الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا تحاول وقف رزنامة الزمن

أحمد قاسم

2007 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


منذ سيطرة مصطفى كمال زمام الحكم في تركيا.وانشائه دولة تركيا الحديثة على افقاص الأمبراطورية
العثمانية ،ومحاولته التمسك دفة الحكم بالقبضة الحديدية من خلال نظرياته الشوفينية ،وجعله من القومية
التركية أعظم قومية لا تقل عن نظريات هتلر تجاه العرق الألماني ...ومن يومها تحاول خلفاء مصطفى
كمال طيلة ما يقارب عشرة عقود التباهي بهذه النظريات بشكل أوبأخرى تلائم في شكلها العصرنة
والعلمانية وفي جوهرها تمارس كل أشكال القهر والظلم والاستبداد العنصري تجاه الغير على أيد
من المؤسسات العسكرية والتي بدورها مارست جميع أشكال العنف الأجتماعي والأقتصادي والسياسي
تجاه المجتمع التركي تارة بالانقلابات العسكرية لانقاذ الدولة الكمالية وتارة استعمال رجال المافيا التي
تعشعشت داخل تركيا بالتنسيق مع القيادة العسكرية للتخلص من الشخصيات الفكرية والسياسية عن
طريق الاغتيالات.
ولكن التطورات والتغيرات التي حصلت في العالم كانت كبيرة وهائلة قياسا مع تجمد الفكرالعسكري
التركي مع مراعاتنا لدهائهم وذكائهم لادارة الحكم وتوجيه مجتمعهم خلافا لما نسمع ونقرأ عنهم
في وسائلهم الاعلامية بعيدة كل البعدعن المصداقية والحقيقة والواقعية :استطاعت من خلالها
تشويه الفكر والمنطق والعقلانية لدى المجتمع التركي ،والاكيف يعقل أن يتطور حزب اسلامي
بالطريقة البراغماتية ويتجاوز كل العلمانيين ومن ثم يستلم الحكم والرئاسة معا ،فان دلت على
شيئ فانها تدل على مدى نفاقية السياسة التركية على مر تلك العقود الى أن وصلت بهم الى
طريق مسدودلامحال من تغيير مسارها بشكل أوبأخر لمواكبة العصر والتطورات التي
ستحصل خلافا عن ارادتها .
والأن ،وبعد استلام حزب العدالة والتنمية الحكم ، وبدرأمن تنفيذ وعوداتها التي اوعدت
بها قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية بخصوص تعديل الدستور ،أوجدت نفسها في ميدان
أخر تسحب نفسها من جديد الى خارج حدودها لتنفيذ طموحاتها القديمة الجديدة على الساحة
العراقية آخذة تواجد مقاتلي الحزب العمال الكوردستاني في منطقة قنديل شمال اقليم كوردستان
العراق ذريعة لها لتلعب دورا غير شريفة على الساحة العراقية ،تدعيما للسنة والتركمان ضد
الشيعة من الجهة وضرب الاستقرار الحاصل في اقليم كوردستان من جهة أخرى ،متحالفة في
ذلك مع الطرف الايراني والسوري التي لهما مصلحة مشتركة في ذلك أيضا ،متحدية في ذلك
المجتمع الدولي وحليفتها الاستراتيجي الولايات المتحدة الأمريكية والتي تأخذ من موقع انجرليك
التركية قاعدة عسكرية تدعم من خلالها قواتها العسكرية في العراق لوجستيا بنسبة 70% من
احتياجاتها ،وبذلك أيضا تهدد الحكومة التركية الأدارة الأمريكية بأغلاق تلك القاعدة في حالة عدم
سماح أمريكا لتركيا بالتدخل في الشأن العراق من بوابة الحزب العمال الكوردستاني .
وعلى أساسها حشدت تركيا قواتها العسكرية على الحدود العراقية للتجهيز على مواقع لحزب
العمال الكوردستاني والبقاء فيها للتسهيل بعملية التدخل في الشأن كوردستاني والعراق على
حد سواء متلخصة في :
1-دعم المجموعات الأصولية السنية ولسلبها ضد الشيعة والأكراد للسيطرة على آبار النفط
في كركوك وعدم تطبيق المادة 140من الدستور العراقي .
2-محاصرة اقليم كوردستان واضعاف حكومتها على أن لا تشكل خطرا عليها حسب زعمها
مستقبلا .
3-جعل محافظة كركوك محافظة تركمانية تسيطر عليها الجبهة التركمانية العهيلة لها.
4-الفصل بين اقليم كوردستان وكوردستان تركيا
ولكن هيهات أن تدخل تركيا في هذه المعركة التي لا تعرف نتائجها ومترتباتها على
الساحة الاقليمية والدولية من جهة ودخولها في مستنقع قد لا ترى مفرا منها الا أكثر
انغماسا من جهة أخرى ، حيث المنطقة الوعرة ومقاتلين لا يعرفون الخوف ، وهم أصبحوا
جزءا من طبيعة المنطقة التي يتيه فيه من دخل عليه ،وللحكومات العراقية أيام الدكتاتوريات
تجارب مريرة ،وخصوصا الوقائع والظروف قد تغيرت. فهل لتركيا أنفاسا لتغامر بغمضة
الأعين وتقذف بنفسها الى الهاوية ،أو أن تعقل وترجع الى الرشد وتأخذ بنصائح اصدقائها وصفاتها
الاستراتيجية ،تنقذ نفسها وشعبها ،ومن ثم تبدأ بوضع حلول واقعية للقضية الكوردية في تركيا
على أسس ديمقراطية توافقي عادل .دون الوقوف أمام رزنامة الزمن وحجب الشمس من الشروق
بعد كل فجر....؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصامات الجامعات الأميركية وانعكاسها على الحملات الانتخابية


.. ترامب يكثف جهوده لتجاوز تحديات الانتخابات الرئاسية | #أميركا




.. دمار غزة بكاميرا موظفة في الا?ونروا


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد بإسقاط التا?شيرة الا?مريكية ع




.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور