الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقسيم العراق رؤيا من الداخل

وسام النجفي

2007 / 10 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


عاد مرة أخرى شبح تقسيم العراق الى دائرة الأهم ليثير جدلاً لا أول له ولاأخر بين أروقة الساسة العراقيين ، اللذين ينقسمون كالعادة في الرؤى حتى على ألوان الطيف الشمسي فمنهم من يراه أصفر ومنهم من يراه أخضر والواقع هو لا هذا ولاذاك ، لكنهم أخيراً أتفقوا على رفض قرار مجلس الشيوخ غير الملزم بتقسيم العراق والحقيقة هو تصويت وقرار كاذب من لدن سياسينا اللذين يوهموننا بحبهم الكبير للعراق فصوت أصابع الأكراد قد سمعه القاصي والداني في حين جلس الخصوم يتدبرون عن مستقبل خطير هم أول أدواته في رسم منهجية قرار مجلس الشيوخ هذا ، فالذي يعتقد إن الولايات المتحدة تستطيع ان تقسم العراق عنوة بدون خلق حالة إستعداد في الشارع العراقي فهذا من تعس التفكير وسذاجته وعليه فأن الأحزاب السياسية والفصائل المسحلة هي من سعت بكل جهدها نحو التغيير الديموغرافي من خلال ألية التهجير القسري التي تبنتها وجعل الأحياء السكنية كساحة حرب وقنص حتى بات من المستحيل لمواطن قادم من الشرق للمرور الى الغرب والعكس صحيح ، فلماذا التنديد والرفض هل هي رفض لمشروع كونه خارجي مقارنةً مع مشروعكم الداخلي الذي يتشابه في الشكل والمضمون مع قرار مجلس الشيوخ المعتق ؟؟
إن من رفض من قبل الفدرالية وجدناه أول من يؤسس فدرالية غير معلنة بعد حين وإن من يرفض الوجود الأمريكي وجدناه ايضاً أول من يعطي الأسباب والحجج في بقاء الهمر بالعراق من خلال ثقافة العنف والتهديد بحرق الأول والأخر فيما لو لم تجري الرياح بما تشتهي سفن الساسة والبرلمانيون وما هذه الإنسحابات والعودات ألا دليل لرؤيا سياسية مظطربة ولعبة يمارسها زعيم هذه القائمة او تلك حسب ما تمليه عليه علاقاته الخارجية ومزاجه السياسي المريض .
الحالة العراقية واضحة للجميع من خلال خوف الكل من الكل وأنعدام ثقة الكل بالكل وذلك نتيجة طبيعية من نتائج المحاصصة التي افرزت واقع لامناص من رؤية غيره في المشهد العراقي الذي بات معقداً الى درجة كبيرة دفعت بأعضاء مجلس الشيوخ بأستخدام خيار التقسيم كحل نهائي كما يرونه للعراق وللوجود العسكري فيه ، فالتلويح بكارت التقسيم لم يكن الأول بل جاء بعد عدة محاولات لم تكن ظروفها السياسية ناضجة بعد ، ففي الأمس القريب يصرح محافظ البصرة ( بأن شعب البصرة والحكومة المحلية في البصرة على حد تعبيره في قناة العربية قادرة على ادارة المحافظة ما أن رحلت القوات البرطانية فجاءة ) لاحظ في تصريح السيد المحافظ كلمتين غاية في الخطورة والإبهام من خلال مفردة شعب البصرة والحكومة المحلية في البصرة فهل كانت هذه من باب غير المقصود !!!!
وهل هي دعوة لتكوين شعوب أخرى كشعب الأنبار وحكومته وشعب ميسان وحكومته فلوعدنا لمرحلة التقسيم أفضل من أن ندخل مرحلة التجزيء التي خرجت من فم محافظ البصرة والمؤشرات تشير لذلك من خلال موديل الصحوات التي بدت تتحرك بفاعلية في عدة محافظات كتعبير عن الية مستقبلية لحكم التجزئة وهذا موجود بالفعل ولا يحتاج لكثير من المجهود لكشفه .
إن بعبع التقسيم هذا لايخيف الشعب لكونه يعيشه كحالة يومية وكلوحة طريق وهمية في عقول الناس تقول ( أحذر الدخول في المنطقة أ إذا كنت من المذهب ب ) هذه الخطوط الحمراء التي تعيش وفق مساراتهم الإعتيادية كحواجز لايمكن تجاوزها او المرور من خلالها وهذا كله حصيلة عملية سياسية أريد لها منذ البداية ان تكون بهذا الشكل المرير والصعب ، فالخروج من هذا المأزق ليس مستحيلاً بل يتطلب عدة تنازلات تحتمها الظرورة الوطنية الأنية كالتخلي عن السلاح وبث روح المواطنة من جديد عن طريق قنوات نظيفة وتغيير المسارات السياسية للأحزاب والتيارات ذات السطوة الجماهيرة والتوجه نحو إعادة بناء جسور الثقة مع خصوم الأمس والحد من نزول الخلاف السياسي الى الشارع بتظافر هذه المحاور بعدها من الممكن ان يخرج من يخرج ويرفض ويندد بأية محاولة ولو كانت همساً لتقسيم العراق عندها سيكون للموقف لون وطعم وطني نستطيع ان صدق شرف نواياه أي كان المنادي أما بهذا الوضع المتفسخ وبهذه الروحية الوطنية المتهشمة التي يغلي البلد تحت وطأتها فإنها ستكون دعوة للمزايدة ليس إلا إن لم تكن مشاركة صريحة وعلنية لتنفيذ أجندة خارجية خطيرة كمشروع تقسيم العراق الذي بات واقعاً أكثر من أن يكون مجرد إعلان هنا وهناك وبعبع ترتعد من أسمه بعض الشخوص السياسية فمفاتيح الحل باليد ومناشير التقسيم باليد الأخرى فإنظروا ماذا انتم فاعلون با اصحاب القرار السياسي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث