الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعترافاتٌ خطيرة

رائد شيخ فرمان

2007 / 10 / 26
الادب والفن


بعناك يا وطنَ الجدودِ
وصرنا نسكنُ أرضكَ
بالإيجارْ
بعناكَ وبعنا
المهدَ والوسادة
وأغضْنا الطرفَ
عن الأطفالِ النائمينَ
على الأحجارْ
أغضنا الطرفَ
عن أهلنا المشردينَ
في دولِ الجوارْ
بعناكَ وأختلفنا
على الطريقة
فمن باعكَ بالهجرة
ومن باعك بالفكرة
ومن باعك بالإنتحارْ
فمن يا ترى يلتفت اليكْ
ليمسح الدمع
من على خديكْ
إن كان سومر
أغتيل في دارهِ
وأكد ُ إالتجأ
الى خيمةِ عشتارْ.
من تراه يواسيكَ
إن كانت سمومُ الإرهابِ
أنعشت أعشاش الأفاعي
وأدمت قيودُهُ
معاصم الأحرارْ
من يبكيكَ
إن كنتَ على ثلة من القوم (بضم الثاء وتشديد اللام)
قصرا وحصراًً
و مشروعَ احتكار
كلٌ باعكَ بحسب حاجته
حتى بتّ يا عراقُ
بلا اعتبار
وباتت مدينة الرشيدِ
فيكَ مناحة ً
تبكيها حدائق بابلَ
وتنتحبُ عليها الأهوار.....
.............................
بعناكَ بكل المعايير
أقولها بكل إختصار
أقولها وألمي يقتلع
قلبيَ مني
كما يقتلعُ الاشجارَ
من جذورها الإعصارْ
أقولها
فالموجُ الهائجُ قادمٌ
ولا يهمني
إن غرقت في البحر مراكبي
أن يسلم البحارْ

أقولُ بعناك يا وطني
ولا يهمني
إن أُقتيدت
الى الشعبة الخامسةِ
اعترافاتي
وأُسند الحكمُ في كُفرها
الى رحمة الإنتظارْ
فأنا أنتمي الى شعبٍ
لطاما ردد :
ليس الأمرُ أمري
حتى أمسى شعباَ
بلا خيارْ !
أنتمي الى شعبٍ
طالما أهملَ
أوجاع رأسهِ
حتى أصبحت علّته الأولى
في الإدرار.......
فيا شعباً مزقته السياسة ُ
وأنحله الإقتصاد
متى تخطوا خُطاكَ
في تقرير المصيرِ
واتخاذِ القرارْ
فالربابة التي
كنتَ تعزف عليها
تقطعت منها الأوتارْ
والموالُ الذي
كنتَ دوماً تشدوهُ
قد ملّ على لسانكَ
حتى احتارْ
فأعلم أن شعر الحاضرِ
ليس يُغنى
إلا على إيقاع الروكْ
مع آلة الكيتارْ......
....................
بعناك..
بعنا النخلَ
والخيلَ والدارْ
وما تبقى منكَ
إلا لوحة ذكرياتٍ
معلّقةٍ بترخيصٍ
من المالكِ
على الجدارْ
بعناك وما رقرق
الدمع في مآقينا
إلا حين أقام العم توم
بين خيماتنا الأسوار
فأدركنا بأننا صرنا
كالمستجير من الرمضاءِ بالنارْ
وأعترفنا أن الشر كان فينا
حينَ ارتجينا الخير من الاشرار

فيا وطنُ.. هلا سامحتنا
إن جئناك نقدّم الإعتذارْ
وهلا سامحتنا في أبناءك
إن وضعنا على ضرائحهم
أكاليلَ الغـــــــــــارْ
وفي أشجارك التي قطّعناها
بالسيف والسكين والمنشارْ
وفي تاريخك المشرفِ الذي
أضفنا الى أوراقه الساطعة
سطوراً من العار.......
سامحنا أن كنا أذلنا ناصياتكْ
وتساهلنا في الذود عن حامياتك
حتى تصدرت مآسيك
نشرات الاخبار
بعناك لا تسألنا لماذا
كان لنا في بيعكَ
مئاتَ الأعذارْ...
.....................
بعناك وأختلفنا
فجئنا نتصالح
وعلى الطاولة الأمركية
ابتدأ الحوار
نفسِ الطاولة التي
خسرناك عليها
ــ يا وطني ــ بالقمار
وشربنا نخب الخسارةِ
ليس بالكوؤس الشفافةِ
إنما شربناه بالجرار
بعناك لا تسألنا لماذا
كان لنا في بيعكَ
مئاتَ الأعذارْ...!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا