الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماجستير ... في حب الحسين

هيثم القيّم

2007 / 10 / 22
كتابات ساخرة


سُئل أحد المسؤولين الكبار في أحدى المحافظات العراقية الجنوبية (وأعتذر عن ذكر أسمه ومحافظته لئلا تتكالب عليه جامعات أوروبا وامريكا...! ) سُـــئل عن تحصيله الدراسي فأجاب بعد تردد " ماجستير في حُب الحســـين " ، للتغطية على فُقر تحصيله الدراســـي ، وسُئل محافظ أحدى محافظات الفرات الأوسط عن تحصيله الدراســي وبعد لف ودوران "وتمجيد للعملية السياسية " أجاب بأنه حاصل على شهادة دينية من أيران وهي الآن في طور التقييّم من قبل وزارة التعليم العالي ..!! وقبل أيام طلبت هيئة النزاهـــة في منطقة الفرات الأوسط من جميع المسؤولين الكبار في محافظة كربلاء تأكيد صحة شهاداتهم الدراسية ..!! وبالتأكيد هناك حالات أخـــرى مشابهة في بقية مواقع المسؤولية في طول البلاد وعرضها ..!

لو قيّض للحُســــين الشهيد ( ع ) أن ينهض من قبره، لأستل سيفه وجز رقاب كل المُتاجرين بأســـمه وعذاباته وأستشهاده..!
هذا الثائر على الظُلم والنفاق والذي دفع حياته وحياة عائلته ثمناً لمبدأيته وثباته على الحق والعدل، أبن سيف الله المسلول علي أبن ابي طالب ( كرم الله وجهه ) وحفيد الرسول الكريم (ص)، الحُســـيّن الذي يُــــــجلّه جميع المسلمين بشتى الوانهم وأطيافهم، بدل أن نقتدي بسيرته ونضاله وأخلاقــــــه وشمائله ولو بنسبة 10%..!! يُســــتباح أسمه ومأساته من قبل مُنافقين وجهلة، وتُغطىّ الكثير من الموبقات والمفاســـــد برداء حُـــب الحُســـيّن... والحســـيّن بالتأكيد منها بُراء..!!

السؤال الكبير هنا هل عَــــــقُمَ رحم العراق عن ولادة رجال أكفاء وذوو تحصيل دراسي عالي وحقيقي لكي يشغلوا مواقع المسؤولية في أجهزة الدولة والمحافظات بدلاً من هؤلاء المتخلفين الذين يتاجرون بأسم الحسين (ع) ويُغَطـــــون خيبتهم وفشلهم بأدعاء أنهم ( حسينيون ) ومن اتباع سيد الشهداء،وهو منهم ومن أفعالهم بُراء...!! ألا تزخــــر جامعات الوسط والجنوب بالكفاءات العلمية والهندسية والأدارية والطبية ، ألا يوجـــد من بين هذه الكفاءات من هو جدير بتبوء المناصب المهمة والرئيسية في الوزارات والمحافظات ...؟؟ هل سنبني البلد ونُعــــــمره بهؤلاء الجهلة والمُنافقين ...؟؟ ألا يكفي فشـــل أي خطة أعمار في جميع محافظات الوسط والجنوب دليلاً على فشل المسؤولين فيها..؟( ولن أتحدث هنا عن محافظات الغربية والشرقية والشمالية فحالها ليس أفضل من شقيقاتها الجنوبيات، ولكن عذرها أنها ساخنة ..! ).
أم أن القصـــة ولاءات لهذا الحزب أو ذاك ولهذه الجهـــــة أو تلك..! بغض النظـــر عن الكفاءة والقدرة والنزاهـــة والأخلاص، هل تحولت الدولة ومواقع المســـؤولية في العراق الديمقراطي الى ( مُلك طابو ) للأحــــــزاب والأطراف التي صعدت على أكتاف الناخبين بعد عملية التضليل الكبرى التي رافقت الأنتخابات..؟؟ لماذا نشتُم النظام الديكتاتوري ليل نهار ونحن نمارس نفس الأفعال التي كان يُمارســـــها ، لا بل أســـوء منها...!!
يتحـــــــدث عرابو الطائفية من الجانب ( الشــــــيعي ) عن أن الشـــــــيعة قد هُمّشوا طوال ثمانين سنة من عمر الدولـــة العراقية ، ورغم المغالطة الكبيرة في هذا الطرح، حيث يعلم الجميع كم رئيس وزراء ووزير ( شيعي ) تسنّم المسؤولية طوال المدة المذكورة، وحتى في زمـــن النظام الصدامي الدكتاتوري كان نصف المسؤولين في الحزب والدولة من ( الشيعة )، ولو أغمضنا اعيننا قليلا عن هذه الحقيقة ، فما بال (السادة) أمـــراء الطوائف والممسكين بدفــــــة الحكم الآن ممن يدعون تمثيل الشيعة يُكررون نفس الفعل الذي يشتمونه ...؟؟!! أليست هذه الفرصــــة تاريخية بكل معنى الكلمـــة لكي يُثبت (من يدّعون تمثيل الشيعة ) أنهم خير من سلفهم الذين حكموا العراق...!!! وذلك ببناء دولة العدل والقانون والمؤسســـات وأعطاء كل ذي حق حقه، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، اعتماداً على كفاءته وأخلاصـــه ووطنيته ، لكي نملك الحق بعدها بشتم الذين سبقونا ...!!
وعود على بدء، أُعلن قبل فترة أن محافظة بابل فازت بالمرتبة الأولى في الأعمار وأنها استنفذت الميزانية الأستثمارية المخصصة لها، فشددت الرحال اليها قبل عيد الفطر المبارك بأيام وأنا مُمتلئ فرحاً بأن يد الأعمار قد أحتضنت هذه المحافظة الرائعة والتي يُجمع العراقيين بجميع أطيافهم على حُبها والتغني بنهرها وبساتينها وتجمعات أبنائها الفكرية والثقافية والأدبية، وليالي الســَمر فيها ... ذهبت وانا أُمنّي النفس برؤية شوارعها وارصفتها قد عُبّدت، ورؤية أبنية حديثة قد شُيّدت، وحدائق غنّاء قد أزهـــرت ، ولكن الصـــــدمة كانت موجعة وأليمة ، أذ لم أرى أي شيء قد تبدل عن زيارتي السابقة لها في العام الماضي بأستثناء بنايتين تحت التشييد وتبليط مدخل الجسر من جهة الغرب(الكراج القديم) واثنين من الشوارع الفرعية...!! والذي يقول عكس ذلك عليه أن يُثبت، فأذا كانت المحافظة الأولى بالأعمار هذا حالها ، فلكم أن تتخيلوا باقي المحافظات...!!
وأخيراً أقول أتقوا الله في الشعب الذي أوصلكم الى الكراســــــي والمناصب ومراكز النفوذ، وأوفوا بجزء من فضله عليكم أذ بدونه لم ولن تكونوا فيما أنتم فيه وعليه الآن ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر