الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا سادة الحوزتين، تعالوا نتباهل!!

نوري المرادي

2003 / 11 / 3
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


(( وتلومون الدكتاتورية وتبكون المظالم!! ))

(( هذا وأنتم تحت الاحتلال، فكيف إذا تفدرلتم؟! ))

 

يبدو أن أمر الفتنة ما بين تياري السيد الصدر والسيد السستاني، تتجه للتأجيج، إن عبر محاولات التصفية أو عبر الاتهامات المتبادلة التي تعلنها بعض المقالات أو الأخبار المرئية والمسموعة عن أحداث كربلاء.

ولو سمع المرء هذه الأحداث قبل شهر فقط، لما صدقها، بحكم الوعي الوطني والشعور بالمسؤولية العظيمين لدى الفرقاء سياسيا ودينيا. وكم كانت فرحة الوطنيين العراقيين عالية وكم أثلجت صدور المقاومة الوطنية العراقية حين رأت بهذه الوحدة سندا تتكئ عليه في عملها.

إلا أن اليد المعلومة نجحت في دسيستها فأرسلت من تعنيه حصرا إلى الاحتراب الفتني.

وأخص في خطابي هذا تيارين من الشيعة وحسب: التيار الصدري والتيار السستاني فقط.

وأستثني التيار الشيعي المقاوم للاحتلال سواءً المنضوي تحت لواء كتائب (الحسين) المقاتلة البطلة أو ما يتزعمه السادة الخالصي والجزائري والبغدادي، وغيرهم ممن لم تحضرني أسماؤهم، هؤلاء لن يشغلهم عن مهمتهم الوطنية شاغل، وهم أصلا معتزلون كبائرا كالفتن. وهم إذن، يعرفون أمرهم خيرا مني.

كما أستثني جماعة المجلس الأعلى لما يسمى بالثورة الإسلامية، بحكم استحالة أن يغير زعيمها الحاخام المعمم عبدالعزيز حكيم جلده، وهو الذي لازال يمتز سلاف ربشتارد دوني ومارتن أنديك يوم حضناه وقبلاه فما لفم. ولن يطهر فم ولب لقحه لعاب دوني. ومحال أيضا أن يرعو سليل عائلة أتت حتى اللحظة مذبحتين في تاريخ العراق، واحدة باسم إبادة الشيوعية وبالتعاون مع الأمريكان وقوميي 1963، والثانية إبادة 700 من أسرى الجيش العراقي في انتفاضة 1991، وها هي الآن تعد لمذبحة ثالثة باسم إبادة البعث وبالتعاون مع الأمريكان والشيوعية المرتدة هذه المرة. أي تنوعت الأسباب والمذابح واحدة. ومن هذه العائلة خرج عميل موساد، ومنها خرج عميل غزاة أباح لهم العراق بفتاويه وسلوكه. ولن يرعو رجل أقر جهارا نهارا أن: (( بالرغم من نهي القرآن عن اتخاذ أعداء الله أولياء إلا أنني أجيز التعاون مع أمريكا )) (صحيفة الشهادة عدد 953). بل على العكس فهذه العائلة هي سبب هذه الفتنة القادمة لا محالة.

لذا، أخاطب التيارين طرفي هذا الفتنة المنوية، تيار السيد الصدر وتيار السيد السستاني. أخاطبهما حرصا أولا، وإيمانا بإمكانية الدرء ثانيا وانطلاقا من موقفهما الوطني المعلوم ثالثا.

وعليه:

سيداي: السستاني والصدر!

في الشدة يظهر الزعماء وفي المحنة يظهر المخلصون. ولقد كنا يا سيداي، نتوقعكما بمستوى ما ولتكما العامة والدين عليه. ومحنة، كهذه التي نمر بها، كفيلة بتوحيد حتى متنافر البهيم. فالوطن سبية بيد المحتلين، وحرماتنا ديست وصبايانا بعن في أسواق النخاسة والرقيق الأبيض. وكنا نحلم بدور لكما، يتناسب وما ادعته الكتب عن مظلمة لولاها لحشوتم الصخر بالدر. لكن ما ظهر منكما يا سادتي، وعذرا للصراحة، لا يدل على أهلية لكما حتى لتنظيم أمور مدينة صغيرة ككربلاء. فكيف وأنتما تناديان بحكم الحوزة للعراق؟!

إن الأمور يا سيداي تسير بالمنحى التالي:

لقد حمل فتية بعمر الورود أرواحهم على أكفهم فراحوا يقارعون العدو المحتل ويذيقوه الموت غصة بعد غصة، فتية، ما طلبوا مما هم فيه سوى شهادة ينالون بها رضا الله تعالى ورضوان أرض شنعار المقدسة التي جبل الرب منها الأنبياء والمرسلين. هؤلاء الفتية يقاتلون عن الوطن، بينما أنتما تتنافسان على فرق بين حوزتين، واحدة ناطقة وأخرى صامتة.

فيا سفه ما تتنافسان عليه!

ولو استعرت الفتنة بينكما واقتتلتما، فما أنتما وأتباعكما إلا وقودا وحسب. فهدف الفتنة أمران، الأول: إلهاء المقاومة ليخف الضغط على المحتل، والثاني: إخلاء الجو لعبدالعزيز حكيم ليقوم بمذبحته الثالثة المقدر لعدد ضحاياها أن يربو على المليون. وإلهاء المقاومة محال، باعتبارها تعرف هدفها ولن تأبه لكما ولفتنة بينكما، اللهم سوى أسى وأسف على أهل لهم يتحارقون بلا مبرر. وعبدالعزيز حكيم مبرمج على المذابح، تقاتلتم أم لا، فسيفعل فعلته، ما لم تعاجله يد القدر أو المقاومة.

أفأنتما حقا بوارد أن تجعلا من أتباعكما وقود فتنة وحسب؟!

فبئس ما ستتقاتلان عليه، ولا رضي الله عن قتلاكما ولا شملهم برحمته!

سيداي!

كنا نتربص وثبة لكما بوجه الغزاة المحتلين، هي على أية حال، مقرورة بالقرآن مشروعة بالسيرة وبأعراف الأولين والآخرين، ومن المؤمن كالصلاة، لا يحتاج بها لإفتاء. لكننا لم نر بعد كل مخاض تدخلونه سوى الهباء. هباء يشهد الله إنا قد نعزوه إلى متربصين بكما فيحيلان ما تنويان إلى مجرد حبر على ورق. فقبل الغزو كانت لكما فتوى مجيدة، لكن حدث الغزو فصمتما. وأسستما جيشا وفرق حماية، لكن المحتل استباح الأرض والعرض فصمتما، سوى من شجب واستنكار. وأعلنتما العداء للمحتل، لكن بالكلم وحسب، حيث أعلن نفطنا وأرضنا غنيمة بقيتما صامتين، وحين فجر الصحن العلوي بقيتما صامتين سوى من ذلك الشجب الحيي. هذا وكنتما ولا زلتما تماريان الناس بحبكما لمن يرقد في ثرى هذا الصحن الطاهر، وتدعيان أن حبه سفينة نجاتكما يوم يفور الموج ويأتي قوم يأجوج ومأجوج. وها أنتما تعلمان الجناة وترونهما رؤيا العين وتسكتان. ثم جاء يوم، ما كان لمثلكما أن يصمت لو صدق بدينه ومذهبه. وأعني به حين دعس جندي أمريكي على قدس الأقداس – القرآن. دعس هذا الجندي القرآن بقدمه، واستصرخت امرأة عابري السبيل، فنصروها وتظاهروا واشتبكوا مع الطغاة، في حين كنتما تتربصان ببعضكما وتخططان أي حارة يستولي عليها أحدكما من غريمه!

وقبل أربعين عاما، وكما تذكرون، أبحتم دم الشيوعيين بكذبة، جازاكم الله عليها أن جعل القرآن ليس يمزق، بل يدعس وعلى رؤوس الأشهاد. والدعس أسوأ من التمزيق على أية حال، وأنتما وسليل فتيا الإبادة صامتون!

فوا قرآناه! وآل بيتاه! وا عراقاه! وويل للمنافقين!

سيداي يا صاحبا الحوزة الناطقة ومعقودة اللسان!

لا يختلف على الحق اثنان، ما بالك وأنتما من مذهب واحد وملة واحدة. فإن اختلفتما واقتتلتما فأحدكما لاشك على باطل، وقتلاه إذن في النار وبئس القرار. ولعن الله مرجعا أرسل مقلديه إلى جهنم. وستركم أرواح الضحايا كابوسا على عاتق الباغي منكما حتى يأتي السراط فتشكوه. فخافا الله الذي لا حرمة لعمامة عنده ولا كشيدة، ما لم يدع لابسها إلى الدار السلام. وأيكما يجزم أنه على حق، فهو كافر مارق عن الدين والشرع ما لم يبادر إلى صاحبه ويعتذر منه. ولستما خيرا من إمام الأولين والآخرين علي (ك) يوم سارّه ملك الروم يستعديه على معاوية، فقال له: (( ويلك! لا يغرنّك ما أنا وهو فيه، فوالله لأهاجمنّك تحت إمرته! )) فتخلقا بأخلاق آل البيت، وليس بينكما معاوية!

فيا سيدي السستاني ويا سيدي الصدر، ودرءأ لهذه الفتنة الخرقاء، تعالا إلى كلمة سواء، نعلنها بلا تقية على الملأ، فتكون من اللسان والقلب والسريرة معا. ابتهلا معي:

لعن الله مرجعا قدم جدلا سفيها على ما أمره الله به من جهاد الغزاة والاحتلال!

لعن الله مرجعا تربص بمرجع مثله منافسا على نفوذ في حارة أو زقاق، بينما الوطن يحتله عدو لدود لله والدين والشعوب والسلام!

لعن الله من لم ينتصر إلى قرآن دعسه جندي أمريكي!

لعن الله أيكما بغى على نفسه ومقلديه فسمع الواشين وتجاوب مع دسيسة المحتلين!

لعن الله حوزة تترك وطنها وهو بمحنة كالاحتلال، لتتجادل عما يفك لها لسانها من عقدته!

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله