الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحاولات الأميركية لإضعاف دول الجوار العراقي

محمد سيد رصاص

2007 / 10 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


أدى الغزو السوفياتي لأفغانستان في عام 1979إلى ازدياد وزن باكستان في الإستراتيجية الأميركية المواجهة لموسكو،فيما قاد الاحتلال الأميركي لبلاد الأفغان إلى تناقص أهمية اسلام آباد عند واشنطن.
يبدو أن ماحصل من تداعيات عقب ذلك الاحتلال في رؤية واشنطن الاقليمية للدور الباكستاني ينطبق أيضاً على دول الجوار العراقي بعد سقوط بغداد بيد الأميركان،سواء في رؤية الإدارة الأميركية للمنطقة بعد أن أتت قواتها إلى قلب اقليم الشرق الأوسط ،أومن خلال صورة تلك الدول المجاورة لبلاد الرافدين عند واشنطن من حيث تعاونها مع الأميركان،أوممانعتها،أوعرقلتها لوجودهم في العراق.
كانت السعودية أول من دفع فاتورة ذلك،وخاصة عندما كان الغزو الأميركي للعراق متداخلاً ومتشابكاً مع حدث 11أيلول الذي كان أغلب منفذيه من أبناء المملكة،حيث رُبط(الإرهاب)في الرؤية الأميركية الجديدة للمنطقة ليس فقط مع(الديكتاتورية) وإنما أيضاً مع(التشدد الاسلامي)،الذي كان واضحاً منذ ذاك أن الأصابع الأميركية تشير من خلاله إلى (الوهابية)،وليس فقط للطبعات الاسلامية الأخرى،التي كان أحدها(الأصولية).وعملياً،فإن الرؤية السعودية للعراق قد تم تجاهلها من قبل واشنطن أثناء غزو 2003،بخلاف ماحصل في حرب الكويت عام1991عندما امتنع الأميركان عن الإتيان بتركيبة جديدة حاكمة لبغداد،كان يمكن أن تكون غير مرضية عند العواصم الثلاث العربية التي وقفت ضد صدام حسين آنذاك،أي الرياض والقاهرة ودمشق،وهو ماتم عكسه في عام2003.
وبالفعل ،فإن الرياض لم تستعد دورها عند الأميركان إلاعندما بدأت نذر المواجهة الأميركية-الإيرانية في صيف عام2005،لما اتجهت واشنطن إلى محاولة تحجيم دور طهران الإقليمي(الذي كبر كثيراً بعد سقوط صدام حسين)ولما اتجهت إلى محاولة تقليص واضعاف النفوذ الايراني في عراق(مابعد9نيسان2003)،وهو ماجعل الرؤية الأميركية ل"العراق الجديد"تقترب خلال السنتين الماضيتين من الرؤية السعودية،ولوأن آليات تحقق ذلك لم تتوضح سككها بعد،فيما لوحظت منذ ذلك الحين الرعاية الأميركية المتجددة لدور الرياض الاقليمي في مواضيع(التسوية)و(لبنان)و(دارفور)و(باكستان).
في هذا الصدد،كانت دمشق من أول المتضررين من تداعيات الاحتلال الأميركي للعراق،لما دفعت فاتورة سياستها المتناقضة مع أجندات الأميركي الغازي والمحتل،حيث كانت المواجهة الأميركية مع سوريا في لبنان،منذ(القرار1559)-2أيلول2004-،حصيلة لتناقض سياساتهما في بلاد الرافدين،إضافة- وهذا هو الأساس- إلى كون رؤية واشنطن للمنطقة،في مرحلة مابعد سقوط بغداد بيديها،قد انزاحت وتبدلت عن المرحلتين،أي1976و1990،اللتان أعطت فيهما واشنطن تفويضاً لسوريا في لبنان.
هنا،لم تكن تركيا،العضو في حلف الأطلسي والحليف الإستراتيجي لواشنطن في بلقان وقفقاس وآسيا الوسطى مابعد مرحلة سقوط السوفييت،بمنجى عن تأثيرات ذلك.وإذا كان البعض يعزو ذلك إلى رفض البرلمان التركي فتح جبهة شمالية أمام واشنطن قبيل أسابيع من غزو العراق،فإن هذا لم يكن أكثر من عامل اجرائي مساعد لسياسة واشنطن العامة التي اتجهت إلى استخدام (العامل الكردي)وتقويته في"العراق الجديد"،حيث لم تكن واشنطن غافلة،في هذا الصدد،عن ماسيجره ذلك من استعادة لقوة حزب العمال الكردستاني،الذي توطنت قيادته العسكرية والسياسية واللوجستية في شمال العراق تحت رعاية حلفاء واشنطن العراقيين الأكراد،فيما رأينا كيف انحازت واشنطن إلى الرؤية الكردية،ضد تلك التركية،في موضوعي(كركوك)و(الفيدرالية) منذ دستور عام2005.
أدى ذلك كله إلى جعل الحضور الأميركي في العراق عاملاً زلزالياً في بنية المنطقة الجغرا-سياسية،وهو ماانعكس في تولد صراعات كانت ميادينها البؤر المتفجرة بإقليم الشرق الأوسط،مثل العراق ولبنان وفلسطين،وفي البؤرة الجديدة التي يبدو أنها ستنفجر في شمال العراق بين الأكراد والأتراك:لم يقتصر هذا على صراعات بين(الدولي)-=واشنطن-و(الإقليمي)-=طهران ودمشق-في تلك البؤر المنفجرة،وإنما امتد ذلك إلى انقسام المنطقة بين هذين المحورين،ماأدى إلى نشوب صراعات اقليمية-اقليمية ولو بشكل غير مباشر،كما يحدث بشكل"ما"في لبنان بين الرياض ودمشق،أومايمكن أن يحصل من نذر مجابهة بين حلفاء واشنطن من أكراد العراق وبين أنقرة،وربما أيضاً الأحزاب الكردية الإيرانية المسلحة،المدعومة من حزب العمال الكردستاني وحكومة اقليم شمال العراق،مع طهران،وهو مابانت مؤشرات عليه مؤخراً عبر قصف المدفعية الايرانية للقرى الكردية العراقية المحاذية للحدود التي تؤوي مسلحي تلك الأحزاب،وماأعقب ذلك من اغلاق دام أسابيع للحدود من قبل الايرانيين.
إلى أين سيقود كل ذلك؟.............
==============================================








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة