الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسطور المصلحين المغاربة

أمياي عبد المجيد

2007 / 10 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


لا اعرف بالضبط لماذا يتعمّد بعض المغاربة على عقد العزم وتحمل تكاليف شيء اسمه المصلحين في المغرب ! إنني أفترض أن في عمق أزمة الفكر والنظم السياسية المغربية على حد سواء فيهما ما يجعل هؤلاء يتوصلون إلى أساليب أكثر تحيزا إلى منطق التبرير المخفي ، من جهة يدثرون بها فشلهم في تقديم بدائل منهجية وعملية ، ومن جهة أخرى اعتبار الأزمة المذكورة اكثر من اعتقادهم أن الإصلاح يتمثل في تظهير وتشهير منمق لشيء اعتقدوه بالصدفة ( دون تجربة ) انه إصلاح ، وفي مقدورنا أن نتصور أن الإصلاح احينا عندهم هو تشكيل تنظيم سياسي يدعي انه يقف في صف المعارضة ( الصف الشعبي).
إن هذا المنطق يترسّخ اكثر عند ثلة " الديماغوجيين " الزاعمين لمنهجية الإصلاح ، يعتقدون في اكثر من حالة انهم بإمكانهم ان يكونوا نماذج في تحديد المسار الاستراتيجي للمجتمع، لكن هؤلاء يغلبون منطق الحركة اكثر من منطق الإصلاح ، باعتبار أن جل نشاطاتهم تبدا بمحاباة السياسة قبل أن يدعوا احترافها ، فهل يمكن أن يكون الإصلاح الذي يدعو إليه هؤلاء مقترنا بما تمر به البلاد من تحديات مصيرية فرضها المحيط الدولي بالأساس ؟ أم أنها ستقبل بالتناقض وتدور في حلقة مفرغة يحكمها التطويق المخزني إلى اجل غير مسمى؟! . هذا الحديث له مبرر أساسي يقترن به ويحدده على هذا الشكل الذي نراه اليوم ، فالطبقة الإصلاحية المزعومة المتواجدة على الساحة اليوم تدرك جيدا أنها بعثت على أساس دون الشرط الاجتماعي لعامة الشعب ، بمعنى هذه الحركة لها بواعث إصلاحية برجوازية تتنقل في إطار ما يسمى " بالبرجوازية الصاعدة في الدول النامية" بعدما كانت هذه الظاهرة شغلت لزمن أروقة الحكم في الدول المتقدمة بالتنسيق مع الحاكم ، فتكونت حينها الاستبدادية المستنيرة . ولو دققنا جيدا في طبيعة عمل هذه الطبقة نجد أنها أداة سخرت من جديد لتواكب المرحلة المقبلة ، كما حدث فيما سبق عندما كانت البرجوازية المطلقة المغربية تحمل مشعل الإصلاح بإيعاز النظام ، أو في اغلب الأحيان تحت منهجية الاحتواء.
لربما تبين لنا أيضا أن هذا المنطق الذي يحفظ للدولة وللنظام الصلاحيات الأساسية من ورائه دور مزدوج تمارسه هذه الفئة الزاعمة للإصلاح ، وأنا أتسائل هنا ايضا : كيف نفهم الإصلاح إن لم نفهمه في خطوطه الأمامية والعريضة ( الاقتصاد ،الحكامة ....) ؟! وهل الإصلاح يقبل أن يكون محط أي تعبئة شعبية ؟!إن الإصلاح بمفهومه الأخير يعتبر تفريغ لمفهوم أيديولوجي ثابت . الشعب كصيغة مشاركة في الإصلاح مسالة مفرغ منها، لكن التعبئة على أساس التعبئة فلا أتصور أنّ تحديات بحجم التي يعيشها المغرب هو في حاجة من انبثاق أو إشعاع إصلاحي من هذا النوع ، وإلا لكنا قد تلمسنا شيئا منذ عقود عندما كانت تنظيمات سياسية تجيد فن التعبئة ، وبالتالي فأي إصلاح ينبثق عن هذا الأساس هو إصلاح قاصر" ."
إذا أخذنا بعين الاعتبار المرحلة التي بدأت بعض الجهات التي تعتبر نفسها المحور الأساسي المشكل لهذا الإصلاح ( الوهمي ) ندرك بجلاء أن الأزمة تتجه نحو التعمق ، فكيف يمكن اليوم أن تنهض حركة إصلاحية حقيقية وسط هذه الممانعة التي ستصوغ إشكاليات حقيقية عبر تراكماتها الإصلاحية الزائفة ، حتى تقف لها سدا يتيح لها ترويض الإرادة الشعبية كما تشاء وحينما تشاء !!
إن أربعة عقود أو اكثر تحتاج في تقديري إلى مدة تعادلها حتى تنبثق حركة إصلاحية فعلية ، هذا في حالة ما إذا اعترفنا بالملموس أننا لم نصلح شيئا في هذا البلد ، والذين ادعوا ذلك إنما لتمرير خطاب سياسي يضمن لهم امتيازات متنوعة .
إن النخبة التي ستصنع التغيير تكون بأية حال نخبة منبثقة من هذا الصمود الشعبي لكن لن أجازف بالقول أن هذه النخبة تعترف بأنه اليوم وان أرادت أن تورث للأجيال القادمة خيوطا من النضال لن تجد لذلك سبيلا ، فالاصلاحيون الوهميين افسدوا الواقع وخلقوا فجوة بين تدبير التسيير المجتمعي ، وبين مقومات ضاغطة زجت بهذه النخبة في خندق التوافق الضمني على تكوينات وسياسات قاصرة داخل اغلب التنظيمات السياسية ، ونحن إذ نشرف على اكتشاف مجتمع هو اقرب إلى تكتلات مجزئة فلن نستغرب أو نصدم بل سندرك أننا فعلا كنا نمارس الإصلاح بالمقلوب!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب جامعة أكسفورد البريطانية يواصلون الضغط على جامعتهم لمقا


.. خفر السواحل الجيبوتي يكثف دورياته بمضيق باب المندب




.. وصفته بـ-التطور الشائن-.. وكالة -أونروا- تغلق مجمّع مكاتبها


.. بين مؤيد ومعارض.. مشرعون أمريكيون يعلقون على قرار بايدن بتجم




.. السويد.. مسيرة حاشدة رفضا لمشاركة إسرائيل في مهرجان غنائي في