الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرصة مؤاتية لليسار ان ينشر افكاره من جديد

عبد العالي الحراك

2007 / 10 / 25
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


لا يمكن للفكر الديني ان ينتشراكثر مما عليه الان من انتشار.. سواء كان فكرا دينيا اسلاميا , مسيحيا , يهوديا او بوذيا والخ...... لقد انتشرت هذه الافكار وهي متشابهة واصلها واحد , في لحظة من الدهر, انتكست فيه الافكار العلمية والتجربة الاشتراكية لأسباب ذاتية وموضوعية , يعرفها المطلعون على الاحداث ., اخذت هذه الافكارالدينية رغم قدمها وعدم مواكبتها لتطورالعصر, بالصعود منذ ان سمحت امريكا , عبر مخابرانها المركزية للخميني ان يسيطر على الشارع الايراني وفضلته وهيئت له الظروف , كي يمنع الحزب الشيوعي الايراني من استلام السلطة , بعد انهيار الشاه وحكمه ويساعد في اسقاط الاتحاد السوفيتي في افغانستان, ثم سقوطه النهائي في بلاده وعموم المعسكر الاشتراكي, وبذلك تنفرد امريكا والبرجوازية العالمية بحكم العالم من خلال العولمة الاحادية , وقد تحقق لأمريكا ما خططت وارادت. وهنا بدأ المد اليميني السياسي والرجعي الديني
, فكما انتصر الخميني في ايران وبدأ ما يسمى بالصحوة الاسلامية , انتصرت الكنيسة في اوربا ايضا واخذت تتنفس الصعداء . وبدأ يتشكل الوعي الديني المذهبي لدى السنة لان المنتصر في ايران يمثل المذهب الشيعي , فنشطت حركة الاخوان المسلمين في البلاد العربية والاسلامية بمختلف فروعها وجماعاتها , وما القاعدة الا الفرع التطبيقي العسكري لها ,ولم يتعرض لها أي مرجع ديني او تنظيم اسلامي بالنقد اوالرفض , بل العكس كانوا يطبلون لها ويدعمونها بالمال والرجال , وخاصة السعودية ودول الخليج العربية , الا بعد احداث الحادي عشر من ايلول في امريكا, حيث بدأت ترتجف تلك الدول الرجعية خوفا من بطش امريكا وقوتها العسكرية القادم والذي سيبدأ بالطالبان في افغانستان . كانت امريكا هي المستفيدة من هذه الحالة الجديدة , رغم الضحايا والخسائر الكبيرة التي تكبدتها , وفقدان الهيبة الامريكية بين دول العالم والمجتمع الدولي لكي تغزو العالم بالقوة وتفرض سيطرتها وعولمتها بالقوة ايضا وسوف لن تفلح لان التيار الحاكم في امريكا الان تيار يميني ديني محافظ يطمح الى تحقيق النصر السياسي والديني في نفس الوقت. الان تبدو تباشيرانهزام الفكر الديني الرجعي وكذلك السياسة البرجوازية لليمين السياسي الامريكي وتجاربه التطبيقية في ايران وافغانستان و مهما يبدو من تقوية في الموقف الايراني بعد غزو العراق نتيجة التخبط الامريكي وكثرة الاخطاء الستراتيجية الا ان افق ايران السياسي القادم تشوبه الشكوك والمخاطر, لان قادتها يمارسون سياسة المجازفة والاستفادة من عامل الزمن الضاغط على امريكا في العراق. ان انتصار بعض القوى اليسارية في امريكا اللاتينية واستلامها السلطة بالطرق الديمقراطية البرلمانية , يعطي املا كبيرا بأمكانية انتصار اليسار في العالم من جديد . كذلك الحال في الدول الاوربية , فالتيار الديمقراطي اليساري في حالة تحالفات جديدة وبناء الذات من خلال النقد الايجابي والاستقلالية في اتخاذ القرارات المناسبة لكل بلد ولكل مجتمع . اما في العالم العربي فالامر يحتاج الى مزيد من الجهد والعمل المضني لان الفكر الديني متعمق في المجتمع وهو جزء من التقاليد الاجتماعية والعرف الاجتماعي وهزيمته ليس بالأمر الهين لان الامبريالية العالمية تسنده وتدافع عنه حتى تستمر بنهب ثروات شعوبه. الامر يتطلب من جانب المثقفين والسياسيين الوطنيين الديمقراطيين استمرار التوعية على اقل تقدير وان ينشط مثقفونا وكتابنا والسياسيون كذلك باستخدام التقنية الحديثة وخاصة شبكة الانترنيت في نشر الافكار العلمية التقدمية وصياغة الفكر الاشتراكي بصيغة سهلة محببة لجمهور الناس. فاذا كان ممنوعا في يوم من الايام نشر كتاب يتعرض بالنقد الجريء الى الفكر الديني فالان الامر مختلف وهو من (نعم الانترنيت) خاصة وان الممارسات السلبية المتعلقة بالدين والدين المتسيس على وجه الخصوص والمنتشرة في العراق وافغانستان بما يحصل فيهما من اعمال ارهابية وتخبط سياسي لامريكا وللحاكمين فيهما ايضا وخاصة في العراق حيث تحكم البلاد احزاب الاسلام السياسي المتخبطة , تعطي الدليل والحجة القوية للكاتب ان ينقد وان يكشف في نفس الوقت البديل السياسي الاصح. ضروري توضيح النظرية العلمية في الاشتراكية وارتباطها بالعلم ومتطلبات الحياة الحديثة وتأخر الفكر الديني في هذا الجانب لأنه يعود بالحياة الى الماضي بسلفيته وتطبيقاته التي اكل الدهر عليها وشرب, وان تطبيقات الدين الحالية بعضها يتخبط كما في ايران والعراق وكذلك فلسطين ( حركتي حماس والجهاد الاسلامي اللتان عزلتا الشعب الفلسطيني وثورته عن العالم ويريدان ان يدفنوه في غزة) وبعضها انتهى الى قمة التطرف واصطبغ بصبغة الارهاب التي لا يجد معها ناصرا او مؤيدا سوى البائيسين الخاسرين في افغانستان وبعض المعقدين المتخلفين هنا وهناك في الدول العربية الرجعية. لو تظافرت جهود جميع المخلصين العرب من الليبراليين( شرط ان يتجنبوا مدح امريكا) والوطنيين الديمقراطيين وقوى اليسار التقدمي فأن المد الرجعي الديني في البلدان العربية سوف يتوقف ويتقهقر وان الشباب المنضوين تحت تأثيره يحتاجون الى بديل عملي ومقنع . يفترض ان ينطلق من العراق تحالف القوى الوطنية الديمقراطية التقدمية لتحقيق النصر على الاعداء الظلاميين. لذا يتوجب على المثقفين والسياسيين الواعين الذهاب الى الجماهير بخاطب علمي واضح وأن لا ينتظروا منهم ان يأتوهم يطلبوا الوعي والتنظيم . وجهاز الانترنيت يعتبر افضل وسيلة للاتصال خاصة بالنسبة للمثقفين الموجودين الان خارج اوطانهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد نبيل بنعبد الله يستقبل السيد لي يونزي “Li Yunze”


.. الشيوعيون الروس يحيون ذكرى ضحايا -انقلاب أكتوبر 1993-




.. نشرة إيجاز - حزب الله يطلق صواريخ باتجاه مدينة قيساريا حيث م


.. يديعوت أحرونوت: تحقيق إسرائيلي في الصواريخ التي أطلقت باتجاه




.. موقع واللا الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت في قيساريا أثناء و