الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلاء كل يوم

اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)

2007 / 10 / 24
كتابات ساخرة


في كل يوم نتعا يش مع المعاناة والآلام نفسها ، بل التي تتكاثر وتتسع لتشمل المزيد من احلامنا ، بينما يقابل ذلك اتساع رفاهية الكروش المنتفخة وازدياد شرهم وطيشهم واستهتارهم بآلامنا .
وكل يوم ، نسمع اصوات الانفجارات ونرى لُهب براكينها تلتهم مساحات من الاثير في لحظات ، اشبه بغول حالك السواد ، لايتحرك بل يظل جاثماً على اجساد ضحاياه مثلما يشوه براءة الامكنة التي يغزوها .
كل يوم ، ينتظر الواحد منا الموت بمفخخة او رصاصة طائشة او مقصودة او نوبة قلبية من جراء المواجهات التي تُفاجئُنا في الشوارع احياناً ، او حزناً على آخرين ذهبت حياتهم سدى .
كل يوم نعاود الهواجس والمخاوف نفسها ، من ان نتعرض لأختطاف او تُلقى اجسادنا في الطرق بلا رؤوس ، والعياذ بالله .
كل يوم نعيش هذا الصراع مع الموت والخوف ، ونتملق البقاء احياناً .
كل يوم نعا ني ضيق ذات اليد ، ونتعايش مع ازمة الغلاء وشحة الكهرباء وضعف الخدمات العامة .
كل يوم نستمر في تحدي المجهول والظروف غير الآمنة ، ونحن نقصد اعمالنا وغاياتنا .
كل يوم ، نشاهد اصحاب الكروش المتهدلة يبتسمون من على شاشات الفضائيات ( مبجلِين الخير الامريكي ) الذي عمَّ جميع العراقيين ، ونقلهم من حال الى ما هو( افضل ) !! (مدعين) ان كل شيء بخير ، والمواطن بمائة خير ، والوطن بألف خير ، والامور المعاشية وغير المعاشية كلها سالكة والحمد ُ لله !!!
كل يوم علينا ان نسأل الله تعالى ان يقينا شر العصابات البشرية وغير البشرية ، وان يُنزِل سبحانه اشد العذاب بالكلاب المسعورة التي كلما التهمت من خير العراق واشبعت بطونها زادت نباحاً : (هل من مزيد )؟!
كل يوم ، يحصل عندنا هذا البلاء من غير ان يخشى البعض الله تعالى ، فيتمادى في انحرافاته واخطائه وايذ ائه الغير بلا رحمة .. يوغل في السرقة والنصب والرياء والنفاق والتملق والدس والفساد والافساد في كل المجالات ويتلذذ بكسر الظهور ..
كل يوم لنا موعد مع البلاء ، من غير ان ( يكسر ) هذا البلاء ( عيون الوقحين ) ، او يجعلهم يفكرون بتصحيح مساراتهم وسلوكياتهم ..
كل يوم يحصل عندنا كل هذا ، على مرأى باعة الوطن والقيم العراقية الاصيلة الذين يعيشون ، الآن، نشوة الترف والثراء غير المشروع ، بعد ان اعمى الجشع والحقد ابصارهم ، وانزلقوا مع المنزلقين ، ونهبوا وينهبون خيرات البلد ..
فليتنعموا اليوم بخيرات البلد المباح ، ولتزداد سلطتهم اتساعاً ، وليضحكو ا ملء اشداقهم ، لكن عليهم الاّ ينسوا انهم دخلوا التاريخ من اقبح ابوابه ، وانه سيظل يلعنهم الى الابد ، وان الله لهم بالمرصاد لما فعلوه بالعراق والعراقيين تحت شعارات مزوقة زائفة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضحية جديدة لحرب التجويع في غزة.. استشهاد الطفل -عزام الشاعر-


.. الناقد الفني أسامة ألفا: العلاقات بين النجوم والمشاهير قد تف




.. الناقد الفني أسامة ألفا يفسر وجود الشائعات حول علاقة بيلنغها


.. الناقد الفني أسامة ألفا: السوشيال ميديا أظهرت نوع جديد من ال




.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي