الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقال خاص بمناسبة الذكرى السادسة لتاسيس المعهد الملكي للثقافة الامازيغية

المهدي مالك

2007 / 10 / 29
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


مقدمة لا بد منها
ان التقدم مهما كان نوعه يحتاج الى وقت طويل و كافي كي نبني مجتمعاتنا الاسلامية على اسس الديمقراطية و التنمية البشرية و الاعتراف بحقوق الانسان الثقافية و اللغوية و الدينية , فالمغرب قيادة و شعبا مؤمن بضرورة التغيير و طي صحفات ماضي القمع بكل صوره السياسية و الاقتصادية و الثقافية .
و ها نحن اليوم نحتفل بذكرى عزيزة علينا كمغاربة ظلوا لسنوات كثيرة يعتقدون بان المغرب احادي الثقافة و اللغة و التاريخ و بان الامازيغ او البربر جاءوا من المشرق العربي و غيرها الكثير من هذه المعتقدات الخاطئة المنطلقة من مرجعية الحركة الوطنية اولا ثم احزابها المعروفة بانها تعادي الامازيغية كثقافة و كلغة و كبعد ديني .
ان خطاب اجدير السامي قد اعلن لاول مرة في تاريخ المغرب المعاصر بانه اي المغرب له مكون اخر غير المكون العربي الرسمي و اعلن هذا الخطاب لاول مرة في تاريخ المغرب المعاصر بان الامازيغية هي مسؤولية وطنية تهم كل المغاربة بدون استثناء اي بمعنى اخر انها تعني كل احزابنا السياسية و منظمات المجتمع المدني.
ان المعهد الملكي للثقافة الامازيغية يستمد مشروعيته التاريخية و النضالية من مطالب الحركة الامازيغية منذ عقود طويلة و من يقول عكس هذا فهو لم يفهم ميثاق اكادير الشهير الذي طالب بصريح العبارة باخراج المعهد الدراسات الامازيغية الى حيز الوجود , فالمعهد يمثل مؤسسة أكاديمية علمية تهتم بالنهوض بالامازيغية كمكون اساسي من مكونات الهوية المغربية و ادماجها في مختلف مناحي الحياة العامة كالتعليم و الاعلام و الادارة و اؤمن شخصيا بان المعهد قام بجهود ضخمة في تقدم هذه الهوية في سنوات القليلة الماضية بمقارنة مع سنوات الثمانينات و التسعينات بحيث كانت الامازيغية مجرد منتوج حقير للسياحة الوطنية او مجرد وسيلة لنشر التفرقة بين المغاربة او مجرد ظهير بربري استعماري الهادف الى القضاء على ديننا الاسلامي في اوائل الثلاثينات من القرن الماضي الخ , فلا مجال للمقارنة بين عهد المعهد و قبله لان هذه المؤسسة اعطت الانطلاقة لمشروع النهوض بالثقافة الامازيغية الذي هو مشروع طويل المدة و متعدد الاهداف لكن اعترف و يعترف المعهد بنفسه بوجود مشاكل كثيرة مازالت مطروحة على ارض الواقع و اذكر في هذا السياق معانات الفنانين الامازيغيين مع المرض و نحن نعلم حالة الرايس جامع الحاميدي الحرجة و غيره من الفنانين الامازيغيين سواء في سوس او في الاطلس المتوسط او في الريف.
و هناك مسالة تاجيل المستمر لظهور القناة الامازيغية حيث كان من المقرر انها ستنطلق في الصيف الماضي ثم في اكتوبر الحالي و تاجيلها الى مارس القادم .
و هناك مسالة تغيير المقرر المدرسي المتعلق بمادة التاريخ حيث مازال الطالب المغربي يتعلم اكذوبة الظهير البربري بكل ادبياتها العنصرية و التحقيرية تجاه الامازيغ و حضارتهم الشريفة و الحاملة لقيمنا الاسلامية الداعية الى مقاومة الاستعمار و غيرها من هذه المشاكل الكبرى التي مازالت مطروحة سواء في التعليم او في الاعلام.
و هذا لا يمنع من الفخر و الاعتزاز بعمل المعهد التاريخي لانه جعل الامازيغية كمسالة ذات ابعاد مختلفة تخرج من نطاق العمل الجمعوي الاصلي الى نطاق العمل المؤسساتي و كما ان المعهد لا يملك عصى سحرية يمكنها التغيير بشكل سريع فالتقدم مهما كان نوعه يحتاج الى وقت طويل و كافي كي نرى ثمار اي تقدم فكري كان او هوياتي او اجتماعي .
و نتمنى لهذه المؤسسة التوفيق و النجاح و كما نتمنى لحركتنا الامازيغية مزيدا من الصبر و النقد الهادف الى البناء و ليس الى تحطيم المعهد و ارجوا ان تكون رسالتي قد وصلت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين