الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاولات خسيسة لإجهاض عمل التنسيقية المحلية لمناهضة الغلاء بطنجة

و. السرغيني

2007 / 10 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


بعد النجاح الذي عرفته الوقفة الاحتجاجية لمناهضة الغلاء بطنجة وبعد الإخفاق البين لكل الممارسات القمعية التي حاولت يائسة حظر الوقفة ومنع منظميها من التنفيذ. دخلت التنسيقية مرحلة جديدة من الفرز استوجبت من المناضلين الميدانيين تقديم الرأي ووجهة النظر بكل مبدئية حول آفاق الحركة من أجل مناهضة الغلاء وحول كل الملابسات التي أحاطت بعمل التنسيقية المحلية.
وبالفعل اجتمعت التنسيقية يومه الأربعاء 24 أكتوبر لتقييم الفعل النضالي السابق ولتحديد آفاق العمل بمستوياتها النضالية والتنظيمية، حينها تم الإعلان عن انسحاب أعضاء السكرتارية من مسؤوليتهم التنظيمية، قدم أحدهم دوافعه الذاتية التي لم تقنع أحدا، أما العضوين الآخرين فلم يكلفا نفسهما عناء الحضور والشرح لدواعي تنصلهما من هذه المسؤولية، موضحين بالملموس أنهم لم يكونوا أصلا أهلا لها.
فخلال اجتماع السكرتارية شدد الرفاق المنسحبون على ضرورة الاتصال بجميع الهيئات السياسية التقدمية وملحقاتها الجمعوية والنقابية حتى لا يحس أحدهم بالغبن أو الإقصاء أو يتخذ هذا ذريعة للهجوم على التنسيقية كما ادعى وفعل البعض بعد تخلفه عن الحضور للوقفة الاحتجاجية..
لنفاجئ بعدم حضور الداعين والمدعوين سواء بسواء مكتفين بإرسال "مبعوثهم الخاص" الذي تكلم باسم جمعية "الجذرية" ونيابة عن الجميع بأنه سينسحب ـ وكأن انسحابه سيكون لأول مرة ـ ضدا على بعض المقالات الصادرة ببعض الصحف المحلية التي اعتبرها "مخزنية" مع العلم أن حزبه السياسي "الجذري جدا" ما فتئ يتعامل مع هذه الصحف التي تصدر له البلاغات والبلاغات المضادة والتصريحات وتغطيات أنشطة الحزب وتوابعه الجمعوية..الخ
وبعد التقصي والمتابعة لما أصدرته الصحف، وبغض النظر عن حالة وطبيعة الصحف المحلية أو ما أصبح يدخل في خانة "الصحافة المستقلة" تبين أن مصدر غضب "الرفاق الجذريين" كان هو تسليط الأضواء على الفاعلين الحقيقيين داخل الحركة الاحتجاجية بمدينة طنجة وبشكل خاص مناضلي ومناضلات جمعية أطاك، حقيقة من هم المناضلون الذين بادروا لتسطير برنامج نضالي مباشرة بعد التهاب الأسعار، بما فيه الدعوة لتجديد التنسيقية بعد موتها السنة الماضية في يد "الجذريين جدا" دعاة مناهضة "المافيا المخزنية" و"الاقتصاد المخزني" و"الرأسمالية المخزنية"..الخ من الترهات والتمييع النظري والسياسي..
فهل كانت التغطيات مجحفة في حق أحدهم أم هي الحقيقة موضوعية وعارية؟! فلا أحد ينكر التخلي الواضح، المخزي والمخجل لجميع الأحزاب التقدمية عن معركة المناهضة للغلاء التي ابتدأت خلال شهر شتنبر 2006 ردا على الزيادة الخيالية التي عرفتها فواتير الماء والكهرباء.
فصعوبة المعركة وجذرية شعاراتها ووضوح مطالبها واستعداد طلائعها وجماهيرها للانخراط إلى آخر نفس في شكل تصاعدي ومتواصل بلغ حد الثلاثة أشهر، تخللها اعتقال أزيد من 30 مواطن ضمنهم نشطاء الحركة الاحتجاجية وبشكل خاص مناضلي جمعية أطاك لمناهضة العولمة الرأسمالية والطلبة مناضلي "التوجه القاعدي" وكذا مناضلي الحركة التلاميذية التقدمية.. دفع بالأحزاب للتردد بداية ثم الانسحاب في الأسبوع الأول من المعركة لتشكيل تنسيقية ثانية انتحرت في اجتماعها الأول ولم يسمع عن مكان دفنها لحد الآن..
استمر المناضلون المبدئيون في نشاطهم وتعبئتهم وأبدعوا الآليات التنظيمية المواتية منفذين العديد من الوقفات الاحتجاجية أمام شركة أمانديس الاستعمارية وداخل الأسواق الشعبية ببني مكادة وبن ديبان.. ومن نتائج عملهم هذا كان حضورهم الدائم في جميع الملتقيات الوطنية وفي المسيرات الوطنية حيث أبهر حضورهم المتميز جميع نشطاء التنسيقيات الأخرى، فتنسيقية طنجة لم تتخلف أبدا عن جميع الأنشطة المحلية أو الوطنية بل كانت هي الوحيدة التي كانت لها القدرة على إقناع وتعبئة بسطاء المواطنين لحضور المسيرات الوطنية بالرباط والبيضاء ـ 60 فرد في أقل تقدير ما بين مناضل ومواطن متضرر حضر المسيرات الوطنية ـ
في نفس السياق وعلى إثر اعتقالات فاتح ماي تشكلت تنسيقية محلية بمبادرة من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وتابعنا اجتماعاتها كذلك، فكان الإخفاق مرة أخرى من خلال انسحاب أغلبية الإطارات السياسية بما فيها الأحزاب والتيارات التي عانى مناضلوها الاعتقال، وبعد استنفاد كل إمكانيات التماطل والانتظارية والتسويف أمام تشبث مناضلي جمعية أطاك مرة أخرى بتنفيذ الوقفة الاحتجاجية أشهرت في وجهه مرة أخرى ورقة الابتزاز والتطويع من طرف الرفاق "الحقوقيين" الذين اشترطوا طلب الترخيص، قبل سلطات القمع، مع إضافة شرط ثاني ألا وهو توقيع جمعية أطاك!!
ولم تنفع توضيحات المناضلين بأن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ادعت وما زالت تدعي بأنها حققت هذا المكسب سنة 2001 ـ وكأن بسطاء وكادحو هذا الشعب لم يتظاهروا قط ولم يحتجوا قط في تاريخ بؤسهم هذا إلا بعد استئذان السلطات القمعية في هذا البلد الحبيب! منتظرين ساعة الفرج التي لم تأت إلا سنة 2000 وعلى يد الجمعية!! ـ وبالتالي ما على الرفاق إلاٌ تثبيت هذا "المكسب".. فتنصٌل الرفاق كعادتهم وقبلوا بالمنع عبر الهاتف ليتخلفوا عن الاعتصام وعن الوقفة الاحتجاجية بباب مقر الكنفدرالية الديمقراطية للشغل مع إلغائهم للندوة الخاصة بالموضوع مكتفين بزيارة محتشمة للرفاق المعتقلين.
قدمنا هذا النموذج لتوضيح الأصل في مسلسل التنازلات والممارسات المشبوهة التي تقدم وتغلف باسم النضال والجذرية والتي تكون في غالبها على حساب قضايا الكادحين وحقوقهم في الحرية والكرامة.. قدمناها كذلك لقطع الطريق على بعض المعتوهين من نشطاء النميمة القهوجية، رغبة منا في محاربة العمل السياسي الذي أصاب الكثير من دعاة "الجذرية" بهذه المدينة العمالية المناضلة.. فمحاربة الرفاق الماركسيين اللينينيين لن تكون بأساليب التشهير والتشويش.. أما المنافسة السياسية، فإن كان ولا بد، فيجب أن تكون في الميدان، في الفكر، في السياسة.. وليجتهد المجتهدون.
فالحاجة الآن، لقيادة ميدانية حقيقية هي التي فاقمت من حرقتنا قيادة تخلص المدينة وكادحيها ومناضليها من النماذج السيئة التي أضرت باليسار التقدمي ودفعت به إلى التقوقع داخل نخبة لم تعد قادرة على قتل ذبابة.
فهنيئا للرفاق وللشباب المناضل، هنيئا للمناضلين والمناضلات الذين رفضوا الانصياع والتطبيع مع سلطات القمع ومع الأرقام السياسية الانتهازية بالمدينة، هنيئا للرفاق المتشبثين بالإطارات المحلية ذات الصنع الذاتي المحلي، عوض الإطارات المستوردة على مثن الطائرات أو عبر الفاكس والهواتف المحمولة، ومزيدا من الارتباط والالتحام بالمعنيين بالبؤس والغلاء والبطالة وكافة الحرمانات.
فالتنسيقية المحلية أو في أغلب المدن المناضلة، لا بد من معاداتها ومحاربتها بالنظر للدور الذي لعبته وما زالت تلعبه، لأنها وببساطة تنسيقية بين مناضلين ميدانيين نشطاء حركة شعبية لها ارتباط مباشر بجمهور الكادحين.. تنسيقية تنتج تراثها ورصيدها خارج القاعات المكيٌفة وخارج الصالونات وخارج الأجندات المسطرة قبل الأوان.. من يرتبط بالتنسيقية وجب تواجده بالميدان وبشكل يومي وإلاٌ تجاوزه الركب والقطار.. التنسيقية لا تصنع شعاراتها وقراراتها داخل الاجتماعات وحسب، بل أغلب إبداعاتها التأطيرية والتنظيمية تكون وليدة الميدان.
فدافعوا عن تنسيقيتكم المحلية، دافعوا عن هذا المكسب التنظيمي الذي أربك الحسابات، فاليوم أعلن الحرب ضد التنسيقية المحلية وغدا ستلاحظون الهجوم على تنسيقية التنسيقيات الوطنية وإن كان دق الطبول قد ابتدأ من الرباط على يد الزعيم "الحقوقي" الذي انفضحت اقتراحاته بعد أول امتحان ـ امتحان صفرو البطولي ـ
ليست هذه سوى بداية للنقاش ولنا عودة للموضوع، فالغلاء قائم وسياسته مستمرة، إما نكون أو لا نكون..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار


.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: اجتياح رفح سيتم قريبا سواء تم التوصل لاتفاق أم لا


.. بلينكن يعلن موعد جاهزية -الرصيف العائم- في غزة




.. بن غفير: نتنياهو وعدني بأن إسرائيل ستدخل رفح وأن الحرب لن تن