الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نوبل السلام لمن لم يسلم منه الناس

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2007 / 10 / 23
الارهاب, الحرب والسلام


تقدم جائزة نوبل للسلام سنويا منذ عام 1901 بعد أن أطلقها رجل الصناعة والمخترع السويدي ألفريد نوبل. واتسع في العقود الأخيرة مفهوم السلام ليشمل حقوق الإنسان و أعمالا خيرية، وأصبحت تمنح منذ أعوام عديدة من الجوائز معتمدة الكثير من مظاهر حقوق الإنسان، فقد توصلت اللجنة إلى قناعة أنه في نهاية المطاف لن يكون هناك سلام من دون ديمقراطية وحقوق إنسان.
وتبلغ قيمة الجائزة 1,29 مليون دولار، وتقدم في مراسم في العاصمة النرويجية أوسلو في ديسمبر/كانون الأول في حين تقدم جوائز الفيزياء والطب والكيمياء والأدب في العاصمة السويدية ستوكهولم. وأذكر القيمة المادية للجائزة مقارنة مع قيمتها الأخلاقية الآخذة بالتدني مع وتيرة تفسخ البرجوازية وانحدارها المخزي، وانتهائها كقوة صاعدة تقوم بتحقيق أي مكسب للبشرية.
وقد فاز آل جور واللجنة الدولية المعنية بالتغير المناخي التابعة للأمم المتحدة مناصفة بجائزة نوبل للسلام عن عام 2007. وامتدحت لجنة نوبل في قرارها "جهودهما لتعزيز ونشر الوعي بالتغير المناخي الذي يتحمل الإنسان المسؤولية عنه."
وهناك حقائق عن هذه الجائزة تثير الصدمة للإنسان، و شكوك كبيرة في نزاهتها، ومن هذه الحقائق ومن بين المرشحين السابقين لنيل الجائزة الزعيم الالماني أدولف هتلر والزعيم السوفيتي جوزيف ستالين. وحين يكون هتلر مرشحا لهذه الجائزة ، فلن يكون من عجب أن ينالها آل جور ، وبالتأكيد ثمة من حظي بجائزة نوبل للسلام من دون أن يستحقها. وهناك الكثير ممن أغفلوا وهم يستحقونها، بينما نالها البعض ولم يكونوا يستحقونها. وقد اقترفت لجنة نوبل للسلام عدة أخطاء، وأخطرها كان إغفال المهاتما غاندي لأنه كان المتحدث الرسمي الرئيس باسم اللاعنف في القرن العشرين.
جائزة نوبل للسلام لعام 2007 ، وخصوصا الجزء الممنوح لآل جور كان اختيارا انتهازيا شعبويا ينتقص من القيمة الأخلاقية للجائزة ، و تسيء إلى ذكرى الفرد نوبل، بل تخون وصيته. وقد كتب الفرد نوبل في وصيته أن جائزة السلام تمنح " للشخص الذي حقق انجازا كبيرا ، أو أدى عملا مهما لبناء صلات أخوية بين الأمم، و نجح في تحقيق سلام ، أو شجع على عقد مؤتمرات السلام ورعايتها... ".

وبدون التقليل من أهمية التغيرات المناخية و العمل الذي قامت به هيئة التغيرات المناخية وآل جور جي ار في هذا الميدان، فأن الطرفين المتسلمين للجائزة لا تنطبق عليهما مبادئ نوبل لاستلامها، لا وفقا لظروف عالمنا المعاصر ، بل حتى وفق شروط و ظروف عام 1895 حين صاغ نوبل رؤيته..
من الطبيعي أن للسلام مفاهيم و تعاريف واسعة ، كما أسلفت أعلاه، لكن أعمال المرشحين لم تحقق تطلعات محبي السلام والاستقرار لكي يستحقوا نيل الجائزة هذا العام. وإن ما أنجزه أفراد أو منظمات غير حكومية ، ضحوا بحياتهم في مواجهة في ميادين المعارك في سبيل وضع حد لها ، و لأجل وضع حد للسباق النووي ، والحروب و تخفيض حالات العنف، والعمل لإقامة السلم و التسامح و التعايش السلمي، وهذه الأعمال هي المواضيع الأساسية لجائزة نوبل للسلام ، و تفوق بكثير ما أنجزه مرشحو هذا العام للجائزة.
وقد اعتادت الجهات و الشخصيات الحكومية أو المرتبطة بالحكومات نيل جائزة السلام، أكثر من جهات و أفراد يعملون في منظمات غير حكومية وغير نفعية، وكأن الحكومات أصبحت حريصة على السلام أكثر من الشعوب.

و لم نسمع ولم نر َ أن يكون آل جور حين كان نائب رئيس الجمهورية عهد حكم بيل كلينتون 1993 حتى 2001 رجل سلام ، و محققا لصلات أخوية بين الشعوب. كما كان لإدارة كلينتون – جور برنامج معجل ينفذ بجميع الوسائل المتاحة لبناء محطات عسكرية و إقامة أحلاف حوالي روسيا ، مناقضين بذلك بمبادئ النظام العالمي الجديد الذي أعلنه بوش الأب بعد انهيار الإتحاد السوفييتي.

و بخلاف القانون الدولي و بدون انتداب من مجلس الأمن ، قامت أمريكا في عهد كلينتون جور بقصف صربيا و كوسوفا بالقنابل بناء على فهم خاطئ لأوضاع يوغسلافيا السابقة وبذريعة حماية أهالي البوسنا من التطهير العرقي ما خلق حالة مأساوية في كوسوفا وعموم يوغسلافيا السابقة . كما قامت المقاتلات الأمريكية بقصف المدنيين في أفغانستان و العراق و السودان حيث قصفت الطائرات الأمريكية مصنع أدوية.

حري بالجائزة أن ترتبط بالبيئة إن قُدمت إلى أناس كافحوا بوجه الأضرار التي تلحقها القوات المسلحة بالبيئة ، أو التأثيرات المدمرة للتصنيع العسكري على البيئة الكونية و المناخ ،و التلوث بسبب العمليات المسلحة والعسكرية ، وآلاف القواعد ومراكز التدريب المدمرة للطبيعة، الأسلحة البيئية ، وعسكرة الفضاء والمحيطات، وبالطبع ، الأسلحة الذرية و النووية التي إن استخدمت ، ستخلق حرارة أزيد من الانحباس الحراري الكوني.

اللجنة النرويجية لنوبل تتكون من أعضاء لهم باع ليس بطويل ، إن لم يكونا بدون باع ، في نظرية السلام و ممارسته، لكن هذا اعتباره عذرا للسخرية بالسلام و بالجائزة نفسها.
القيمة الأخلاقية لجائزة نوبل للسلام، رغم ارتفاع قيمتها المادية ، قد تدنى اليوم كثيرا _ إضافة إلى العار الذي لحق بها حين لم تمنح إلى غاندي ، لكنها منحت إلى أناس مثل كيسنجر المتهم بارتكاب جرائم بحق الإنسانية في فيتنام وكمبوديا ، ونيكسون ، وأمثالهم.
وهل ستتكرر حادثة عام 1973 مع آل جور حين ألقى محتجون كرات من الثلج على السفير الأمريكي إلى أوسلو عندما حضر لتسلم الجائزة نيابة عن وزير الخارجية هنري كيسنجر في عام 1973 للعبه دور الوسيط في اتفاقية سلام فاشلة لإنهاء الحرب في فيتنام.؟؟؟

2007-10-22









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسين وفريدة.. قصة حب وتفاصيل مضحكة بسبب فروق عادات الجزائر و


.. التصق جلده بعظمه.. والدة طفل يعاني من الجوع في غزة: أفقد ابن




.. إسرائيل وإيران.. حلقات التوتر


.. تقارير: إسرائيل ستبقي جيشها في قطاع غزة لأشهر حتى العثور على




.. احتدام المعارك في ولاية -سنار- بين الجيش السوداني و-قوات الد