الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدور المرتقب للعشائر المسلحة

جاسم الحلفي

2007 / 10 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


لعبت العشائر دورا ايجابيا في الوقوف ضد الإرهابيين ومحاربتهم، في أكثر من محافظة. وكانت صحوة الأنبار، من أول المسميات التي أدت دورا كبيرا في استئصال الإرهاب من مدينة الرمادي، بعد ان كانت هذه المحافظة في يوما ما قاعدة أساسية لمختلف المجموعات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم القاعدة. وستبقى مبادرة الشيخ المرحوم عبد الستار ابو ريشة رائدة في هذا المجال، حيث وهب حياته اثر نجاحاته في تطهير مدينته من قوى الإرهاب الشريرة.

ويتعين التأكيد أن العشائر لم تهب لمحاربة الإرهاب لولا ما شهدته من تعسف أمراء القاعدة وتدخلهم في طريقة حياة العراقيين ومعيشتهم، ومحاولات فرض نماذج خاصة في إدارة المدينة، وبما لا يتناسب مع التقاليد والعادات والأعراف العراقية.

وقبل ان تتلقف الحكومة العراقية فكرة دعم العشائر وتمكينها من تأدية هذا الدور، وجد الأمريكان فرصتهم في ذلك بعيدا عن التنسيق والتشاور مع الحكومة العراقية، مما ولد انطباع بان القوات الأمريكية هي المبادرة في ذلك، خاصة بعد ان أغدقوا بالسلاح والهبات حسب نظرية ( الفوضى الخلاقة)، مما سيشكل في نهاية المطاف مراكز قوى لا تفضي بالضرورة الى دولة قانون ومؤسسات دستورية قوية.

التفتت الحكومة العراقية لهذه التجربة، بعد حين، وحاولت الاستفادة منها في مناطق أخرى من العراق. ويمكن الاشارة في هذا الصدد الى ما حصل مؤخرا في المؤتمر الذي عقد يوم 20/10/2007 في مقر الفرقة الثامنة للجيش العراقي لمناقشة الوضع الأمني في محافظة الديوانية، حيث بحثت فيه آليات العمل مع زعماء العشائر في ملاحقة الإرهابيين والمجرمين. وقد أكد اللواء الركن عثمان علي فرهود قائد الفرقة الثامنة ان قواته "تمكنت من القضاء على فلول القاعدة والإرهابيين في محافظات بابل وواسط وكربلاء بفضل مساعدة و تعاون العشائر."

والسؤال المطروح اليوم، هل يقف دور العشائر عند هذا الحد، ام ان هناك خشية ان لم اقل من مخاطر تحولها او قسم منها الى مليشيات منظمة، خاصة بعد ان انتشر السلاح بين إفرادها بكثافة، وإمكانيات التعامل مع هذه الظاهرة في افق بناء دولة القانون والمؤسسات الدستورية؟

يتولد مصدر القلق حينما يتمعن الإنسان في مغزى الدعوى التي وجهتها واشنطن لوفدٍ من شيوخ وأعضاء مجلس صحوة الأنبار للقاء الرئيس جورج بوش رغم عدم إبلاغ الحكومة بالدعوة من الجانب الأميركي والعشائر أيضا، الأمر الذي يشكل تدخلا سافرا وتجاوزا صارخا على صلاحيات الحكومة، وما يولده من إضعاف لها وتراجع لهيبتها.

وهناك أخبار تشير إلى ان المباحثات سوف لا تقتصر على بحث الوضع الأمني على خلـــفية نجاح تجربة الأنبار بل انها تتناول موضوع " موقع أهل السنة " في العملية السياسية وتوسيع مشاركتهم فيها.

ان ما حققته العشائر وما ستحققه في دعم وإسناد القوات المسلحة العراقية في محاربة الإرهابيين ومسببي الفوضى، و الخارجيين على القانون، يعد أمرا ايجابي يبغي تثمينه وتقديره.
ولكن بالمقابل، وفي كل الأحوال، يجب ان لا يفرز ذلك مليشيات مسلحة جديدة ويؤدي الى مراكز قوى أخرى، تعيق بناء العراق الديمقراطي الفدرالي الموحد والمزدهر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسط إقبال مكثف.. فرنسا تجري انتخابات تشريعية -مختلفة-، لماذا


.. بعد أدائه غير المقنع.. بايدن يجتمع مع عائلته لمناقشة مستقبل




.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف الانتخابات في إيران بـ-عملية


.. قراءة عسكرية.. القسام تبث مشاهد جديدة من تجهيز عبوات -العمل




.. -مش احنا الي نرفع الراية البيضاء -.. فلسطيني من غزة