الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب الذئب اليميني والمؤسسة العسكرية ينقلان صراعهما مع الحكومة الإسلامية التركية إلى العراق

طه معروف

2007 / 10 / 30
مواضيع وابحاث سياسية



حشود عسكرية كبيرة للحكومة التركية تتمركز في الشريط الحدودي بانتظار أوامر من جنرالاتها لدخول كردستان العراق لتنفيذ تهديداتها العدوانية على الجماهير العزلاء. وزير الخارجية التركية بابا جان في قلب العاصمة بغداد يهدد ويعلن بأن صبر حكومته قد نفد، مؤكدا عزم حكومته على تنفيذ تهديداتها إن لم تستجب الأطراف العراقية لشروطها التعجيزية الواهية .جنرالات تركيا وحزب الذئب الفاشي لا يقبلون بأقل من تدمير الوضع الأمني في كردستان العراق، كبوابة تساعدهم لتثبيت أقدامهم في العراق.أمريكا تتواطأ مع الجيش التركي بهدف ردع محاولات الحكومة الإسلامية التركية لأسلمة النظام العلماني في تركيا .الإعلام التركي اليميني يحاول تصوير المسيرات اليمينية المحدودة في تركيا و التي ينظمها العسكر والذئب التركي و كأنها تأييد جماهيري عارم للحرب على المدنيين العزل في كردستان العراق .رغم أن الأغلبية الساحقة من الجماهير التركية رفضت في السابق و ترفض الآن الحلول العسكرية لقضايا جماهير كردستان في تركيا. العسكر التركي لا يقبلون بأي حل أقل من تسليم جميع مقاتلي pkk"لأنهم أي العسكر التركي ، ضحايا مغدورة للإرهاب" وإلا فأنهم مصممون على تنفيذ تهديداتهم بدخول كردستان العراق، ولو إنهم اجتاحوا اراضي كردستان العراق منذ الثمانينات عشرات المرات دون أي فائدة عسكرية تذكر. أي اعتداء وأية غطرسة هذه!! ،فلماذا لم يعرضوا مثل تلك الشروط على الحكومة البعثية سابقا رغم تواجد حزب العمال الكردستاني آنذاك في تلك الجبال الوعرة في كردستان العراق وكانوا نشطين جدا أكثر من الآن ويشنون العمليات العسكرية في عمق أراضي تركيا حتى في أنقرة واسطنبول ؟ولماذا لم تتمكن الحكومة التركية الفاشية القضاء على مقاتلي هذا الحزب بالتعاون مع البعثيين عندما سمح الأخيرون لجيوشها بالتدخل 30كم داخل كردستان العراق على مدار عشرين سنة؟الجيش التركي يعلم علم اليقين بأن الحل العسكري قد يفشل مثلما فشل في السابق لتحقيق مثل تلك الأهداف. ولذلك فإن عرض تلك الشروط التعجيزية المزعومة، ليس إلا مبررا سياسيا يحمل في طياته أهدافا سياسيا في المرحلة والظروف الجديدة المختلفة سياسيا عما هو في السابق الذي تتمثل بالحالة العراقية المتشتتة في غياب المركز الناجم عن فشل الاحتلال الأمريكي. والسبب الآخر والأهم هو تعميق صراع المؤسسة العسكرية مع الحكومة الإسلامية في تركيا .فهناك ملفات تركية عالقة لم تجاوب عليها الحكومة التركية بل تتهرب منها نحو العراق مثل :الصراع بين الحكومة الإسلامية والمؤسسة العسكرية . محاولات الحكومة الإسلامية التركية الجادة لتغيير النظام السياسي العلماني التركي ،سوف تكون الاحتمال القائم بعد أن طرحت الحكومة مسألة تغيير الدستور التركي باتجاه أسلمة النظام السياسي والقضاء على معقل العلمانية في تركيا. قرار البرلمان التركي لتدخل العسكر جاء عقب التهديدات المتكررة من قبل المؤسسة العسكرية للحكومة واشتدت أثناء دخول عبد الله غول قصر الرئاسة الذي يعتبر رمزا للعلمانية التركية.الصراع بين الحكومة الإسلامية والجيش من أهم المعضلات السياسية، و الذي يساهم في رسم مستقبل الدولة التركية وما كانت للحكومة أن تقوم بهذا الجهد الدبلوماسي الكثيف نحو العراق والمنطقة لو لم تكن تحت ضغط العسكر التركي الحامي لنظام أتاتورك العلماني .الجيش التركي يحاول عن طريق تهديداته العسكرية إصابة عصفورين بحجر واحد؛فهو يحاول أن يجدد ويبين للرأي العام الجماهيري التركي بأنه الذراع القوي لحماية النظام العلماني في تركيا إمام تهديد الحكومة الإسلامية التركية كما أنه يريد أن يظهر بأنه صاحب القرار لحماية أمن الدولة التركية من التهديدات الداخلية والخارجية .هذا هو الطبيعة السياسية المختلفة للتهديدات التركية الأخيرة الذي يحاول التستر عليها بحجة تواجد pkk في كردستان العراق . وهناك بعض ملفات أخرى أمام الحكومة التركية بانتظار الجواب، كمسألة الصراع على قبرص ،وطلب العضوية في الإتحاد الأوروبي ، وملف pkk وقضية جماهير كردستان إضافة إلى الوضع الاقتصادي التركي المتأزم .الحكومة التركية إلى جانب مطامعها السياسية في العراق تحاول صرف أنظار الجماهير التركية عن الوضع الداخلي نحو الوضع العراقي وخصوصا نحو كردستان العراق ومقاتلي pkkفي المناطق الحدودية..التدخل التركي في العراق قد لا يكون بهذه السهولة مثلما تيسرت الأمور لتدخل الإيراني . الميليشيات الشيعية العراقية تابع لفيلق القدس الإيراني سيطرت على معظم العراق فور سقوط النظام البعثي في بغداد ولم يحتاج إلى الحشود العسكرية. الصور و الرموز الإسلامية الإيرانية الحاكمة كصورة خميني الإيرانية في مركز بناية المحافظات والمؤسسات الطائفية. التدخل التركي سوف لن يكون بهذه السهولة كهذه النزهة الإيرانية .فهناك جماهير كردستان العراق مستعدة لمواجهتة رغم محاولة الأحزاب القومية الكردية احتواء هذه الاستعدادات كما حصلت في مدينة السليمانية عندما رفضت السلطات المظاهرة الجماهيرية .باستثناء الحركات الإسلامية في كردستان العرق و البعثيين وأقلية ضئيلة من جماهيرالتركمان العراق في مدينة كركوك فلا توجد أي قوى أساسية أخرى في العراق تدعم التدخل التركي .وحتى مدينة كركوك ليست هذه البوابة السهلة التي تفكر بها الحكومة التركية كخيط أساسي لتثبيت أقدامها في العراق نظرا لتركيبته السكانية المختلطة تاريخيا وبسبب العداء الجماهيري الواسع للمطامع التاريخية الإقليمية التركية في العراق، كما إن لتركمان مدينة كركوك لها مصالح سياسية مع الجماهير العراقية عربا وأكرادا ولا تعرض نفسها للمخاطر المستقبلية ثمنا لتحالف مؤقت مع الحكومة التركية التي لن تجلب له إلا مزيدا من الصراعات والحقد القومي .على أية حال فستبقى احتمال التدخل العسكري التركي احتمالا قائما نظرا لفشل الاحتلال والتشتت السياسي العراقي الخطير وإفرازاته السياسية على الحكومة التركية وبسبب المشاكل المستعصية للنظام التركي الذي يلوح باشتداد صراع العسكر مع الحكومة الإسلامية في تركيا . وأخيرا فإذا حصل الاعتداء سيؤدي لا محال إلى تعميق الصراع القومي في المنطقة وسينتقل شظاياه إلى جميع تلك الدول الذي يعاني أصلا من إفرازات هذا الصراع بسبب موقفها المتعنت إزاء الحل الجذري والشامل لهذه المعضلة السياسية بصورة سلمية في إطار الاستفتاء العام عن طريق المشاركة الجماهيرية. كما أن الاعتداء سيفتح الباب على دول إقليمية أخرى لتكثيف نشاطها الهدام في العراق.28
-10-200








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة: انتعاش الآمال بالتوصل إلى هدنة في ظل حراك دبلوماسي مكثف


.. كتاب --من إسطنبول إلى حيفا -- : كيف غير خمسة إخوة وجه التاري




.. سوريا: بين صراع الفصائل المسلحة والتجاذبات الإقليمية.. ما مس


.. مراسلنا: قصف مدفعي إسرائيلي على بلدة علما الشعب جنوبي لبنان




.. القيادة الوسطى الأميركية: قواتنا اشتبكت ودمرت مسيرة تابعة لل