الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركات تحرر أم منظمات إرهابية!

عباس النوري

2007 / 10 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


من الصعب الجزم بأن التنظيمات التي تقوم بأعمال قتل أو قد تسمى أحياناً بعمليات عســكرية. التعبير يختلف نسبة للطرف وموقفه من تلك المنظمة أو هذه…حركات تحررية…أم إرهابية.

مع أن الموضوع الساخن في هذه الأيام هو التحركات …الاعتداءات التركية وهم يلاحقون حركة كردية تقاتل من أجل حصول الأكراد في تركيا على حقوقهم…أو قد يكون هدفهم الأسمى تحرير كردستان تركيا على غرار ما توصل إليه الكرد في كردستان العراق.

المعلوم لدى أكثر المتطلعين أن الأكراد موزعين بين دول عديدة روسيا، إيران، تركيا، العراق وسوريا ويقارب نفوسهم عشرون مليوناً أو أكثر. نال أكراد العراق الجزء الكبير من حقوقهم بعد نضال مرير وطويل وقدموا عشرات الآلاف من الشهداء لنيل هدفهم المشروع قانونا ومنطقا وإنسانية. لكن الوضع يختلف تماما وبالعكس في الدول الأخرى. البعض يرى أن على الكرد القبول بالأمر المفروض مع أنني تجولت في أكثر تلك الدول لم أرى معالم ظاهرية تنوه بوجد الكرد..ما عدى العراق وفي بعض الدول وخصوصا تركيا لا يتكلمون لغتهم – هو طالما أنهم يسكنون ضمن تلك الدول فلابد أن ينطبق عليهم قوانين الدولة المعنية – لكن لكل شــعب حق تقرير مصيره حسب المواثيق الدولية والمتفق عليها. لكن تلك المواثيق والقوانين يمكن تفسيرها واستغلالها بالشكل والصورة التي تلائم ومصالح الدولة الكبيرة…أو بالأحرى ما يوافق مصالح الولايات المتحدة الأمريكية. فأكراد العراق حصلوا على كل أنواع الدعم المادي والسياسي لأنه كان في مصلحة الأمن القومي الأمريكي هو التحالف مع جميع أعداء النظام الديكتاتوري …وهذه حال السياسة الأمريكية تتقلب ليس كما تشتهي الرياح…لكنها تقلب الرياح السياسية لاتجاه مصالحها ومهما كلف ذلك من زهق الأرواح وصرف الأموال.

تركيا عضو في حلف الناتو… وتركيا حليفة أمريكا بكل معنى الكلمة… الكرد العراقيون حلفاء أمريكا لدرجة كبيرة…أو أنهم ينظرون أن لا حليف لهم إلا أمريكا. أيهما يفضل أمريكا نسبة لضمان مصالحها في المنطقة وتحقيق المشروع الأمريكي المستقبلي. وإذا وضعنا ضمن هذه المعادلة الحزب العمالي الكردستاني (القاطنين في تركيا) وهــو حزب يساري الفكر والجوهر…أي مناوئ للإمبريالية العالمية وعلى رئسهم أمريكا… أيكون هذا الحزب قرباناً للعلاقة الأمريكية التركية. مجرد تساؤلات؟

ولو وضعنا حركة أخرى ذات علاقة بالوضع المتأزم في العراق ( منظمة مجاهدي خلق الإيرانية). ونسأل الطرف الأمريكي … بما أنكم أعطيتم الضوء الأخضر للأتراك بملاحقة PPK في عمق الأراضي العراقي لأنهم إرهابيون…هل سوف تســـمحون لإيران في ملاحقة منظمة مجاهدي خلق… أي جواب يمكننا أن نسمع؟

العراق محتل من قبل أمريكا التي شنت الحرب من أجل تحرير العراقيين من النظام الدكتاتوري حسب تصور الكثير… ولكن غاية الولايات المتحدة الأمريكية كانت وما تزال… ضمان المصالح الاستراتيجية الأمريكية – والتقدم لخطوات تطبيق المشروع الشرق أوسطي الجديد. وقد علق على هذا الموضوع كتاب اجلاء. وبما أن القانون الدولي يحتم على المحتل حماية الشعب الذي هو تحت ضل الاحتلال- يعني أن أي اعتداء من أي طرف على العراق هو اعتدا على الولايات المتحدة الأمريكية… والأمر واضح حين سماعنا التحضير الأمريكي لضرب إيران بسبب تدخل إيران بشؤون العراق وتسليح المقاومة أو غيرهم…بينا تستخدم أمريكا كوادر منظمة مجاهدي خلق لتجسس ونقل المعلومات عن الحالة الإيرانية…وقد صرح أكثر من مسؤول أمريكي عن التدخلات الإيرانية نقلاً من مصادر المنظمة المذكورة…وهذه حالة السياسة والحرب. لو فرضنا بأن إيران قصفت مواقع ومعسكر المنظمة داخل الأراضي العراقية فما رد فعل الجيش الأمريكي الذي يحمي هذه المعسكرات.

هل تركيا تشن هجوماً عســكرياً داخل الأراضي العراقية دون أن تقاوم…كما فعلت أيام النظام الصدامي المقبور…بعد وقع الأخير معاهدة أمنية…والعجيب أن الحكومة الحالية تؤكد على تلك المعاهدات …بل كان من واجب الحكومة تمزيق كافة الاتفاقات الدولية غير المنصفة بحقوق الشعب العراقي. دخلت تركيا للأراضي العراقي لمرات وجالت وصالت دون ردع…بل كان الدعم الحكومي لها… نعم إذا اتفقت الحكومة العراقية مع الحومة التركية وألتزم بتعهدات …كان عليها أن تحاكم المنظمة التي ساندت صدام وقتلت الكثيرين من أبناء الشعب العراقي في الانتفاضة الشعبانية … وهذا جرح عميق لا ينساه الشعب العراقي. فلماذا حلالٌ لهم وحرامٌ علينا. أليس اللعبة بيد الأمريكان شئنا أم أبينا…أليست الحكومات سلمت مستقبل شعوبها بيد الولايات المتحدة الأمريكية للبقاء في السلطة لفترة أطول…أليس ما كان خطأ جسيماً بالأمــس يتكرر؟؟

فيمكن للأجهزة الأمريكية ومن معها أن تصنف أي حركة تحررية إرهابية وبعد أن تنال مصالحها…. ( والقاعدة خير دليل …مولت أمريكيا ودربت أمريكيا..وخطط لها..) قد ترشح رئيس تلك المنظمة لنيل جائزة نوبل للســـلام وهذا ما حدث مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. بين تسميته إرهابي وتسليمه الجائزة ليس أكثر من عشرة سنوات…لو أن منظمة PPK تغير أيديولوجيتها لتغير الوضع بالنسبة ليس فقط للمنظمة بل لنال الكرد في تركيا كثيرا من حقوقهم…لكن على شكل جرعات لا تؤثر في سمعت العنجلية التركية. العراق لم يرى إلا الدمار من الإمبراطوريتين العثمانية والصفوية…ومازال الشعب العراقي بكل قومياته وأطيافه يدفع الثمن باهضا…وأن للإمبراطورية (الأمة) العربية مآسي لا تقدر ولا تحصى…وموضوع جامعة الدول العربية ما هو إلا ضحكٌ على الذقون وسكوتها عن تركيا خير دليل.. وقد سئمت الشعوب من وعود وتعهدات قادتها السياسيين الذين لا يعملون إلا من أجل مصالحهم الخاصة وضمان الأمن القومي الأمريكي … متى تفيق المنظمات التحررية من غفوتها لكي لا تلقب بالإرهاب… بل وتحصل على كل أنواع الدعم المادي والسياسي المنقطع النظير لحين تحقيق مصلحة الأمن القومي الأمريكي. هذه ليست دعوة!!

أنا متأكد من أن الشعب الكردي في كل تلك الدول عارف بشؤونه ولا يحتاج لمن ينور له الطريق فأن دماء شهدائهم قد أوقد شعلة الحرية التي لا تنطفئ أبداُ. وأن مجزرة حلبجة والمجازر الأخرى ستبقى نواقيس تدق وتنرن في ضمير الإنســانية جمعاء، وأن أقدم الأتراك على مجزرة مماثلة فأن المسؤولية لم تكن بعاتق تركيا لوحدها…بل المجتمع الدولي يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية حتماً. وأنا واثق بأن تركيا لا تقدم على مثل هذا العمل الخسيس والجبان بحجة ملاحقة عناصر منظمة كردية مناهضة لتقتل الأبرياء من النساء والأطفال العزل كما تفعله القوات الأمريكية يوميا في العراق بحجة ملاحقة الخارجين عن القانون …ولا أعرف دور الحكومة المركزية العراقية في كل ذلك…أهناك دور له…أم ألعوبة بيد الأمن القومي الأمريكي؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية