الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعتذار من المدى اعتذار للديمقراطية

طارق الحارس

2007 / 10 / 25
الصحافة والاعلام


للمؤسسات الثقافية قدسية كفلها دستور العراق الجديد . هذه حقيقة يعرفها الجميع . في الوقت نفسه فأننا جميعا نعرف الاجراءات الأمنية الحكومة التي أتاحت لها خطة فرض القانون دهم أي مكان على أرض العراق في ظل الظروف الأمنية الصعبة ، لكن السؤال الذي يأتي بعد عملية الدهم ، لاسيما حين يتعلق الأمر بدهم مؤسسة اعلامية وثقافية هو :
لماذا استهدفت القوات الحكومية ، أو الأمريكية هذه المؤسسة الاعلامية والثقافية ؟
في حالة العثور على أسلحة ، أو متفجرات ، أو وثائق الغرض منها زعزعة الوضع الأمني للبلد نبارك الاجراء الحكومي على دهم أي مكان مهما كانت قدسيته .
أما في حالة عدم عثور القوات الحكومية أو الأمريكية على أسلحة أو مفخخات في المكان الذي تم دهمه فمن حق هذه الجهة مطالبة الحكومة بتقديم اعتذار رسمي .
حصل أن دهمت قوات حكومية وأخرى أمريكية مؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون وتمت خلال عملية الدهم مصادرة كتب وكراسات تخص هذه المؤسسة ، لكن بعد أيام قليلة زار وفد من الجيش العراقي مقر جريدة المدى وأعرب عن اعتذاره للجريدة عما حصل لها من دهم وتمت اعادة جميع الكتب والكراسات المصادرة .
من المؤكد أننا نحترم الاجراء الذي قام به وفد الجيش بتقديمه الاعتذار لجريدة المدى ، لكن السؤال هو :
هل يكفي هذا الاعتذار لتضميد جراح الثقافة العراقية ؟
نحن على يقين تام أن القائمين على مؤسسة المدى يقدرون هذا الاعتذار تقديرا كبيرا فقد جاء من مؤسسة عراقية مهمة وكبيرة ، لكننا نعتقد أنه كان الأجدر أن يكون الاعتذار بطريقة أخرى ، أو الأدق أن يقدم الاعتذار من الحكومة العراقية التي تجاوزت قواتها العسكرية فقرة مهمة من فقرات الدستور التي من المفروض أن تقوم هذه الحكومة وأية مؤسسة من مؤسساتها بتطبيقه ، لا التجاوز عليه .
اعتذار الحكومة الذي نطالب وتطالب به مؤسسة المدى لم يأت من فراغ ، إذ أننا تعلم أن قوة الجيش التي دهمت مبنى المؤسسة لم يحصل الا تنفيذا لتوجيهات جهات عليا وعلى هذا الأساس فان الاعتذار ، من المفروض ، أن يحصل من هذه الجهات ، مع الاحترام الكامل للاعتذار الذي تقدم به وفد الجيش العراقي .
من المؤكد أن مطالبة مؤسسة المدى للحكومة بتقديم الاعتذار لا تعني اهانة الحكومة أو التقليل من شأنها مطلقا ، بل نعتقد أنها تمنح الحكومة فرصة كبيرة لتعطي نموذجا رائعا من الحياة الديمقراطية التي ننشدها جميعا لعراقنا الجديد .
نتمنى أن تتفهم حكومتنا هذه المطالبة بروحية شفافة وأن تنظر الى القضية على أنها خطأ جسيم وقع على مؤسسة اعلامية كفل لها الدستور حق الاحترام وعليها تقديم الاعتذار الذي لن ، ولم يقلل من شأنها واحترامها ، بل سيزيدنا احتراما لها .
* مدير تحرير جريدة الفرات في استراليا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA