الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تدخل فظ في شؤون الجوار ، تضامنوا مع شعبنا من أجل وقف الحرب

ربحان رمضان

2007 / 10 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


اعلن الجيش التركي هذا اليوم 21/7/2007 ان 12 جنديا تركيا و23 مسلحا كرديا لقوا مصرعهم في اشتباكات قرب الحدود العراقية التركية ، ونقلت وكالة رويترز عن مصادر كردية ان الجيش التركي قام بقصف مناطق حدودية في العراق بالمدفعية ، و هي اولى خسائر الجيش بعد قرار البرلمان التركي الاربعاء السماح للجيش بتعقب مسلحي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
كالعادة وكما في كل مرة تعود الآلة العسكرية التركية لتدير الدفة في قيادة البلاد وتضغط على أعضاء البرلمان في أنقرة (سيما أعضاء حزب الذئاب الرمادية ) الأتاتوركي والذي تغير اسمه إلى حزب المحبة للموافقة على أوامرها القراقوشية حيث وافق البرلمان التركي في يوم الأربعاء المنصرم والواقع في السابع عشر من تشرين على مذكرةٍ قدمتها حكومة رجب طيب أردوغان (رئيس حزب العدالة والتنمية) تدعو قوات العسكر التركي بتنفيذ غارةٍ(أو غاراتٍ) ولمدة سنةٍ كاملةٍ على العراق واقليم كردستان تحديدا ً وذلك بحجة ملاحقة مقاتلي العمال الكردستاني PKK .

هكذا وببساطة تستباح الأوطان !! وهكذا وبكل صلافة يقرر المجتمعون تحت قبة مايسمى البرلمان وبأكثرية 507 أصوات مقابل 19 صوتاً حسب مصادر عديدة إلى احتلال أراضي الجوار !!؟؟
وعلى الرغم من مناشدة الحكومة العراقية ودعوة الحكومة التركية إلى التعقل والجنوح إلى المفاوضات فإن الحكومة التركية ركبت رأسها ودعت بغباء إلى ارتكاب حماقة قد تكلفها غاليا ً لأن كرد العراق سيحموا وطنهم ويدافعوا عنه بكل قوة وستكون كردستان مقبرة للغزاة استنادا ً لما صرح به السيد مسعود البارزاني رئيس الاقليم سابقا ً ، وماصرح به منذ فترة قريبة قائلا ً : " "نحن على أهبة الاستعداد للدفاع عن تجربتنا الديمقراطية وكرامة شعبنا وطهارة أراضينا.". كما أكدقائلا ً بأن حكومة إقليم كردستان العراق لا تدعم المتمردين، و "كردستان غير مسؤولة عن الحرب بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، ولم ندعم هذه الحرب او العنف أو إراقة الدماء أو جرنا إليها."
هذا القرار الأحمق وهذا التلويح بخطر التدخل الفظ في شؤون الجوار يذكرنا بقرار احتلال ديكتاتور العراق المخلوع لدولة الكويت ، القرار الذي أسرع بنهاية الطاغية نهايته المشؤومة أحزنت أردوغان وأمثال أردوغان الذين يعرفوا آخرتهم المشؤومة سلفا . .
إن احتلال كردستان العراق أو التلويح باحتلاله يعتبر خرقا ً للمعاهدات الدولية ، ولكل مايقال عن حسن الجوار بين الدول الاقليمية المقتسمة لكردستان .
وفي هذا الصدد لابد أن نستنكر تصريحات السلطة السورية على لسان رئيسها الدكتور الأسد في تأييده وخلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس تركيا السيد عبد الله غول لهذا القرار في قوله المأثور : " سوريا تؤيد، دون شك، القرارات التي اتخذتها الحكومة التركية، وتقبل بها كحق مشروع لتركيا، في ضرب معاقل حزب العمال الكوردستاني داخل أراضي إقليم كوردستان العراق ".
وقد اشارت صحيفة الخليج الامارتية إلى تصريحات الرئيس الأسد بشان مخاطر تقسيم العراق في تصريحه الذي أدلاه لمجموعة من الصحافيين في اسطنبول حيث قال : " ..ان تفكك العراق سيكون بمثابة قنبلة ستفجر الشرق الاوسط.‏. " .
لم تعقب ولم تشير الصحيفة المذكورة إلى أن احتلال كردستان العراق يعني أولا وأخيرا ً احتلالا لجزء من الوطن العراقي الذي تتسابق صحف السلطة في سوريا وصحف أتباع السلطة في التحريض على تحريره من الأمريكان .. !!
وفي الصدد نفسه كانت قد نشرت صحيفة الثورة السورية اليوم الأحد 31/7/3007 مقالا جاء فيه أن السيد الأسد صرح أمام مضيفيه الأتراك قائلا ً " .. في الجانب السياسي العلاقة اكثر من ممتازة وتطورت بشكل كبير.. العلاقة مع المؤسسات المختلفة على المستوى الامني وعلى المستوى العسكري.. في المستوى الاقتصادي ايضا تطورت ولكن نحن كسياسيين احيانا نعتقد ان كل العالم هو سياسة وتأخذنا السياسة بتفاصيلها ولكن في الواقع لا يوجد شيء اسمه سياسة.. " .
ثم يعود وعلى لسان صحيفة الثورة فيقول : " .. نستطيع ان نقول اننا كنا نخوض معارك على كل الجبهات.. والحقيقة ان تركيا كانت واحدة من الدول القليلة التي وقفت معنا كدولة وكشعب يمسك مبادئه بشكل متين لا يتخلى عنها.. هذه المبادىء لا تنفصل عن المصالح.. تلاقت مبادئنا مع مصالحنا وهذا هو التوجه بالنسبة لسورية الان .. "" وهذه التصريحات إن دلت على شئ فإنما تدل أن الاجتياح العسكري التركي جاء بضوء أخضر من الدول الاقليمية المحيطة بالعراق ، وسوريا واحدة منها .
كان جدير بالحكومة التركية البحث عن شكل آخر لحل هذه المسألة، ألا وهو إيجاد قنوات للحوار مع الحركة الكردية في كردستان تركيا بما فيها حزب العمال الكردستاني.
هذا الحل السلمي هو الذي يضمن لتركيا الأمن والسلام والاستقرار، وللشعب الكردي الحصول على حقه الشرعي في تقرير المصير ، أما استباحة الأرض وقتل الناس في أرض ليست أرضها ولا وطنها فيعتبر جريمة يفترض أن تجابه بالرفض من قبل المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة وكل الشرفاء في العالم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيناتور أمريكي لنتنياهو: نقف بجانب إسرائيل في حربها ضد حماس


.. نحو نصف الديمقراطيين يدعمون استبدال الرئيس الأمريكي جو بايدن




.. ناشط يوثق اشتعال النيران في مستوطنة -كفار عتصيون- شمال الخلي


.. فوضى في شوارع العاصمة الهندية جراء سقوط أمطار قياسية




.. منافسو الرئيس الموريتاني يتهمونه باستغلال موارد الدولة لتحقي