يحاول الصغار والكبار على حد سواء , ومن خلال ارتداء الملابس التنكرية وتقمص شخصيات مخيفة ومرعبة , تحويل الخوف والرعب إلى لهو ومتعة واحتفالات ..وبقدر ما أسعدني رؤية هؤلاء الأطفال وحركاتهم البريئة وصوتهم العذب وفرحتهم وهم يشاهدون قطع الحلوى تنهمر في أكياسهم , آلمني جدا رؤية أطفال العراق وهم يقعدون وينامون على أصوات التفجيرات ولعلعة الرصاص,  وقد انتزعت منهم وبقسوة أحلام الطفولة , وشوه صدام وحكمه الأسود وحروبه وحصار العالم حياتهم وحياة عوائلهم !!

أي مفارقة هذه , فشعبنا في العراق لا يحتاج إلى التنكر وتقمص الخوف والرعب, إنه يعيشهما كل يوم وكل ساعة , في البيت والحارة والشارع ..إنه هالاويين حقيقي في العراق, فصدام وشراذمه يتجولون بسلاحهم بحرية في الشوارع والأحياء , يهددون ويتوعدون ويخربون ويتظاهرون أمام صور دراكيولا , وحلفائهم الإسلاميون يفخخون السيارات ويفجروها بوجه العراقيين , لا فرق إن كانوا رجالا أو نساء أو أطفالا.. كلهم (جبناء) على حد تعبير المجرم الإرهابي اليمني- السوري  المقبوض عليه!! يا ترى أين الشعب العراقي وقواه الوطنية ومجلس حكمه , ماذا ينتظرون ؟ متى سيأتي ردهم الحاسم ويعيدوا الطمأنينة والأمان للعراق وشعبه ؟ ومتى سيبرهن شعبنا وقواه الوطنية ومجلس الحكم ووزاراته , أنهم عازمون فعلا , لا قولا فقط , على اجتثاث حزب البعث وتخليص شعبنا ووطننا من جرائمه وأدرانه؟

أما قوات التحالف (الاحتلال) فإنها منهمكة في توفير الأمن لقواتها وشركاتها الكبرى , وهي مع كل حشودها وتكنولوجيتها العسكرية المتطورة, نجدها في  وضع سيئ لا تحسد عليه, جراء تصاعد العمليات العسكرية ضد قواتها كما ونوعا .. فحال العراق اليوم , ورغم هذه الفسحة الكبيرة من ما يسمى بالحرية , يكاد أن يشبّه بحلبة كبيرة للملاكمة , لا قوانين وحكام فيها ولا دستور , والسيد بريمر ومعه مجلس الحكم ومنتسبيه يتفرجون على اللكم واللطم والقتل والتفجير , لكنهم والحق يقال, وبعد انتهاء النزالات الدموية, يتوعدون المجرمين الذين عاثوا بالأرض فسادا ليقدموهم إلى محاكم, لا وجود لها,  للاقتصاص منهم!! 

وبعد مرور أكثر من ستة أشهر على سقوط النظام , وفي ظل هذه الأوضاع الأمنية والحياتية المزرية التي يعيشها أبناء شعبنا , أصبحت سمعة ومستقبل مجلس الحكم تحت المحك , كما يقولون , فقد آن الأوان لكي يشن حملته التي طال انتظارها لاجتثاث جذور الجريمة والبربرية من عراقنا , وإعادة الفرحة والابتسامة إلى وجوه العراقيين كبارا وصغارا , نساء ورجالا.. وما دمنا عرفنا المجرم الحقيقي وأساليبه ومراميه,  فالكف عن توجيه الاتهامات .. علينا الآن إنزال القصاص العادل به.. وحتى نشاهد بأم العين النتائج المرجوة , نقول لمجلس الحكم : TRICK OR TREAT   إنكم تحت المجهر!!