الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبل البرد المبكر

وجدان عبدالعزيز

2007 / 10 / 31
الادب والفن


نص

كلما اوغلت في المسافات البعيدة بين مروج مزارع القمح اكتشف المرج الذي اسير فيه دائري يغلق عند حافات النهر ، فاصبح داخل كرة خضراء اتصفح وجوه الماء الذي اكتسب اللون الكستنائي .. تأخذني ارتجافة عبطةٍ وانا ارى ظهر السمكة العنود تقفز الى الفضاء ثم تعود الى النهر بحركة حلزونية .. سفوح الثيل تعانق غرين النهر تخبطه تلك السمكة الغير قارة .. اشجار التين في المنأى البعيد تحتضن العصافير وتميل على اكتاف النهر باثمارٍ يانعة وهي تقف في الصباح وسط الندى تهتز لاصوات جميلة تغرد فرحة .. انا اخوض في صراع الطيور الجارحة واستعيد عافية المكوث عند نهاية مجرى النهر .. قد اصفُ نفسي كاللص يدور حول الحقل بين الفينة والاخرى اتلو غزل انثيال الغصون قصائد غزل لوجهٍ ينبع كل صباح (نجوى ) تلك الفتاة التي تُغرق الحقل بألون الحياة .. اتسّمعُ لوقع خطواتها وخفة تنقلاتها .. انا احمق ابحثُ عن قلبي الدافيء يخفقُ هكذا .. تك تتك تك تتك كارتجاف ثمر التين على خدود الساقية .. واحمق ثانية كاستغراقي في النوم أُحصي القمر وشفراته في اسرار الليل .. بلا جلبة او ادنى همس ٍ مسموع ، اضعُ يدي اتقاء اشعة الشمس وانظر الى نجوى ، خُيل لي ان الحقل يتوهج وعلى الغطاء الحريري في ليلتي الماضية كشفتُ النقاب تقريبا عن بعض شفرات القمر .. صرتُ اهذي بكلمات غير مسموعة .. غفرانكِ يا نجوى .. تحت اغطية القمر اعريكِ تماما وتحت اشعة الشمس البسكِ اثوابا فضفاضة وشفافة .. ياالهي ما فعلت نجوى كي اكون لها ضدا يحملها الى غرق النهر وطيور الحقل الجارحة .. نجوى تضحك مني وتداعب سماء الطيور وتأكل ثمر التين والزيتون وترقصُ حول بقرات الحقل .. ارى اني لم انهزم امام الالم واحترق قرب الساقية ، لكني لم انطفأ بل اجد نجوى ترش على وجهي ابتساماتها قائلة : هناك الطريق الاخر في ضفة النهر وقبل ان يهزمك البرد المبكر حاول ان تنتظرني عند سفح البيت .. هناك الريح الدافئة ناعمة .. ثم قالت : (اعرف انني اتراءى لك في احلامك ) قبلتُ اشارتها على مضض وساقني حالي ان اكون عندالسياج الغربي امازح انتظاراتي بقلقلتي المستمرة .. قلتُ لها : كم هو نظيف الضوء في عينيك وكم هو اسود قاتم الالم في قلبي .. لكني صرتُ احلم كثيرا بملاك خيالك عند ضاحية اليقظة ..
بزغ ضوء النهار بدعابة جديدة وهي تقول : تلك النوارس البيضاء غادرت النهر عند غروب الشمس .. كان اول لقاء واول بهجة ، ثم لففت رحيلي في اول خطوات الابتعاد عن البيت وظلت القبرة تحلق عند عشها في وسط الحقل .. ونجوى بعينين مرحتين تتوسط دفتر اشعاري ببراءة تتلو قصائدي وانا لا ابريء نفسي ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل الأدب الشعبي اليمني مهدد بسبب الحرب؟


.. الشباب الإيراني يطالب بمعالجة القضايا الاقتصادية والثقافية و




.. كاظم الساهر يفتتح حفله الغنائي بالقاهرة الجديدة بأغنية عيد ا


.. حفل خطوبة هايا كتكت بنت الفنانة أمل رزق علي أدم العربي في ف




.. فرحة الفنانة أمل رزق بخطوبة ابنتها هايا كتكت وأدم العربي داخ