الطاولة ثمان سنوات أخرى ..؟؟ كم سيدفع الفلسطينيون هذه المرة في الثماني سنوات القادمة ؟؟ إذا كان قد دفع ما يقارب خمسة آلاف شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى والمعاقين والأسرى وحجم هائل من الدمار لا يقدر بثمن من الأراضي والمنازل والمنشآت الصناعية وتدمير كامل للبنية الاقتصادية لقطاع غزة بالكامل .. بالإضافة للآثار المترتبة على ذلك من الناحية النفسية والاجتماعية والثقافية التي أصابت كل الفلسطينيين ؟؟
حتى لو أفضت المفاوضات والمؤتمر إلى اتفاق ما ..؟ هل سيطبق ما يتفق ، أو ما يتم التفاهم عليه ؟ من المؤكد أن إسرائيل سوف تحاول وضع العراقيل في تنفيذه ومحاولة الاستفادة من عامل الزمن وتغيير الوقائع على الأرض لصالحها كما فعلت في اتفاق أوسلو وما تبعه .. بالضبط تماما كما في كل مرة منذ عام 1947 حين صدر قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين الذي رفضه العرب آنذاك بحجة أنه قرار غير عادل وغير منصف بحق الفلسطينيين ..؟؟ مشروع القرار كان مؤامرة لأنهم كانوا يعرفون أن العرب بسذاجتهم وضعفهم سيرفضون هذا القرار .. وعرفنا فيما بعد كيف ساعدت بريطانيا إسرائيل في القضاء على الجيوش العربية التي كانت معظمها محتلة من بريطانيا ، وحدثت النكبة فسيطرت إسرائيل على أجزاء أخرى كبيرة غير التقسيم الذي أقرته الأمم المتحدة ، وعرفنا كذلك أن العصابات الصهيونية قتلت مبعوث الأمم المتحدة الكونت برنا دوت الذي كان من المفترض أن يشرف على عملية تقسيم فلسطين .. انهزم العرب وهجر الفلسطينيين من أراضيهم .. وقام الكيان الإسرائيلي على معظم الأراضي الفلسطينية عام 1948 في حينها كانت معظم الدول العربية تحت الاحتلال البريطاني أو الفرنسي فلم يستطيعوا عمل شيء ... استفادت إسرائيل في ذلك الوقت من عامل الزمن الذي انشغل العالم فيه بأمور أخرى ..
إسرائيل هي الأقوى عسكريا واقتصاديا وتكنولوجيا وعلى العالم والعرب أن يستجدون رضائها وتمنحهم خجلا شيئا مما يطلبون .. ولن يتم تنفيذه بسرعة كي تستطيع المراوغة والمحاولة من الاستفادة من الزمن وتغيير الحقائق على أرض الواقع حتى يفضي هذا الواقع إلى نقاش جديد ومشاكل أخرى .. وهكذا دواليك ، من منا لم يسمع عن مصادرة أراض كبيرة حول القدس في أثناء جولة كوندليزا رايس الأخيرة تحضيرا لمؤتمر أنا بولس ؟؟ أليس في ذلك لخبطة الأوراق التي على الطاولة ؟؟ ودفع بمصر للمطالبة بتأجيل المؤتمر ؟؟ الغريب في الأمر أن هذه المؤتمرات تنعقد في وقت تكون فيه الولايات المتحدة منشغلة بالتحضير للانتخابات الرئاسية وكذلك إسرائيل حيث تبدأ بالتحضير للانتخابات التشريعية .. وفي هذا الوقت تتوقف المفاوضات والمطالبات حيث الجميع ينشغل بأموره الداخلية ويبقى الانتظار والترقب سيد الموقف من المولود الجديد .. فقد يكون متطرفا في الغالب ليبدأ استرضاءه من جديد بعد وقت طويل حتى يتم ترتيب أوراقه ..؟
لا أمل في نتائج أنا بولس مادام إسرائيل ذاهبة لهناك متسلحة بنظرية الزمن التي منحتها الوجود والقوة الكبيرة على مدى عمرها الزمني .. فهل يفهم العرب ذلك ليأخذوا بالحسبان كيفية التعامل مع هذه المعضلة ، وهل يملكون القدرة على مواجهتها .. ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة