الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرسالة 14 من فوق الانقاض

صباح سعيد الزبيدي

2007 / 10 / 26
حقوق الانسان


صديقي الغالي .. تطرقت في رسالتك عن معاناة الشعب العراقي في ظل الديمقراطية المستوردة والفاشلة والتي استطاعت قوى الاحتلال الديمقراطي وعدد من المأجورين والخونة والمرتزقة وشذاذ الافق و تجار الدين ، فرضها بالقوة على شعبنا المظلوم حيث ادت الى الانفلات الامني وغيـاب سلطة القانون في البلاد.
فالعراق يعيش حالة شاذة في تطبيق الديمقراطية حيث "يعيش شعب باكمله قصة حزن طويلة انتهت بالكثير من ابنائه الى موت عابر او غربة ممتدة، شعب يلحظ البؤس رفيقا دائما والموت زائرا محتملا في اي لحظة".. و تلوح في افقه أزمة إنسانية عميقة فهناك انتهاكات شرسة وبوادر خطيرة للتجاوز على كل القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع وحرية المواطن وحقوقة .. فالانتهاكات المستمرة للمؤسسات الإعلامية وحرية الصحافة والصحفيين والذي يمثل ضربة لحق المجتمع كله في حرية الرأي والتعبير، وتراجع أداء المرأة في الحياة العامة، ونهب النفط وسرقة اموال الدولة والشعب والفساد ألأداري وثقب الرؤس بالدريل وازهاق الارواح والخطف والتهديد وسجون التعذيب الديمقراطية والرشاوي وتناحر ألأحزاب على الكراسي والمحاصصة الطائفية وغيرها من الظواهر السلبية والتي تطغى على الحياة اليومية ماهي الا ظواهر يصعب على المرء ان يتخيلها.
أما تجار الدين، الذين نصبوا أنفسهم ولاة أمر قيمون على العباد بغير حق، من المعممين الجهلة والمتدينين المتحجرين، الذين يفسرون الدين على هواهم، فيحللون ويحرمون كيف ومتى يشاؤون، أولئك الذين تبوأوا مقاعد الفتيا واصدار الأحكام بغير جدارة، هؤلاء كذلك، مارسوا أبشع أنواع الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان، فتارة يقتلون العراقي على الانتماء الديني، وأخرى على الانتماء المذهبي وثالثة بسبب عدم التزامه بتعاليم الدين، وهاجموا محلات الصاغة وبيع الأشرطة والأزياء والملابس، وفجروا صالونات الحلاقة وذبحوا أصحابها تحت مسميات شتى يجمعها الحقد والجهل والاستعلاء وحب السطوة والسيطرة والتحكم بنفوس وأرواح وأموال وعقول الناس، من دون أن يجدوا رادعا من سلطة أو قانون.
كذلك نجد الادارة الأمريكية بزعامة الرئيس بوش قد أخطأت في تقييم رهاناتها الفاشلة في العراق، باعتبارها جزءاً من الحرب على الارهاب وأن السياسة الأمريكية الراهنة في العراق تفتقد الى الرشد والعقلانية، حيث تستند الى حسابات ايديولوجية وأوهام سياسية ليس لها أساس على أرض الواقع.
فهناك ما يقرب من 2 مليون لاجئ عراقي فروا من البلاد، فضلاً عن 2.2 مليون لاجئ آخر شردوا داخل العراق. كما أن آلاف الأرواح من الجنود الأمريكيين قد أزهقت، ومليارات الدولارات قد أنفقت، ولا تزال، على الحرب في العراق.
وفي مقابلة مع موقع(شبيغل أونلاين) قال الصحفي الأمريكي سيمور هيرش إن الجيش الأمريكي قد يواصل عملياته العسكرية في العراق عقدين جديدين وحذر من أن عدم وجود تصورات للبيت الأبيض حول العراق سوف يؤدي علي الأرجح إلي تقسيم هذا البلد .
وذكر هيرش أن الولايات المتحدة إذا خسرت حرب العراق سوف تعاني من نتائج ذلك أكثر مما عانته من حرب فيتنام. ونصح هيرش الرئيس الأمريكي بسحب جنوده علي الفور من العراق والأفضل عند منتصف الليلة وعدم انتظار الغد.
واضاف لدينا نسبة عالية في الولايات المتحدة من أولئك الأشخاص الذين يختلقون القصص والسيناريوهات المرعبة ويثيرون الفزع في نفوس الأمريكيين من ظهور هتلر جديد. لقد حصلنا علي هتلر وأجهزنا عليه وبعده صنعنا نحو عشرين(هتلر).
واخيرا ياصديقي .. جاء قرار مجلس الشيوخ الأمريكي حول تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم للشيعة والسنة والأكراد ليكون دليلا واضحا على كارثية الغزو الأمريكي للعراق وتفتيت نظامه السياسي والاجتماعي ونوعا من الانتحار السياسي يصور أنانية الأمريكيين الذين عجزوا في اتخاذ قرار ينهون به مأساة تسببوا فيها.
ومابقى علينا الا ان نردد ماقاله الشاعر العراقي الكبير كاظم اسماعيل كاطع :
لو نمشي طول العمر !!!
مانلكًه مثل إعراقنا إعراق!!!

*********************
* عزيزي القارئ الكريم يرجى التفضل بالاطلاع على الرابط التالي :
http://sabahalzubeidi.friendsofdemocracy.net/default.asp?item=277827
****************








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة


.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 




.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط