الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجال الدين : ماذا يريدون ؟!!

محمود الزهيري

2007 / 11 / 2
كتابات ساخرة


لا أدري ماهذا الذي يحدث من رجال الدين الذين يريدوا إقناع البسطاء من الناس بأنهم يحملون رسالة الأنبياء والمرسلين , وأنهم مشاعل هداية للمتنكبين عن طريق الحق والعدل والخير والسلام !!؟
ولا أدري مالذي يجعل رجال الدين ينزلقوا إلي مزالق ماكنا نريد لهم أن ينزلقوا فيها , ويتساووا مع باقي البشر العاديين المأزومين بالفسادات , التي يبرر لها هؤلال الرجال , ويصبغوها بألوان دينية هي ليست من الأديان في صناعتها , وإنما هي من تركيبة رجال الدين الممالئين لسلطات الفساد في العالم العربي المأزوم بفكرة خلط الدين بمفاهيمه السامية النبيلة , والتي ترتفع بقيم وأخلاقيات البشر إلي السماء ؟!!
وهل يعقل أن يقول رجل دين في الصحافة ووسائل الإعلام : اللي علي راسه بطحة , بيحسس عليها !!؟
وهل يعقل أن يطالب رجل دين بجلد الصحفيين منتقدي مؤسسات الحكم والرئاسة ؟!!
وهل يعقل أن يسكت رجال الدين عن كل مصائب الفساد بالإجماع , ويتحدثوا عن مباركة توريث الحكم والسلطة علي أسس دينية ؟!!
وهل يعقل أن يكون رجال الدين , دورهم مقتصر علي دور المحلل السياسي للفسادات المبتلي بها أبناء الأوطان والشعوب المأزومين بتلك الفسادات ؟!!
ثم ماذا يريد رجال الدين من البشر , وماهي الوجهة التي يريدوا أن يوجهوا الناس إليها ؟
هل الوجهة إلي الجنة ؟
طريق الجنة مفتوح لمن أراد السير فيه بدون مرشد أو وصي , أو عالم دين , لأن الحرام واضح , والحلال لايحتاج إلي من ينبه إليه , وخاصة بعد إنتهاء عصر النبوات والرسالات السماوية ؟
أم أن الوجهة إلي المصلحة وطريق الحكم والسلطة بممالئة الحكام من الملوك والأمراء والسلاطين والرؤساء , واختطاف الناس ليباركوا أقوالهم وأفعالهم وتقريراتهم , والتصديق عليها بمقولة آمين !!
أم أن المراد يمثل أمر آخر غيبي لايعلمه إلا رجال الدين بصفاتهم المتصلة بإرادة السماء المقدسة , ومن ثم تنتقل لهم القداسة , ويصبح من المتوجب علي الناس أن يؤمنوا علي أقوال وأفعال وتقريرات رجال الدين , حتي لو كانت بالتوجه للحكام طلباً منهم للرضاء والغفران ؟!!
ولماذا في مجتمعاتنا العربية بالذات يتأصل دور رجال الدين بالوصايات والولايات المتعددة , في ظل أنظمة حكم فاسدة وظالمة ومستبدة , ومؤمنة بتوريث الحكم والسلطة في الدول العربية , وخاصة حينما يتأتي التاصيل بالولاية والوصاية علي شعوب مأزومة بالفقر والمرض وسوء الحالة المعيشية , دون أن يكون لرجال الدين أي يدور في تحسين أحوال معيشة الإنسان , وإدعاءاتهم المتتالية بالوعود المقدسة بجنات الخلود , والنعيم الدائم فيها , تركاً لنعيم الدنيا الزائل والمتمتع به أهل الحكم والسلطة في الأوطان العربية , في مفارقة غريبة وعجيبة تذهب برجال الدين إلي مدارج , ليست هي بمدارج السلكين , ولكنها مدارج الهالكين ؟!!
وماذا لو لم يؤمن البشر بما يؤمن به رجال الدين من معتقدات سياسية قائمة علي مناهج الحكام من ملوك وأمراء وسلاطين ورؤساء ؟!!
هل سيكون مصيرهم النار وبئس المصير ؟!!
وماذا لو خالف البشر رجال الدين فيما يؤمنوا به من مذاهب فقهية , واتجهوا إلي مذاهب أخري , فهل سيكون مصيرهم , مصير الهالكين المعذبين في الأرض , المطرودين من رحمة السماء ؟!!
ثم , كيف ينظر رجال الدين للمغايرين لهم في العقيدة الدينية , والمخالفين لهم في المذاهب السياسية ؟!!
هل يريد رجال الدين في الأوطان العربية بوصاياتهم الكاذبة , أن تثور الشعوب عليهم وعلي الحكام من شدة الفقر والجوع والمرض والفساد والظلم والإستبداد ليقولوا :
إشنقوا آخر الحكام , بأمعاء آخررجل من رجال الدين , الذين حرموا علينا جنة الدنيا , وتمتعوا هم بها , ومعهم حكامهم , والذين حولوا دنيانا إلي نار الجحيم ؟!!
أم ماذا يريدون ؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان فضيل يتحدث عن جديد أعماله في صباح العر


.. الجزائر تقرر توسيع تدريس اللغة الإنجليزية إلى الصف الخامس ال




.. حياة كريمة.. مهمة تغيير ثقافة العمل الأهلى في مصر


.. شابة يمنية تتحدى الحرب واللجوء بالموسيقى




.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا