الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمنةٌ للعبور .. وأمكنةٌ للتراجع

باسم الهيجاوي

2007 / 10 / 26
الادب والفن


كفراشة جاءت تمرُّ ،
تفتِّشُ اللغةَ الجديدةَ عن زمانٍ ممكنٍ ،
أو أغنياتٍ ممكنة
فيها تُسرّج للحنين دماً أضاعتها الحكايا ،
جاء ينـزفُ بيننا
ويصد باب الريح لا ..
لا تغلقي بابي عليك ..
أنا الحكاية ،
والرماة تراكضوا نحو الغنائمِ ،
والسلاطين الكبار تراجعوا
عن كل ركنٍ ممكنٍ
أو كل أرض ممكنةْ
وبقيت وحدي ..
أسرج اللغة القتيلة لاقتراب القصفِ ،
أو لغة التراجع كي أمرَّ ،
عنابري ملآ بزيت الروح ،
لكنَّ الوطنْ
حمل الخطايا من جراحي ،
حين جاء بلا وطنْ
يدنو ، يفتشني ،
يفلُّ حقائبي ،
يلدُ المعابرَ في الجهاتِ ،
تناسَلي أفقاً لأغرس جثتي
فيما تبقى من هناكَ ومن هنا

وأنا أنا ،
يا أنتِ ،
أغرتنا الشواطئ بالصدفْ
تلقي عباءتها عليَّ ،
تطلُّ من بين الثقوب ،
تشاهد الحزن المعتَّق ،
لا تخفْ
نزل الرماة على الجبال ، فلا تخفْ
سقط القناع عن الوجوه المستعارة ، لا تخفْ
ضجَّت منابرنا بمسخٍ ، يقرأ التنـزيل فينا ، لا تخفْ
وملاعب الورد الجميلة داسها النسيان ،
شيطان القطيعة مدَّ جسراً بيننا
لا تبحثي سراً هنا
عن عاشقين تناسلا ،
لا تغلقي بابي عليك ،
إذا انفجرت ،
وكنت محتقناً وكان دمي يصفّد كان يسرقني طويلاً في الغيابِ ،
أزجُّ معتقلاً تناسل في الجهاتِ ،
أزجُّ أغنيتي الصغيرة ،
أطلقُ الوعد المشجر كي أمرَّ من المواجعِ ،
كي أراني عاشقاً أو ناثراً أو شاعراً لا فرق بي وسيان ،
أشعل آخر الصور الجميلة قبل أغنيتين أشعلتا دمي فوق الدفاتر قبل موعدها ،
بلا وعد تجيء ، توقفتْ
ومضت تفتشني وتبحث في الحقائب عن ملامح وجهها ،
عني ،
رأيتُ دمي تناسل ،
قطعة الحلوى ،
وأسئلة تلملمني وتحملني إليَّ ،
هناك ،
أسرق خلسة بعض ابتسامتها وأغرق في الحديث عن السلام العائليّ ،
كأنها مرت هنا
من قبل ،
والأرواح تألف بعضها بعضاً ،
وكنتُ أنا ،
وكانتني الفراشة ،
دون نافذة أطل على شوارعها ،
وأحلم دون ليل بين كفيها ،
أراها ،
أستبيح العذر ،
أسأل : كم تبقى للنهوض عن المقاعد ،
والخريف يضاجع الأشجار ،
تضحكُ ،
ـ لم يزل في الوقت متسعٌ لتنهضَ ،
ـ كيف حال السوسنة ؟
ـ تشتاقها ؟
أم تلك أسئلة الغريب عن الغريبة في الظلال ؟ .
ـ لا تحرقي لغتي إليك ،
ـ أظل كهفكَ ،
ـ أنتِ ، تستلين موتي من خطايَ ، وترقبين نزيف أوردتي ، تغذيك النوارس ، مولع بصفاء صوتك ، أشتهي تلك الصغيرة أن تمرَّ على الجفافِ ، لتوقظ الأزهار مثلك ، فاحملي لغتي إليها كي تمر إلى فضاء الأمكنةْ

هل كنتِ أنتِ ؟ وهل أنا
أنكرتُ في عتم المرايا أجمل امرأةٍ هنا ؟
أم رفُّ طيرٍ حط أجنحة السلام ،
ولم يُودعْ بي أغانيه القديمة حين أطلقتُ الرصاص على دمي ؟ .
وأنا أخربشُ أغنيات الريح وهي تصدني
هل كنتِني ؟ وأنا وأنتِ فراشتانِ لشرنقةْ
وطيور روحك حين رفَّت ، هبَّ قلبي وارتجفْ
في أول النفق الطويلِ ، وعندما وقَفَت وقفْ
يستلُّه الموتُ المعلّق في حبال المشنقةْ
كان الكلام رذاذ زنبقةٍ يفرُّ من الشفاهِ ،
يزجُّ أفراح القبائلِ ،
كان وجه حبيبتي قمراً ،
رأيتُ عنادلي
فرَّت إلى كل الجهاتِ ،
رأيتُ عينيْ قاتلي
بين المرايا ،
في الخصوبة والجفاف ،
تلم أنفاس الغيومِ ،
تشرّد اللغة الحبيسة في خوابيها ،
وتركض باتجاه المستحيل ،
رأيتُ أسراب الحمامِ تقيمُ عرساً بيننا
وأنا " أخربشُ " أغنيات الريح ،
وجه حبيبتي قمرٌ ،
تجرَّد للضياع فلم يعد لي موطنا
واجترَّ إخوته الكرام صدى الغياب ،
وأمموا نهج الوشايةِ ،
هل يشي الشعراء ،
لا ،
ذاك المعفّر بالنعاس ،
استوقفوه على الحواجز ،
فتَّشوهُ ،
ولم تكن في إصبعيه إشارة النصر ،
اعذريني ،
كنتُ أحمل كسرة الخبز ،
انتظرتكِ ،
فتَّشوني ،
لم يكن بي غير وجهكِ ،
وانتظرتكِ ،
قلت لي : سنبلّها بالماءِ ، نصبرُ ، وانتظرتُ الماء ، لكن المطرْ
سُرِقَت خطاهُ على الحواجزِ ،
حين جاء على سفرْ
كي لا تموت السلطنةْ
ونموتُ نحنُ ،
فليس يُعقلُ أن يموتَ الطيبون ،
وأن يطيبَ الميتونَ ،
وأن يقوم الجائعونَ بلا حقائبَ تحفظ اللغة البديلة للوشايةِ ،
تحفظ التأويل والتعليل والتحليل والتعديل والتمويل والتحويل والتجهيل والتضليل والتمثيل والتقبيل والتنكيل والتقتيل والْ
ولكل شيء معتقلْ
فتحته نرجسةُ الرخام على رخامٍ لم يزلْ
باسم السلام العالميِّ يخط خارطة الطريقِ ، ولم يزلْ
باسم الشعوبِ المستباحة حين تنهضُ ، لم يزلْ
باسم النوارس في البحارِ ،
وباسم تنحية الدمارِ ،
وباسم تأميم الحقول ،
وباسم تتويج العقول ،
على لقاءٍ محتملْ
واستُشهدَ الوقتُ المشجّر في الشوارعِ ،
صار وجه حبيبتي
قمراً مشاعاً للظلال وللقتال وللزوال وللتراشق بالسؤال وللدخول وللخروج من الخلاص إلى الرصاصِ إلى انكسار الأمكنةْ
في كل أغنية تجيء بلا مواعيدَ ،
انكسرتُ ،
فهل أنا
أم كنتِ أنتِ ،
ولم تكوني يا أنا ؟
أيلول 2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس


.. كلمة أخيرة - المهرجانات مش غناء وكده بنشتم الغناء.. رأي صاد




.. كلمة أخيرة - -على باب الله-.. ياسمين علي ترد بشكل كوميدي عل


.. كلمة أخيرة - شركة معروفة طلبت مني ماتجوزش.. ياسمين علي تكشف




.. كلمة أخيرة - صدقي صخر بدأ بالغناء قبل التمثيل.. يا ترى بيحب