الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهاب: بين قوة التحدي وقوة الاحتجاج

خالد عيسى طه

2007 / 10 / 30
الارهاب, الحرب والسلام


دردشة على فنجان قهوة

■ الاهاب هو الاستخدام المنظم للرعب أو العنف غير المتوقع ضد الحكومات أو عموم المجتمع أو ضد اشخاص معينين من أجل تحقيق هدف سياسي أو ديني أو أثني . وفي بعض الاحيان الحكومات تستخدم أساليب العنف والقمع ضد شعوبها وهذا هو أسوأ أنواع الارهاب.
يجب تسليط الضوء على مفهوم من هم الاهابيون ؟ وما هي غاياتهم ومصلحتهم في القتل والتعذيب والاختطاف والسلب؟
مر العراق بفترة مظلمة بعهد صدام حسين فأمتلت السجون والمعتقلات بابناء الشعب العراقي وكذلك المقابر الجماعية التي أنتشرت على عموم العراق مما أدى الى انتشار الرعب والخوف ، إضافة الى إستخدام المسؤولين في النظام السابق عدة أنواع من أدوات الاهارب لقمع الشعب العراقي وهذا هو أشد وأسوأ أنواع الارهاب.
جاءت أمريكا الى العراق ، وحلت المؤسسات المسلحة ، من جيش نظامي ، وفدائيي صدام وحرس جمهوري ، وشرطة ، وكذلك تم حل مؤسسات المجتمع المدني مما أدى الى أنتشار ظاهرة البطالة وتفاقم الغضب والاستياء لهذه الاعمال ، التي أدت الى إنتشار الجوع والفقر بين أبناء الشعب الابرياء ، أضف الى ذلك ، لم يعاقب المجرمون المسئولون عن تعذيب الآلاف من أبناء شعبنا واستشهادهم في السجون والمعتقلات ، وأولئك المتسببون في هد عشرات المدن وابادة سكانها ،انشأ النظام الدكتاتوري الجائر الافا من الناس يعتاشون على ظلم الناس وتعذيبهم وسلبهم حياتهم ، فهم تربوا على تعذيب الناس وامتهانهم.
اذن النوع الثاني من الارهابين هم الصداميون واتباعهم الذي يرمون الى عدم استقرار العراق من أجل تحقيق مصالحهم التي تضررت بعد سقوط صدام.
اما النوع الثالث من الارهابيون ظهروا بعد أن اشعل النظام السابق حروبا طويلة مع الجيران والأشقاء ، كان من نتائجها قتل الآلاف من الرجال والنساء وتيتم أولادهم ، مما ادى الى تفاقم الفقر وفقد مورد الرزق للعوائل، كما حرمت من مصادر العطف والحنان ،
في هذا الجو المشحون بالحرمان من كل الحقوق والامتيازات ، حدثت الثورة الاسلامية في ايران ، وخاف الحكام في العراق ان يحاول العراقيون ان يغيروا نظام الحكم الى اخر يتماشى مع الذي يجري في ايران ، فكانت الحرب العراقية الايرانية التي تسببت في سقوط كثير من القتلى وحرمان الابناء من رعاية الاباء المقتولين مما ادى الى هجران المدارس وانقطاع التعليم مما سبب تكوين جيوش من الفقراء المعوزين الذين فقدوا فرصة التعليم والذين وجدوا في التدين والاحزاب الدينية ملاذا يقيهم مما كانوا يعانون منه من صنوف الحرمان ، فان لم يجدوا نعيمهم المسلوب في الدنيا ، فان الآخرة ، حيث تفتح الجنة ابوابها لكل محروم في الأرض ساهم في الحفاظ على الدين وقتل زنديقا او كافرا.
من هذا يتضح ان هذا النوع من الارهابيين ، هم نتيجة معاناتهم من الفقر والجوع والجهل والاستخدام الخاطئ لمفهوم الدين.
اما النوع الاخر من الارهابيين الذين قدموا من وراء الحدود هدفهم محاربة أمريكا على أرضنا، فيقتلون الآلاف العراقيين زاعمين انهم يحاربون امريكا ، ويسعون الى نشر الفتنة الطائفية وتشتيت شمل العراقيين ، وغرس التفرقة بين أطياف الشعب العراقي على اساس عرقي أو ديني أو أثني.
مما تقدم ، تبين ان مجموعات الارهابيون المنظمون وغير المنظمون يجتمعون على مبدأ تمزيق وحدة المجتمع العراقي لتحقيق مآربهم ومصالحهم الخاصة.
والسؤال هنا أين الحكومة العراقية من هذا ؟ وما هي التحديات التي تواجهها؟ وكيف تواجه قوة احتجاج العراقيين لهذا الارهاب ؟ وما هي تداعيات وإشكاليات المرحلة الراهنة والمرحلة المستقبلية؟
كل هذه الاسئلة وغيرها على الحكومة العراقية وكواجب وطني اتجاه الشعب العراقي ان يتم الاجابة عليها، ولكن الحقيقة ان الحكومة العراقية المعينة والتي جاءت على متن الدبابات الامريكية هي الان غارقة في مشاكل السلطة.
اما التحديات التي تواجهها الحكومة الحالية حكومة المالكي ، حيث أصبح الفلتان الامني وعدم السيطرة على الحدود لمنع المتسللين الارهابين من دخول الاراضي العراقية ، أدى الى ظهور عمليات الاختطاف للقادة والمسؤولين العراقيين وانتشار القتل والنهب والسرقة ، والسيارات المفخخة التي يسمع العراقيين اصواتها في كل مكان ويدفعون ثمن تخبط الحكومة العراقية دماء ابنائها من العراقيين .
أذن ما السبيل لمكافحة الارهاب والارهابيون ومواجه قوة احتجاج العراقيين ؟ الجواب باعتقادنا هو طرد الاحتلال من الاراضي العراقية ، يجب على الحكومة العراقية اعادة تنظيم الجيد والسريع لقوات الامن والشرطة والجيش من العراقيين الشرفاء للحفاظ على الامن والاستقرار، اضافة الى اعادة هيكلة وبناء مؤسسات المجتمع المدني من أجل تشغيل العراقيين العاطلين عن العمل ، ومحاسبة القتلة والمجرمين والارهابين امام القضاء وامام الشعب العراقي ليكونوا عبرة لمن أعتبر ، وأخيراً نشر الثقافة والتوعية السياسية والدينية والقومية ، والتأكيد على الالتزام بتطبيق مبادئ حقوق الانسان وفقاً للمعاهدات الدولية وبما جاء به الاعلان العالمي لحقوق الانسان والبروتوكولين الملحقين به.

ليكن شعارنا لا أرهاب ... لا أرهابيين ... بل عراق الاستقرار والامان والديمقراطية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا تقر قانونا لتسهيل طرد مؤيدي الجرائم الإرهابية | الأخ


.. أردوغان لا يستبعد عقد اجتماع مع الأسد: هل اقتربت المصالحة؟




.. قراءة ميدانية.. معارك ضارية وقصف عنيف على حي الشجاعية بمدينة


.. -من الصعب مناقشة كاذب-.. هكذا علق بايدن على -التنحي- | #عاجل




.. -لكمات- بين بايدن وترامب .. والأميركيون في مأزق ! | #التاسعة