الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عدوى معادات الكرد إمتدت لتشمل العراق بأكمله

هشام عقراوي

2003 / 11 / 1
اخر الاخبار, المقالات والبيانات




مسألة معادات الكرد من قبل الدول المجاورة للعراق وبالذات الدول التي تقاسمت أرض كردستان فيما بينهم، أمر لا يختلف علية إثنان. قد يختلفون حول أسباب تلك المعادات ولكن لا يستطيع أحد أن ينفي التحالفات الرباعية العلنية و السرية الموقعة بين العراق القديم والدول المحتلة لكردستان. هذه الدول على الرغم من التعارض والتناقض في مصالحها في المنطقة، ولكنها كانت موحدة ضد الكرد و معاداتهم لحقوقهم.
فكردستان تلك الكعكة التي تقاسمتها هذه الدول الاربعة، يجب ان تبقى تحت سيطرتهم ويستمروا في سلب خيراتها. هذا التقسيم لم يرق لتركيا فهي تحاول دوما أن تضع ولاية الموصل تحت أحضانها وتعتبرها جزءا من تركات الدولة العثمانية التي سلبت عنوة منها في العشرينات من القرن الماضي. ولكن عندما يقوى ساعد الكرد في العراق تتناسى تركيا ذلك الغبن و الخدر البريطاني وتخض النظر عن خلافاتها حول ولاية الموصل مع العراق.
بعد إزاحة نظام صدام من على السلطة في العراق حصل خلل في المنطقة، وإنهار أحد أقوى الاركان الشيطانية المعادية للكرد ولتطلعاتهم المشروعة. وتحول الرباعي المعادي للكرد الى ثلاثي، إثنان منهم مدرجان على قائمة الدول الراعية للارهاب من قبل إمريكا.
الكرد في العراق من خلال نضالهم الانساني و السياسي والعسكري والجبهوي إستطاعوا ان يكسبوا ود أغلب القوى السياسية العراقية المعارضة لصدام. فكردستان العراق تحولت ولسنوات طويلة الى قواعد أمينة لكافة قوى المعارضة  وإحتضنت كردستان كل الذين غدر بهم صدام أو حاول إيقاع الاذى بهم. هذا الموقف الانساني و الشهم للاحزاب و الشعب الكردي لايمكن أن يهملة و ينساه أي تنظيم أو حزب عراقي. هذا الدور الريادي للكرد و للثورة الكردستانية جعل من الكرد قوى محورية في المعادلة السياسية العراقية.
فالقوى الكردستانية إستغنت و ضحت بكافة مكاسبها طوال الاثناعشرة سنة الماضية من أجل وحدة وتحرر العراق. والكرد و القضية الكردية كانتا من الاسباب الرئيسية لأزاحة صدام من على السلطة. فأمريكا وحلفائها إستخدموا الكرد والمجازر التي إقترفها صدام بحق الشعب الكردي كأحدى الوسائل المؤثرة على الشعب الامريكي كي يوافق على الحرب، طبعا بالاضافة الى الارهاب الدولي. أمريكا حتي في مسالة الارهاب و علاقة صدام بالارهاب الدولي إستفادة من الكرد والمعلومات التي كانت تصلهم حول منظمة أنصار الاسلام في كردستان و العراق.
هذه الاحداث كلها دليل على مدى الدور الذي يلعبة الكرد في مصير دولة العراق. فكلما كانت الحكومات المركزية تقترب من الكرد، إزدادت تلك الحكومات على الرغم من هشاشتها قوة و صلابة وإستقرارا. وكلما إقتربت الحكومات المركزية من الكرد و حاولوا حل القضية الكردية بهذة الطريقة أو تلك، إزدادت محاولات الدول المجاورة للعراق من أجل عدم الاتفاق مع الكرد ومن أجل أن يبقى العراق ضعيفا ومقسما الى مقاطعات معادية. وبهذا الضعف تسيطيع الدول المجاورة من التأثير على الحكومات العراقية.
إذا كانت الحكومات العراقية لم تدرك ذلك الدور السلبي و المعادي للدول المجاورة وكانت تسير في فلك المختطات الاقليمية المعادية لجزء من شعب معترف به كجزء من مكونات الشعب العراقي، فإن الاحزاب العراقية وخاصة العريقة منها و التي لها تأريخ طويل من النضال تدرك أهمية الورقة الكردية.
هذه الاحزاب لحد الان تعرف وتدرك كيفية التعامل مع الكرد وتجعل منهم عامل إستقرار و قوة ووحدة بدلا من الضعف والمعادات و التدخلات الاقليمية. هذا الادراك بدور الكرد تحول الى عمل وفعل وموقف وطني أخاف الدول المجاورة وبدأت اللعب على المكشوف وتحاول الضغط على أمريكا و الاحزاب العراقية المؤتلفة في مجلس الحكم و خارجة ، كي تغير موقفها من الكرد من ناحية وتمارس الضغط على الكرد أيضا كي لايقوموا بدور إيجابي في العراق.
الضغط المباشر العلني و السري للدول المجاورة على الكرد من أجل عدم المشاركة في مجلس الحكم وإدارة العراق و المشاركة في الحفاظ على الاستقرار و الامن في العراق، لم يؤثر على الكرد هذة المرة، لا بل إزداد من إصرار الكرد كي يساعدوا إخوانهم العراقيين ويخرجوهم من هذا الجحيم الذي يشارك في أعدادة الدول المجاورة بصورة مباشرة وغير مباشرة.
المحاولات الاخرى لهذه الدول كانت مع الاحزاب العراقية ومجلس الحكم حيث حاولوا إفشال الادارة والوزارات العراقية وإتفقوا على عدم الاعتراف بمجلس الحكم، وحاولوا إثارة النعرات الطائفية بحجة محاربة الطائفية وأثاروا التركمان على الكرد و الشيعة على السنة و حاولوا إختراق صف الشيعة وأثاروا مقتدى الصدر على الكرد وعلى  السيستاني وغيرهم. بعد ممارسة كل هذه الاعمال التخريبية ومحاولتهم زرع الشقاق بين أبناء الشعوب العراقية وبعد فشلهم في مسعاهم الشيطاني، إضطرت الدول المجاورة أن تعلن على الملأ إن لديها مختطاتها في العراق وسوف لن تقف مكتوفة الايدي حيال الوضع "المتردي" في العراق. هذه الدول تقتل الشعب العراقي والان تريد أن تمشي في جنازت العراقيين أيضا. فمن أين يأتي اليمني و السوري و السعودي و الافغاني و الباكستاني و الشيشاني والمغربي والمصري الى العراق؟ حتما من إحدى هذه الدول المجاورة.
ولكن الاهم من ذلك هو معرفة أسباب معادات هذه الدول للعراق المستقبلي؟ ولماذا لم تكن هذه الدول تعادي حكومة صدام المجرمة في العراق؟
المسألة وببساطة تتعلق بشكل نظام الحكم الذي سيختارة الشعب العراقي والذي إتضحت معالمة في مجلس الحكم وشكل الاداراة المشكلة في العديد من المدن و المحافظات العراقية والذي يمكن تسميتها بالديمقراطية الفتية. هذه الدول لا تريد ولن تتحمل دولة ديمقراطية في المنطقة. هذة الدول منعت صدام حسين من إعطاء الحكم الذاتي للكرد فكيف ستقبل و ستساعد على بناء عراق ديمقراطي ونحن نعلم، إذا تبنت أية دولة النظام الديمقراطي الصحيح فإن كافة الشعوب التي تعيش في ظل ذلك الحكم ستتمتع بحريتها. فالديمقراطية في أبسط تعريفاتها تعني حكم الشعب. وإذا حكم الشعب العراقي نفسة فهذا يعني أن الكردي سيحكم نفسة في مدينتة و العربي والتركماني و المسيحي كذلك سيحكمون مدنهم و سيكون للكل كامل الحرية بالدراسة و التعلم و التكلم بلغاتهم أو اللغة التي يرغبون بها و سيتصرفون بمواردهم. هذا النظام سيشكل تهديدا غير مباشرا لانظمة الدول المجاورة للعراق. لذا فأنها قررت معادات العراق بأجمعة، لان الاحزاب العراقية  كلها متفقةعلى الديمقراطية.
السبب الاخر والمهم لمعادات الدول المجاورة للعراق، هو التحول الذي جرى في سياسة الاحزاب العراقية، هذه الاحزاب التي كانت الى الامس القريب مجبرة على التعامل مع هذه الدول، وتحولت بين ليلة وضحاها الى أحزاب مستقلة ووطنية و ترفض تدخلات الدول المجاورة وتضع مصلحة العراق و الشعوب العراقية فوق المصالح الحزبية والشخصية الضيقة. هذه السياسة الذكية للأحزاب العراقية جعلت من الدول المجاورة تدرك وتتيقن بأن الحكومة و السلطة العراقية المقبلة ستكون حرة و مستقلة تتمتع بهامش من الديمقراطية. وهذا الشكل من نظام الحكم لا يسرالدول المجاورة.
لذا فإن هذه الدول قررت تغيير تكتيكاتها في التعامل مع الحالة العراقية والوصول الى نفس الهدف ألا وهو عدم أستقرار العراق وشرذمتة ولكن بطرق أخرى غير الممارسة لحد الان والتي أثبتت عدم فعاليتها. والتي تتضمن الاستمرار في زرع الشقاق والنعرات الطائفية ومساعدة فئة ومعادات أخرى. الاستمرار في دعم العمليات التخريبية وزعزعة الامن والاستقرار. الضغط على مجلس الحكم من خلال تكوين البدائل السياسية و الادارية له وكذلك التعامل مع الجهات المختلفة في مجلس الحكم بصيغ مختلفة لغرض تشيتة و تضعيفة و زرع الخلاف فية وبالتالي إنهاء الموقف الموحد لاعضاء مجلس الحكم حيال تدخلات الدول المجاورة. 
  








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة الأردنية تقر نظاما يحد من مدة الإجازات بدون راتب لمو


.. حرب غزة.. هل يجد ما ورد في خطاب بايدن طريقه إلى التطبيق العم




.. حملة ترامب تجمع 53 مليون دولار من التبرعات عقب قرار إدانته ف


.. علاء #مبارك يهاجم #محمد_صلاح بسبب #غزة #سوشال_سكاي




.. عبر الخريطة التفاعلية.. كيف وقع كمين جباليا؟