الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عاطـــــلا عن ابوته

عباس الحسيني
شاعر ومترجم وكاتب معرفي

(Abbas Alhusainy)

2003 / 11 / 4
الادب والفن


ولأن تيار الوعي الجمعي ، كان الأقرب الى تحليل نصوص الإبداع في اوروبا المتأخرة ، فإن الكثير ممن تشبث بسلفية التعاليم الكنائسية ، التي لم تخلوا من مواجهات مع ميراث نبلاء الألم المتأخر ، غير ان نشيد – ديسوفسكي – تجاه ألم اللا إكتراث الأبوي ، وكما يذكر كاتب السيرة  : " ابتهاه ، ان النقود التي ترسل ، ولو كانت تسد رمق جوعي ، لما اهبت عليك بارسال المزيد ".

في ثنايا الألم الأبوي ، هناك حالة من الصيرورة المتوالدة ، تلك الصيرورة المتمـثله  في انقلاب الذات علـــى مطلق ثوابت الشخصية الإنسانية ، انه الآخر الذي خرجت منه قـسريا  ، صورة الممات العائلي ، وهو يمثل الكناية عن ديمومــة الألم الإنساني ، المتمثل في الأب العاطل عن الأبــوة ، انها الصورة الأشد بريقا في ألم هاملت ، مسلوب العرش والأب ايضا ، حيث ان الأب الهاملتي – شكسبيــريا ، وهو يمثل مطلق  الحضور ، في دمه الذي اراقته ايدي الطمع في عرش الراحل بصمت ، وكأن سجال روح  العصر صار يمثل حدي نقيضين ، مثالية الأبناء ، تجاه صخب وعبثية الآباء ، ان صوت هاملت وان أعيد مرارا وتكرار على خشبات المسرح ، وفي اطر النقد والتقديـــم ، فإنه الأقرب الى وقائع التتويج ، بخرائط غرائبية المرأة الأم ، والتي نسجتها الأم ذاتها ، على شراشف لم  تجف بعد ، من دم الراحل الملك المثالي !! .

ان نهج الأبــوة في ثلاثية نجيب محفوظ ، قصر الشوق ، هي الأخـــرى ابوة مميزة ، انها تمثل نهج الأب المغوار على شهوات الأبناء ، شهوة الأب المحظورة ،  قبالة عصامية الأرث الديني ، جنبا الى جنب مع المثالية الليبرالية الطوباوية المتمثلة في استشهاد الأبن – البطل المراهق ،  وليغـــدو الرمز الوطني ، معادلا  إجتماعيا وكونيا ، للأســـرة الشاملة ، اي الأسرة ، الوطن الجديد ، الأمة القادمة .

ومن كان على مقربة من تجريبية الدارما العراقية في ثمانينيات هذا القرن ، فإن مسلسلي (  الدواســـر وجرف الملح ) ، إنما يعكسان طابع المـــرأة  الشاملة ، الأم  والفلاحة الحارثة الحاصدة ، الزوجة والأخت الدمثة ، رمز  يمثل حالة من حالات الصراع مع -  نمطية ، لا إنسانية الحياة المجدبة ، الفقر وتصورات العائلة الحزينة ، وبهجة من يسقي الأرض ، ويواري الأبناء ، وهناك صورة الأب الذي يبيع تاجـــه ( عقاله ) لينفق سداد تعليم الأبناء ، في نشيد الم ، لبائعات منتجات القرية ، القرية – الكون ، الأبناء في عزلة هذا المسار ، ابناء ايجابيون ، مـــؤجلون عن إيجابــيــتهم ، ، وعن آمال إرتباطهم الأبدي ، في روح الأبناء قبالة آباء سلبييون ، وكما في التناغم الخلاق في سرديات الروائي الدقيق ، والمتفـرد الأمهر - فـــؤاد التكرلي ، الرجع البعيد ، والمام الزمن الجارف ، للألم الإنساني عبر سلوكيات الأفراد ، وذالك الحنين في - الجنوب سهل اخضر -  للقاص محمد سعدون السباهي ، والنهر للقاص محمد شاكر السبع ، طوباوية حارقة اللا تجاوب مع نوافذ الحياة القائمة ، عالم الغياب الأبوي ، والحضور الجارف للألم المحض ، الـــــم ، انطفاء الأحلام الصغيرة ، قبالة ممات الاباء وعطلهم عن الحياة ، وهم أحياء .                    








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة


.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات




.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي