الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
السياسة وفن الملاكمة
عماد الطائي
فنان تشكيلي
2003 / 11 / 3
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
رياضة الملاكمة رياضة قاسية رغم إنها لازالت شائعة حتى يومنا هذا. إلا أنها تعلم المشاهد أشياء عديدة فإذا شاهدها السياسي تعلم منها كيف يمكن أن تضرب على الوتر الحساس ؟ أين نقطة الضعف عند المقابل؛ عندها تشتد اللكمات عليها فتزيد من جراح الخصم عمقا وكلما اشتد ضعف الخصم كلما ازداد المهاجم لكماً وضرباً به. ثم تبدأ عملية تسارع اللكمات بسرعة وبقوة الواحدة بعد الأخرى حتى اللكمة القاضية التي تطرح الخصم أرضاً فيعلن النصر. السياسيون ذوي الهيمنة العالمية يتبعون نفس الطريقة أين نقاط الضعف و يبدأ الضرب عليها حتى يتم إسقاط الخصم أرضا وما أن يعرف السياسي الغربي نقاط ضعف العراقيين الاقتصادية والنفسية حتى وينهال عليها لكما وتجريحا ونسقط أرضا وينتصر منازلنا جولة بعد جولة,جولة بعد جولة .. بعد ثورة 14 تموز 1958 عرفت القوى العظمى إن نقطة الضعف بين الأحزاب الوطنية هي الخلافات بشأن الوحدة العربية حينها بدأت لعبة الملاكمة بالضرب على الوتر الحساس هذا الوحدة كيف؟ مع من ولماذا؟ المهم وحدة (( وحدة.. وحدة عربية.. )) كنا نسير في السيارة متجهين صوب الرمادي مارين بالفلوجه فجأة تباطأت حركة السيارة وشاهدنا جموع بشرية لا تقول شي ولا تهتف بشعار بل تؤشر بأصابعها بعلامة الوحدة وبعض هذه ألأصابع أصبح قريب من زجاج شبابيك السيارة التي أغلقناها تحاشيا لان تدخل الأصابع هذه في عيوننا. ساد الصمت داخل السيارة و استغربنا مما يحدث. أصحاب الأصابع هذه كانوا مؤدبين وغير مستعدين لتخطي الحدود, كل ما كانوا يريدونه هو الوحدة .. وحدة.. وحدة.. أي إنسان لا يريد الوحدة أصبح خائن. أي وحدة هذه؟ لا احد يعرف. مرت الأيام وأصحاب أصابع الوحدة هذه نالوا ما كانوا يريدونه, فقد نجح انقلاب وحدوي بأخذ السلطة ولكن بدلا من أقامة الوحدة المنشودة قامت مذابح بين القوى التقدمية الوطنية والقومية كانت بشعة وشنيعة جدا صفوا بموجبها كل من ليس مع الوحدة. لكن الوحدة لم تتحقق وتراوح على السلطة الوحدويون الواحد بعد الآخر حتى توّج صدام سياسة الوحدة باحتلاله الكويت وتحقيق الوحدة العربية ! عشاق سياسة الملاكمة لم يتوقفوا عند هذا الحد . تزامن مع هذا الشعار شعار تحرير فلسطين, شعرت القوى العظمى بقوة هذه القضية وطنياً, دينياً و نفسياً خاصة وأن الشارع أصبح بيد المعادين للإمبريالية و لهم. امتلأت فجأة الحيطان بشعارات عديدة كان من أبرزها ( فلسطين عربية ولتسقط الشيوعية) بدأت حلبة الملاكمة بالعمل وفهمت هذه القوى أن الضربة القاضية قادمة بمجرد الاستمرار بتوجيه اللكمات المتلاحقة لنقطة الضعف هذه ... وفجأة أصبح الشيوعيون هم السبب بإضاعة فلسطين وتحريرها يأتي عبر ذبح الشيوعيين علنا و تقطيعهم إربا. انتهت معركة الملاكمة هذه حيث المذبحة بين الشيوعيين والقوميين العرب التي انتهت بانتصار أنصار جمال عبد الناصر. تم ذبح التقدميين و الديمقراطيين بكل أشكالهم, إلا أن فلسطين لم تتحرر ولم تصبح عربية وما لبثت وأن انهارت المنظومة الاشتراكية بكاملها وقيل أن الشيوعية سقطت. غير إن فلسطين بقيت رغم ذلك غير محررة و غير عربية ومحتلة حتى يومنا هذا . الجولة الثالثة قررت بدلا من عقد اجتماع لمناقشة هذه الظاهرة, الذهاب إلى حلبة الملاكمة من جديد. ما هو الجديد أذن هل هي الوحدة ؟ كلا . فلسطين ؟ كلا .. الشيوعية؟ .. كلا ماذا إذن؟ تغيير المجتمع العراقي جملة و تفصيلا. الحصار بدأ يعطي نتائج مذهلة تمهيداً للتغير النهائي للشخصية العراقية و البنية الاجتماعية كاملة لتدمير المجتمع العراقي اقتصادياً و اجتماعياً. لم لا ؟ قررت الآلهة العظمى البدء بجولة ملاكمة جديدة أصبح الحصار سنتين بدلا من سنة وجولة ثانية.... ثلاث سنين...... وجولة ثالثة و أخرى والعالم يتفرج ...... و صدام يقوى . والملاكمة مستمرة حتى الجولة 13 الضربة القاضية.. العراق طريح القرون الوسطى! هكذا السياسة وإلا فلا... انتهى العراق بالضربة القاضية بعد الجولة الـ 13 بدلا من جولة واحدة ....... كل شيء فيه مدمر... فهل ستنتهي الملاكمة في السياسة بعد أن يكون صدام قد سقط و أسلحة الدمار الشامل غير موجودة؟ هل سيستعيد العراقي عافيته؟ كلا ثم كلا ثم كلا. بدأت جولة جديدة من الملاكمة, فنقاط الضعف اليوم كثيرة؛ فالعراقيون متعبون و مدمرون نفسياً, القسوة والجريمة أصبحت طبيعية, غالباً ما يقومون بردود فعل متسرعة و انفعالية. بدأت الجولة من جديد ضرب الناقوس وبدأ العد التنازلي.. عدم تشغيل العراقيين في بلدهم... استيراد أيدي عاملة عوضاً عنهم ...... متعبين.... معقدين ومتوحشين.. الحل الوحيد هو تجاهلهم أو الاستعاضة عنهم بمؤسسات و أيدي عاملة غير عراقية لتلافي المشاكل وبناء العراق الجديد؟ جولة جديدة من الحروب الأهلية و الطائفية .... لكمات جديدة حصيلة حاصل لكل اللكمات السابقة من 1958 وحتى يومنا هذا ... حلبة ملاكمة ممتعة ومثيرة. ضربات المنازلة اليوم على أشدها فهل من مزيد؟ كيف ستنتهي جولة الملاكمة هذه؟ الله أعلم! نوفمبر 2003
عرفت القوى العظمى إن الشعب العراقي شعب أصيل فهو ثوري لديه كبرياء عنيد ومتمرد .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من
.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال
.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار
.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل
.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز