الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن المصريين المحكوم عليهم بالاعدام في ليبيا

اسعد عبد اللطيف هيكل

2007 / 10 / 23
الغاء عقوبة الاعدام


المصريين المحكوم عليهم بالإعدام في ليبيا شباب مصري فقير لفظته بلاده من أرضها مرغما إلي السعي عن الرزق في ارض الجيران علي أمل العودة حاملا لقمة عيش له و لأهله أو آتيا بمهر العروس و تكاليف إقامتها و زفافها ... إفادتنا الأنباء عن صدور أحكام بإعدامهم واجبة النفاذ فورا ناعتة الخبر باتهامهم في قضايا قتل ليتوقف منا من توقف أمام النصف الثاني من العبارة ليتمتم بقوله يستهلوا ده جزاء كل قاتل .. بينما توقف منا آخرين امام النصف الاول من العبارة فتسأل قائلا و هل توافرت لهم ضمانات عادله من إجراءات ضبط صحيحه و تحقيق عادل و محاكمه راعت حقوق دفاعهم ؟ .

في لجنة الحريات بنقابة المحامين عملنا في هذا الملف لأكثر من ثلاث أشهر متصله باحثين عن الحقيقه في هذا الشأن التقينا خلالها بأسر و أهالي الشباب المصري المحكوم عليهم بالإعدام فوجدنا معظمها اسر تهيم في ظلمات الفقر أفادوا بهجرة أبنائهم لأسباب شتي تنتهي كلها إلي العوز و الحاجه و قالوا إن ذويهم كانت تتراوح أعمارهم وقت سفرهم ما بين الثامنة عشر و الثلاثين و حصلنا علي معلومات من وزارة الخارجيه أفسحت الرؤيه امامنا قليلا عن كنهة تلك القضايا .

انتهت اعمالنا الي التوصيه بوجوب الانتقال الي دولة ليبيا للالتقاء بهؤلاء المحكوم عليهم بالإعدام داخل محبسهم للاستماع إليهم و اخذ استيضاحات منهم حول ظروف القبض عليهم و مراحل محاكمتهم و كذا الاطلاع علي ملفات القضايا و الوقوف علي صحة إجراءات الضبط و التحقيق و المحاكمه التي اتبعت بشأنهم وعقد لقاءات مع المسؤليين القضائيين الليبيين و نشطاء حقوق الإنسان و المنظمات الاهليه الحقوقيه في ليبيا و في الاخير عقد لقاءات مصالحه مع اولياء دم المجني عليهم .

و بكل آسف اقول اننا توجهنا الي اكثر من جهه رسميه و غير رسميه في بلادنا لدعم مهمة و اعمال اللجنه عند سفرها إلي دولة ليبيا الا انه خابت كل محاولاتنا و بدلا من ان نلقي تعاونا وضعت العقبات في طريقنا خاطبنا السيد/ سامح عاشور نقيب المحامين توفير دعم مالي نظير تكاليف اقامة و سفر وفد اللجنه الي ليبيا الا انه رفض واصفا المحكوم عليهم جميعا بالقتله و المجرمين اتجهنا الي وزير الخارجيه السيد/ احمد ابو الغيط و الحق اقول ان الخارجيه وعدت بتنسيق و تسهيل مهمه اللجنه في ليبيا و امدتنا بمعلومات جيده الا ان سيادته اعتذر بدوره عن تحمل وزارة الخارجيه أي دعما ماليا للجنه بحجه عدم سماح ميزانية الوزاره بهذا البند فتوجها مره ثالثه الي السيد / احمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب برسالتين حملهما اليه عضوا مجلس الشعب محمد العمده عن دائرة كوم امبو و طلعت مطاوع عن دائره بلقاس الا اننا و منذ شهرين الي الان لم نتلقي ثمة اجابه او رد و بكل اسف شكلت تلك الحاله عقبه رئيسيه حالت دون سفر وفد اللجنه الي دولة ليبيا و افشلت تمام مهمتها علي الرغم مما بذلناه من جهود مضنيه علي مدار الثلاث اشهر الماضيه .

هذا هو الحال اذن شباب مصري فقير سافر باحثا عن لقمة عيشه انتهي به المطاف الي غياهب السجون منتظرا تنفيذ حكم الاعدام و اسر و اهالي من البؤساء في مصر لا تقوي و لا تستطيع ايجاد مجرد تكاليف السفر الي ليبيا للقاء ابنائها و الاطمئنان عليهم او توكيل محاميا للدفاع عنهم و لجنه تشكلت في نقابة المحامين من متطوعين عملت و اجتهدت فتحطمت جهودها و اعمالها علي سخرة الإمكانيات و البيروقراطيه و اني لأحمل كل مسئول في مصر كان بيده قرار استطلاع الامر و استجلاء الحقيقه التي نبحث عنها و التي تقنعنا نحن المصريين بالاحكام الصادره في ليبيا بالاعدام بحق هذا الشباب .
فتري كيف يكون الحال حين نعرض جميعا علي المولي سبحانه يوم الحساب فنسأل عن ارواح و دماء اناس قد يكونوا ابرياء كان بأيدينا انقاذهم !؟ .. أنحتج عند ربنا بحجتنا الحاليه التي يتشدق بها البعض و نقول انه نما الي علمنا من الجرائد و المجلات انهم قتلي و مجرمين !! .. اذن كيف يكون حالنا اذا ما شهد شاهد علينا امام المولي في هذا المشهد العظيم و قال ان فلان ابن فلان بريء و ان فلان ابن فلان الثاني بريء و ان فلان ابن فلان الثالث بريء الي يكمل الشاهد اسماء عدد ما من الأبرياء !! ؟؟ .

و هذا مثال واحد لاحد المحكوم عليهم بالإعدام نسوقه هنا بموضوعيه لنضرب به مثلا كما قال الله و اضرب لهم الامثال .. انه الشاب / حامد عيد .. الصادر بحقه حكما نهائيا واجب النفاذ بالإعدام و الذي احصاه الإعلام ضمن باقي الأسماء مردفا انه و الآخرين ارتكبوا جرائم قتل .. و في المقابل يقول ابيه الحاج عيد عن نجله الوحيد حامد .. إننا أسرة فقيرة جدا ليس لها مصدر دخل أو مورد ثابت ولكن حالة الركود في مجال المباني والمعمار والحالة الاقتصادية الصعبة جعلته يفكر في وسيلة أفضل للحصول علي المال وتحقيق طموحاته فكان قراره بالسفر إلي ليبيا هربا من شبح البطالة وعصر الظلمات التي تعيشها القرية بسبب تدني المرافق والخدمات من مياه شرب نقية والصرف الصحي كما يعيش معظم الأهالي تحت خط الفقر ويعمل شبابها وكبارها عمال تراحيل او في مجال المعمار فكان سفر حامد هو طوق النجاة له ولعشرات من شباب قريته إلي ليبيا بحثا عن حياة جديدة أخري انه لم يرتكب جريمة القتل وان بعض الليبيين ارتكبوا الجريمة و هربوا و ان نجله أبلغه انه كان خارج مزرعة الدواجن وقت وقوع الحادث واثناء العودة اكتشف مصرع زميله و ابن قرية البريني و عقب الحادث ألقي القبض علي ابني حامد واقتادوه الي سجن جندوبة لحين محاكمته ثم نقلوه الي سجن الزاوية بطرابلس وقدم نجلي التماسات عديدة لمنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني لإعادة التحقيق في القضية لإنقاذه من حبل المشنقة ولا أستطيع أن أفعل شيئا لأن إمكانياتي محدودة، ونجلي يحتاج إلي معجزة أو محام للدفاع عنه أو تدخل من السلطات المصرية للتفاوض مع ليبيا بشأنه .

هذه حكايه من بين ثلاثة و عشرين حكايه تري اباقي الحكايات مثلها !؟ .. هذا ما سنسأل عنه جميعا يوم القيامه .

اسعد عبد اللطيف هيكل
عضو لجنة الحريات
نقابة محامين مصر
22/10/2007









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سفير إسرائيل بالأمم المتحدة: قرار واشنطن وقف بعض شحنات الأسل


.. بعد إعلان إسرائيل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم.. الأمم المتحد




.. كاميرا العربية ترصد أوضاع النازحين في مخيم المواصي


.. مستوطنون يعتدون على مقر وكالة الأونروا في حي الشيخ جراح بالق




.. بعد فض اعتصامهم.. طلاب من جامعة السوربون يتظاهرون أمام مقر ب