الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب والسلام والمحرقة النووية القادمة !!

خليل الجنابي

2007 / 10 / 23
الارهاب, الحرب والسلام


لقد عانت الشعوب الويلات الكبيرة من جراء الحروب , وذاقت طعم الموت وهي على قيد الحياة , لذا راحت تسعى لكبح جماحها , والوقوف بكل عزم وتصميم على أن تُبعد عنها النار والمحرقة القادمة التي سوف لا تُبقي ولا تَذر !! , إنها حرب ستختلف عن كل الحروب التي واجهتها البشرية , حرب إن نشبت لا سامح الله ستحرق الأرض وما عليها من حياة , وحتى الحجر سيتحول إلى سيول بركانية , وتتحول الكرة الأرضية الجميلة إلى كوكب سيّار ليس فيه غير الإشعاعات النووية مع إنعدام كل شيء يساعد على البقاء والوجود سواء كان إنساناً أو حيواناً أو نباتاً .
لذا فإن ما وصلت إليه الدول وخاصة الدول التي تملك مخزوناً هائلاً من الأسلحة النووية ومساعيها الجادة لوأد بؤر الصراعات والتخفيف من حدة الإحتقان تبقى ناقصة وذلك نتيجة الهوس في السعي للتوازن النووي الذي دفعها لإمتلاك مثل هذه الأسلحة الفتاكة ودخلت في إتفاقيات ومعاهدات الغرض منها الحد من إنتشارها وتحريم إستعمالها .
ومنذ إستعمال الولايات المتحدة الأمريكية السلاح النووي في الحرب العالمية الثانية وتدمير هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين وحتى الوقت الحاضر تَم إستعمال 2000 تفجيراً نووياً كانت بمجملها إنفجارات تجريبية , قامت بها الدول السبع التي أعلنت إمتلاكها لأسلحة نووية وهي الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي ( روسيا حالياً ) وفرنسا والمملكة المتحدة والصين والهند وباكستان , وهناك دول تمتلك أسلحة نووية لكنها لم تُعلن عنها مثل إسرائيل وكوريا الشمالية واُكرانيا , واُتُهمت إيران مؤخراً من قِبل عدد من الحكومات بأنها إحدى الدول ذات القدرات النووية .
وفي عام 1963 بدأت اُولى المحاولات للحد من الأسلحة النووية , ووقعت 153 دولة على إتفاقية سُميت ( معاهدة الحد الجزئي من الإختبارات النووية ) وقامت الأمم المتحدة بألإشراف على هذه المعاهدة , علماً بأن الصين وفرنسا لم توقعان عليها في حينها .
وفي عام 1968 تم التوقيع على ( معاهدة الحد من إنتشار الأسلحة النووية ) ووقع
عليها 87 دولة ولكن الهند وباكستان لم توقعان رغم إمتلاكهما للأسلحة النووية ,
ووصل عدد الدول الموقعة على هذه المعاهدة عام 1995 إلى 170 دولة , ولا تزال مفتوحة للتوقيع , وإتفقت على عدم إستعمال السلاح النووي إلا إذا تعرضت إحدى الدول إلى هجوم نووي من قِبل دولة اُخرى .
وفي الحروب التقليدية التي حدثت في الماضي القريب كانت هناك أسباب وعُقد أدت إلى نشوئها , سواء كانت مُقنِعة أو غير مُقنِعة لكنها حدثت , كما جرى في الحربين العالميتين الأُولى والثانية , ولاقت الشعوب من جرائها البؤس والهوان والفقر والمرض وحدثت بشكل تدريجي وإنقسم العالم إلى محورين , وبقيت بعض الدول على الحياد لكنها لم تنجُ من فضائعها ومآسيها , لكن الذي لم يكُن بألحُسبان أن الحرب ربما تحدث نتيجة خطأ فني غير متعمد ويكون راجع الى ( أخطاء بشرية وتقنيَّة ) , وإحتمال وقوع حرب بألخطأ أو بناءً على معلومات خاطئة يفوق إحتمال وقوعها لسبب منطقي وجيه ( 48 ) مرة . ففي عام 1995 مثلاً أطلقت أمريكا بألخطأ صاروخاً نووياً من قاعدتها العسكرية في جزيرة ( أندريا النرويجية ) بإتجاه موسكو , فتهيأت روسيا لإطلاق صواريخها النووية المضادة . وفي عام 1970 إصطدمت الغواصة الأمريكية ( توتونج ) بألغواصة الروسية ( إيكو 2 ) في شمال المحيط الهادي وبداخلها ( 45 ) رأساً نووياً , وكاد الحادث يتسبب بقيام حرب نووية بسبب إعتقاد الروس بأنه كان متعمداً لكشف قدراتهم النووية .
وفي عام 1958 ظهرت على شاشات الرادار في البنتاكون صواريخ بالستية تنطلق من الإتحاد السوفيتي بإتجاه اُوربا وأمريكا , إتضح فيما بعد أنها كانت نتيجة عطل في أنظمة الإنذار المبكر !! .
أما الأخطاء الفنية الأخرى التي تحدث في المفاعلات النووية فهي كثيرة أيضاً , كما حدث في 26 / نيسان / 1986 في مفاعل ( تشرنوبل النووي ) في اُكرانيا إحدى جمهوريات الإتحاد السوفيتى سابقاً , الحادثة التي هزت العالم , واُعتبرت أسوأ كارثة بيئية في التأريخ , وفي حينها أعرب عدد من خبراء الطاقة النووية عن مخاوفهم من أن تتكرر نفس الأخطاء الفنية في مفاعلات نووية اُخرى . وحادثة ( تشرنوبل ) التي ترجع إلى أخطاء بشرية وتقنيَّة معاً أدت ألى نشوب حريق في المفاعل وإنطلاق المواد المشعة إلى الهواء الجوي , وتكونت في الأيام الأولى من الحادثة سُحباً من الملوثات الإشعاعية فوق المنطقة بلغ إرتفاعها عن سطح الأرض حوالي كيلومترين .
إن الأخطاء واردة سواء كانت بشرية أو تقنيَّة , وعليه فإن مصير البشرية متوقف على أي منها . ومهما يكن هناك من إحتراز وعلى مستوى عالى تحدث الأخطاء وعن غير قصد , كما حدث في الأيام الأخيرة حين تم نقل صواريخ نووية بين قاعدتين جويتين بالولايات المتحدة الأمريكية , حيث تم بطريق الخطأ تحميل قاذفة أمريكية ( بي 52 ) بستة صواريخ كروز مزودة برؤوس نووية مُعَدة للإطلاق في قاعدة مينوت الجوية بولاية ( نورث كارولاينا ) , وظلت الصواريخ النووية محملة على جناح الطائرة طوال الليل وأقلعت الطائرة في اليوم التالي إلى قاعدة باركسدالي في ولاية لويزيانا حيث تم إكتشاف الخطأ , ووصِف ذلك بأنه أسوأ إنتهاك لقواعد التعامل مع الأسلحة النووية خلال عقود .
ولو علمنا أن الإحصائيات التقديرية عن الترسانة النووية لدى الدول التي تمتلكها لعرفنا مدى الخطورة والبركان الذي يقف عليه العالم , وهذه بعض الإحصائيات عن إمتلاك الأسلحة النووية :
روسيا لديها 16 ألف رأس نووي
أمريكا لديها 10300 رأس نووي
الصين لديها 410 راس نووي
فرنسا لديها 350 رأس نووي
إنكلترا لديها 200 رأس نووي
إسرائيل لديها 170 رأس نووي
الهند لديها بين 75 – 110 رأس نووي
باكستان لديها بين 50 – 110 رأس نووي
كوريا الشمالية تملك 6 رؤوس نووية إنشطارية تعادل قنبلة هيروشيما .
إن مسألة التوازن النووي لا يحمي الدول النووية نفسها من إحتمالات الأخطاء البشرية والتقنيَّة التي تقع داخل أراضيها , كما حدث في مفاعل تشرنوبل داخل الإتحاد السوفيتي ( سابقاً ) , أو تحليق القاذفة النووية الأمريكية فوق 13 مدينة أمريكية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الغوطة السورية .. قصة بحث عن العدالة لم تنته بعد ! • فرانس 2


.. ترشح 14 شخصية للانتخابات الرئاسية المرتقبة في إيران نهاية ال




.. الكويت.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصب


.. حماس ترحب بمقترح بايدن لإنهاء الحرب.. وحكومة نتنياهو تشترط|




.. الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.. مزيد من التصعيد أو اتفاق دبلو