الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهل صدام دافع عن الوطن أيضا !

طارق الحارس

2007 / 10 / 27
كتابات ساخرة


اعتبرت جبهة التوافق قرار اعدام علي حسن المجيد وسلطان هاشم وحسين رشيد التكريتي الذي اتخذته المحكمة الجنائية العليا يحقق " أهداف العدو " ، وطالبت الحكومة بالافراج عنهم مشيدة بدورهم في الدفاع عن الوطن ضد " الطامعين والغزاة " .
لا نريد أن ندخل هنا في متاهة " العدو ، والغزاة ، والطامعين " التي تعنيهم جبهة التوافق ، فضلا عن الاشادة بدور المجيد وعصابته في محاربة " العدو " ، إذ أن التاريخ يشير الى أن الحرب التي تعنيها جبهة التوافق لم تكن دفاعا عن العراق وشعبه ، بل لم يكن للعراق والعراقيين لا ناقة ولا جمل فيها ، وهي حرب ظالمة قادها المقبور صدام حسين لتحقيق أغراض شخصية وساهم بزيادة حريقها الخميني الذي كان يقود ايران في ذلك الوقت وراح ضحيتها ثروات العراق وشبابه .
لا نريد أن ندخل في متاهة " العدو ، والغزاة ، والطامعين " لأن قرار الاعدام الذي اتخذته المحكمة الجنائية ضد علي حسن المجيد وهاشم سلطان وحسين رشيد التكريتي ليست له علاقة بالحرب التي تعنيها جبهة التوافق ، إذ أن قرار الاعدام الذي تم اتخاذه يخص دور المدانين في قضية الأنفال التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من أبناء الشعب الكردي ، فضلا عن حرق وتدمير عشرات القرى .
تجرنا هذه المطالبة الى أن جبهة التوافق ربما تعتقد أن قرار اعدام صدام حسين هو أيضا يحقق " أهداف العدو " ، وكان لابد لها أن تعترض على هذا القرار وأن تشيد بدوره في الدفاع عن الوطن ضد " الطامعين والغزاة " ، إذ أن المحكمة نفسها كانت قد أصدرت قرار اعدامه في قضية الدجيل التي حصلت أحداثها أثناء الحرب العراقية – الايرانية والتي كان المقبور صدام يتهم أطرافها بالعمالة لايران ، لكن يبدو أنها " خجلت " بالافصاح عن رأيها !

أقامت جبهة التوافق الدنيا ولم تقعدها على عاهرة اسمها الفني صابرين الجنابي حينما طالبت القضاء العراقي بالقصاص من الذين اتهمتهم صابرين باغتصابها، لكنها اليوم تريد ضرب القضاء العراقي عرض الحائط وتدخل لالغاء قرار المحكمة الذي أتخذ ضد مدانين أثبتت الوقائع والشهود أنهم كانوا وراء ارتكابها عبر محكمة علنية شاهدها الملايين من البشر ، لكن جبهة التوافق تحاول أن تدافع عنهم بحجة أنهم دافعوا عن العراق ضد العدو .
على جبهة التوافق أن تفهم أن المتاجرة بقضية الأنفال لا تشبه المتاجرة التي خاضتها بقضية صابرين الجنابي ، ولا تشبه مطلقا المتاجرة بالدعوة الى اطلاق عفو عام عن المعتقلين ، ولا تشبه المتاجرة بقضية وزير الثقافة المتهم بقتل أبناء النائب مثال الآلوسي ، ولا تشبه قضية المتاجرة بعودة جميع البعثيين الى وظائفهم ، فهي متاجرة خاسرة لأنها قضية راح ضحيتها عشرات الآلاف من أبناء الشعب العراقي .
* مدير تحرير جريدة الفرات في استراليا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قضية دفع ترامب أموالا لممثلة أفلام إباحية: تأجيل الحكم حتى 1


.. بايدن عن أدائه في المناظرة: كدت أغفو على المسرح بسبب السفر




.. فيلم ولاد رزق 3 يحقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية


.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي




.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان