الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زمن الهشك بشك الإعلامي أذرع الموساد تصل جريدة المساء

هشام الصميعي

2007 / 10 / 27
الصحافة والاعلام


قرأت و الله أعلم إن كنت نائما حينها، قرأت ،ما قرأت في إحدى الجرائد مقالا يذوب صبابة على رأي الطرب في الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، ولضعف حيلتي في الحب ،و الغرام ،لم أفك حينها خيط هده المحبة، إلا و أنا أقرأ على سبيل اللهو تعليقا حقيرا مرفقا بصورة للسفير الفلسطيني الأستاذ واصف منصور ردا على تصريحه الأخير حول تراجع شعبية القضية الفلسطينية في السنوات الأخيرة بالمغرب . و كان التعليق الماكر و إن جاء بدراجتنا الساخرة، في غاية اللؤم و هو كما جاء حرفيا بنفس الجريدة : (المغاربة داينها غير فهمهم بقات ليهم غير القضية الفلسطينية) .ولكم أن تعلقوا بحرية على هدا النشر المتعفن ما تشاؤا فوق حبال صحافة شاء لها الدولار الأمريكي أن تولد بأسنان عضاضة ، وأرجل مشاءة، مند سحبها من الرحم .


ولم أدرك معاني هدا الغزل إلا عندما قرأت و الله شهيدا على ما أقول ،مقالا آخر يزف فيه كاتبه، أو ناقله ،و الأمر سيان أن الآذان ارتفع (و آه يا ودني) لأول مرة من بيت الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز بالقدس( الغير المحتلة) ، و تساءلت في خاطري مع ركن المفتي ما ادا كان يجوزلنا أن نتقيأ قبل أن نتوضأ ونحن نتهيأ افتراضيا للصلات وراء ظهر سماحة بيريز.و ما ادا كان الخبر السعيد سيوقف قصف الطيران الإسرائيلي للتلاميذ الفلسطينيين وهم في مشوارهم هدا الصباح إلى مدارسهم الابتدائية ، أم أنه سيسعف عشرات الفلسطينيين العالقين مند شهور في ظل الاحتلال الغاشم على معبر رفح .

و ما إن كان صوت الأذان سيخترق ببركة بيريز جدار العنصرية السميك الذي بنته الآلة الإسرائيلية لحصار الشعب الفلسطيني . أم أن صوت المؤذن، و هو يؤدن من منزل الشيخ بيريز جاء مجلجلا، حتى كاد ،أو وصل، فعلا أطراف الرباط سلا، و نواحيها ،ليفلق مسامع كاتب المقال المتربص ليس للصلات، ويقطع عليه رعشته التامة في خضم تلدده بعضات من الهامبورغرعلى أطراف أبي رقراق، ويضع برهة كل ما بين يديه و خلفه، ليكتب لنا الخبر السعيد في اللحظة و الآن، على منوال الخبر اللي اليوم بفلوس.. بكرة ببلاش ، فحيا على التطبيع ،حيا على بيريز.

في زمن الهشك بشك الإعلامي لا تكتفي بعض الجرائد الصفراء بعملية القص ،و اللصق المعروفة لدى لصوص الأدب، و السطو على المقالات من مواقع أخرى عيني عينك ، بل أصبحت تشرف على ترجمة، و إعادة نشر مقالات، تملى من مكاتب التضليل الإعلامي .و في الغالب ما يتم نشرها على شكل قصص مثيرة، لكن تحتسب في الكتمان كإعلانات مدفوعة الأجر،.وكما قال العامة في أمثالهم المأثورة محبه بلا حبه ما تساوي حبه .


خبر موبوء آخر جاء بالمنشيط العريض على نفس الجريدة، زف لنا فيه صاحبه استعداد جمعيات إسرائيلية لتقديم العون لدى جمعيات من مدينة أسفي لتحسين وضعية السجناء و إدماجهم .و عندما قرأت هده النفايات الإخبارية عادت بي الذاكرة لأستعيد بالصورة ،و الصوت، مشاهد الطريقة المشينة التي اقتحمت بها القوات الإسرائيلية سجن أريحا أمام كاميرات العالم .و كيف أجبرت المناضل الفلسطيني سعدات و رفاقه تحت وابل من قصف الدبابات، و المروحيات ،على الخروج من السجن عراتا إلا من كلاسينهم ..ليتم اختطافهم بعدها بطريقة مشينة صوب وجهة مجهولة .فادا كانت هده الجمعيات الإسرائيلية( الشقيقة) و العهدة على كاتب المقالة قد ربت الكبدة على السجين المغربي لمادا لا تنظر قرب أنفها في أوضاع الآلاف من السجناء الفلسطينيين الدين يعانون في السجون الإسرائيلية الرهيبة..


الهدف من تقديم المقال للمحتل الإسرائيلي بوجه إنساني ليس حديت العهد ، بل يمتد إلى جيل الأدب الكلونيالي عندما كان الاستعمار يوظف بعض المثقفين من الانتهازيين ،و المرتزقة ،لإصباغ وجه المحتلين بالحضارة. لكن ماعسى أن تفعل الماشطة في الوجه البشع، أو كما يقول إخواننا الفلسطينيين العدو ما هوحبيب ،حتى يصير الحمار طبيب .


مغربي يستنجد بالموساد الإسرائيلي، ليست عبارة من باب الخيال، بل هي قصة منسوجة من مكتب التظليل الإعلامي و بعد ترجمتها من لغتها الأصلية، إلى لغة الضاد نشرت مبللة على الصفحة الأولى من نفس الجريدة وبالمنشط العريض، ومن قراءة هده الرواية المحبكة بخيال الموساد يبدو للقارئ الساذج أن الموساد بتاريخه الدموي ،و أياديه الملطخة بدماء العشرات من الفلسطينيين ،أن هدا الجهاز القراقوشي تحول إلى حمل وديع ،وطوق نجاة.

ولم يكتفي مترجم المقال بالتوقف عند مقدمات الدعارة الفكرية ،بل دس العود كاملا في إسته،و أورد لنا في الغد على صفحات نفس الجريدة، ومتابعة للموضوع ، أن عناصر من الموساد و بعد اطلاعها على ملف هدا المواطن الذي استنجد بها اتصلت به، و وعدته بحل مشكلته مع السفارة الأمريكية، و تم اللقاء الحميمي (والعهدة على كاتب المقال دائما) داخل مرآب للسيارات بإحدى المدن المغربية الكبرى ....فيا معتصماه ،عفوا سيداتي: وا مساداه ،وامساداه ...

الهدف و كما تلاحظون و بالعين المجردة لا يقف هنا عند التطبيع بل هو أخطر من دلك ، و يتجاوز ما رسم له ناشروه و هو بحسب كل المقاييس يشكل مشتلا موبوءا لزراعة و تجنيد المخبرين، فبداية التجنيد المخبراتي تبتدئ من تعظيم دور الجهاز المخبراتي، تم طلب العون، و تنتهي بميلاد مخبر حقير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن أسقاط 4 صواريخ -أتاكمس- فوق أراضي القرم


.. تجاذبات سياسية في إسرائيل حول الموقف من صفقة التهدئة واجتياح




.. مصادر دبلوماسية تكشف التوصيات الختامية لقمة دول منظمة التعاو


.. قائد سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: النصر في إعادة ا




.. مصطفى البرغوثي: أمريكا تعلم أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدف حر