الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيلناالمتعب ....

محمد حسن محيي الدين

2007 / 10 / 28
كتابات ساخرة


" تصـور ( آلام فيرتر)لغوته بغنائية بالغة الرهافة سيرة شاب منطو على ذاته ، ينماز بحساسية ســلبية تعبر عن ضعفه وهشاشته النفسيّة ، وهو يعيش تمزقا" مزدوجا" بين عدم قدرته على التوافق الاجتماعي الطبيعي ، وحبّه ـ من طرف واحد ـ لفتاة لا تعرف بذلك ، الأمر الذي يقوده الى نهايــة مأساويّة .
وفي جيل شــبابنا المرهق بشتى أنواع المثبطات والمليء حدّ التخمة بالاسى والحزن ، كم انموذجا" لهذا الشاب الذي صوره ( غوته) تلقاه على رصيف التسكع ، أو على قارعة طريق الآلام.
كم شابا" عشق وطنه من طرف واحد ؟ ولكنه اصطدم وبصطدم يوميا" بجدران التجاهل وعــدم
الالتفات التي بناها الطفيليون والأنتهازيون لتحول دون الشباب وتجسيد آماله ، وتحقيق حلمه ؟
كم من شبابنا يحلم بان يجد يوما" عدالة في الفرص المتاحة ، وفهما" واقعيا" لهمومه ، ومعالجة
حنونة تهدهد أحزانه ، ولكن الجدار اللعين يكبر ويعلو ، بل ويتحوّل الى جدار خرسانة من ذلك النوع الذي يطوق أحياء البلد ويقطع أوصال الوطن الواحد ... وحين يقف على منافذ الجدار جندي يمضغ الللبان ويلبس نظارات سود ، تزداد دهشة الشاب وتزداد غربته عن المحيطين به ...
انه يحلم بأن يقف يوما" في نقطة سيطرة على الطريق ، يمضغ اللبا ن ويلبس نظارات سود ،
ويتدلّى أمام ساقه الأيمن حزام جلدي منتفخ بمسدس سريع الطلقات ... ولكنه حين قدم أوراقه ليصير شرطيا قيل له : لا تتوافر فيك شروط القبول ، وراجع مرة أخرى فانفجرت سيارة ملغمة كادت أن تزهق أنفاسه الحالمة ...
وهو يحلم أن يتوج دراسته الطويلة بأن يعين معلما" أو مدرسا" في احدى القرى البعيدة ، وهو مستعد لأن يتقبل الذبح في ( مويلحة) لكي يعد أيام الشهر ثم يقبض حفنة من الدنانير تبعد عنه شبح الحاجة التي لاترحم ... ولكنه حين قدم أوراقه للتعيين قيل له كالعادة: ان الشروط المطلوبة لا تتوافر فيك
فابحث عن عمل آخر ، ولم يصدق ، أو لم يرد أن يصدق ما همس به أحدهم في أذنه : اذهب الى ابن فلان الفلاني واتفق معه على شروط التعيين ، فهو يبيع كل المواصفات المطلوبة ببضع وريقات خضر رسم عليها وجه أصلع بغيض...
هل من ( غوته ) عراقي يصور آلام هؤلاء ، أو يصــرخ في وجه اولئك ؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر