الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دلالة العزوف عن المشاركة في الانتخابات بالمغرب

احمد ابادرين

2007 / 10 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


كثر الحديث عن نسبة العزوف عن المشاركة في الانتخابات التشريعية التي جرت في المغرب يوم 7 شتنبر 2007 واختلفت الآراء حول حمولته ومدلوله اعتبره البعض رسالة قوية إلى كافة المؤسسات من الملك إلى الحومة والأحزاب ومجتمع مدني.
كما اعتبره البعض استجابة لندائه لمقاطعة الانتخابات و"هنأ نفسه على ذلك".
وإذا كانت الظاهرة تدعو الباحثين السوسيولوجيين للقيام ببحث ميداني لضبط الأسباب التي أدت إلى عدم المشاركة فإنه في انتظار ذلك لابد من تأكيد أن مختلف التعاليق المعبر عنها لحد الآن إنما هي عبارة عن افتراضات.
والواقع أن هذه الافتراضات لم تأخذ بعين الاعتبار الجانب التاريخي لمشاركة الناخبين المغاربة في مختلف الاستحقاقات سواء منها المتعلقة بالاستفتاءات على مختلف الساتير من 1962 إلى 1996 أو تلك المتعلقة بانتخاب الممثلين في البرلمان وفي الجماعات المحلية من سنة 1963 إلى الآن.
المغاربة مروا من فترة القهر والطغيان وتربوا على الخوف من السلطة التي يسمونها المخزن وكانوا يشاركون في الانتخابات تحت تأثير الخوف من الانتقام.
وأتذكر أن المواطنين يحتفظون ببطاقة الناخب بعد استعمالها وقطع "أذنها" للإدلاء بها كلما احتاجوا إلى الحصول على وثيقة إدارية تجنبا لأية استفسارات.
وأتذكر أن الشيوخ والمقدمين كانوا يقومون بتعبئة الناخبين وحتهم على الذهاب إلى صناديق الاقتراع ويلتقط المواطنون الرسالة على أساس أنها تتضمن تهديا ووعيدا لكل من لم يستجب للدعوة للمشاركة في الاقتراع بل يتعرض للاعتقال كل من يقوم بتعبئة المواطنين وتوعيتهم بأن من حقهم عدم المشاركة.
وكانت الحركة التقدمية تناضل من أجل تحرير المواطن من الخوف من المخزن وقدمت في سبيل ذلك تضحيات وشهداء من أجل خلق جو من الحرية وتمتيع المواطنين بحرياتهم.
وبفضل تلك التضحيات تحقق هامش من الحريات وأحس المواطنون بأنهم أصبحوا أحرارا وأن المخزن لم يعد بإمكانه أن يسائلهم أو يحاكمهم أو ينتقم منهم بسبب عدم المشاركة في الاقتراع وحصلت لديهم القناعة بأن المشاركة حق وليس امتيازا.
وبناء عليه فإن عدم المشاركة في الاستحقاقات بنفس النسبة التي كانت على عهد القهر والطغيان إنما يعتبر إحساسا بالحرية دون أن تكون له بالضرورة دلالة سياسية أو موقف من المؤسسات أو استجابة لندا المقاطعة.
نعم؛ لقد ناضلت الحركة التقدمية من أجل تحرير المواطن وقد حققت الهدف وكنا في هذه الحركة نعتبر أن تحرير المواطن سيدفعه إلى تحمل المسئولية في بناء دولته عبر المشاركة في الانتخابات وأنه سيصوت حتما لفائدة من ناضل من أجل تحريره.
غير أن الذي حصل هو أن المواطن أخذ الحرية دون المسئولية. ولذلك فإن ما ينتظرنا كبير وكبير جدا لتربية المواطن على المسئولية. بحيث يمكن القول أننا الآن في مرحلة الجهاد الأكبر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جهود مصرية لتحقيق الهدنة ووقف التصعيد في رفح الفلسطينية | #م


.. فصائل فلسطينية تؤكد رفضها لفرض أي وصاية على معبر رفح




.. دمار واسع في أغلب مدن غزة بعد 7 أشهر من الحرب


.. مخصصة لغوث أهالي غزة.. إبحار سفينة تركية قطرية من ميناء مرسي




.. الجيش الإسرائيلي يستهدف الطوابق العلوية للمباني السكنية بمدي