الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سَرْمَديَّة قَمْرٍ مُعَتَّقْ

نبال شمس

2007 / 10 / 25
الادب والفن



من سديمِ كوني هَبطَ يَترنحُ فوقَ النَّصِ قَمرٌ مُعتَّقٌ... يستأصلُ نُوراً من معابدِ التِّيهِ ، وضَياعاً من شذى الجدرانِ العتيقة .

أَمْحُو ذَاكرتي بينَ الْمَدائنَ..اتْركها إعصاراً على سفحِ الْجليلِ..أرسمُ الآتي, جنازةً حضارةً ..انتظرُ طَيفي, لا يَأْتي من مخابئ الدَيْجورِ وعَتْمةِ النورْ...قابعٌ أَماميَ..بلونِ الهواءِ.. لا يَنْفَكُ عنِ الصِّمتِ ..عن الحزنِ..ناضبُ صهوةَ حُلمٍ.. يَخْشاهُ بخشوعٍ وَصَمْتٍ...يَرْقُصُ في أَرْوقَةٍ كَوْنيةٍ يعتصرهُ الحزنُ فَيَنِزُّ رَهبةً .
قمري معتَّقٌ...نورُهُ زوابعُ كونيةٌ.. أتاني مُنْذُ بدءِ تَكويني.
هربَ بعيداً .. بعيداً بعيداً إلى نُورِهِ .. وسُلَّمِي الموسيقي مكسورٌ...عَدَتْ حُروفي خَلفَهُ.. كالْغَبْراءِ في الحربِ الضروسِ .
هو العائدُ ، منِّي إليَّ..يّسترّقُ النظر إلى الحاضرِ, يراهُ مُكَفَّنَاً بِكَفٍّ دَخيلٍ...أراهُ في قُربِي الْبَعيْد, يَرنُو إلى لحظاتِ عُمْري يسفحُ آلامي وحروفي المكسورة...تتبعثرُ في داخلي,,تخرجُ إلى داخلي..تَلعَقُ حَنيني إلى وطني .
طَيفي.. يا طَيفي...
قَمري يا قَمري ..
حَرَقتني والاحتراقُ في جنةِ عدن انصهارٌ بدون فناء.
تلاحقُني..تَقْتُلني ..تَحرقُني وأنا اللاهيةُ في لملمةِ أَشلاء نَصّي من صدرِ حيفا وخاصرة الجليل..نَعْدو فيَعدو الوقتُ, يرسُمنا مجسماتٍ منصهرةٍ تبحثُ عن معبدٍ آخرَ وناسكٍ يَقهرُ التَّمردَ .
في صومعةِ النَّصِ أتوهُ..أتكسَّرُ وأتبعثرُ..هو الساكنُ قُربي - داخلي ينتظرُ حُروفاً مُحرَّمةً ومُعتَّقةً تخرجُ - لا تَخرجْ !! تتخبَّطُ وتبقى مكانَها في العُمقِ الكبير !!
أرنُو إليهِ, يرنُو إليَّ.. يَلفُّه دُخانٌ ويعودُ إلى مكانٍ بعيدٍ يَكْسِرُ حلقاتِ ضوءٍ أَبْيضَ .. يَنْهشُ الماضي والحاضر ..الحياةَ والموتَ ، الغربةَ والحضورْ..يترنَّحُ بينَ قُطبينِ سالبين - موجبين, يَسْبي الأيامَ, أَسْبي الأَزمانَ ..
أُعِيدُ تَكوينَ ..أَشلائِهِ خارطةَ زمََاني ..
حلقاتُنا كبيرةٌ.. فارغةٌ ومُفرغةٌ .. مَطْحُونَةُ الوقتِ والمكان..نعدو بِها ..نَرتطمُ في جُدرانها..لا تنكسرُ - لا نَمُوتُ..
تنبتُ بجوانبنا شقائقُ النعمان..نتلَّونُ بأحمر ألوانها..نُحيي الأسطورةَ..ونستفيقُ على تفاحةٍ تقطرُ لُعاباً وسُكراً بلونِ أَدْمُعي ولَونِ القصيدةِ .
العدْوُ في الفراغِ حريَّةٌ . الارتطامُ في الحلقاتِ غَوْغائيةٌ جميلةٌ...وهُبوطه بينَ حروفي سَرمديَّةٌ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل