الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صمت مريب حول الغارة علي سوريا

محمد عثمان ابراهيم

2007 / 10 / 30
الارهاب, الحرب والسلام


غريغ شيريدان*
بين كل هنيهة و أخري يطل جزء صغير من العالم السري ناتئاً برأسه من العتمة نحو ضوء النهار الذي لا يرحم. و أنا أشير هنا إلي عالم الجاسوسية و ألاعيب القوي الجيو- ستراتيجية الغامضة و أرجو ألا تفهموني خطأ فأنا أعتقد إن غالبيتنا تعلم بالأشياء ذات الأهمية الأساسية في السياسة الدولية لكننا لا ننكر أن الكثير من العمل خصوصاً المهم و في أحيان كثيرة المميت بين الدول يتم في العتمة.
إحدي حلقات هذا النوع من الأعمال نصفها الآن انكشف بينما النصف الآخر ما زال في العتمة و هو الهجوم الجوي الإسرائيلي علي منطقة في الريف السوري يوم 6 سبتمبر الماضي.
هذا عمل غير اعتيادي و غريب و الأكثر غرابة فيه إنه لا سوريا و لا إسرائيل ترغبان في طرحه للعلن.
و في حد ذاته فإن هذا العمل ليس له أي معني مثير فسوريا دكتاتورية وراثية مرعبة و راعية للإرهاب خصوصاً في لبنان و إلي حد ما في الأراضي الفلسطينية و العراق لكنها بالرغم من كل ذلك دولة ذات سيادة و لديها قوات مسلحة ضخمة و إذا كانت إسرائيل قد هاجمتها دون مبرر حاسم فإنك تتوقع أن يحتج السوريون بصوت عال و لزمن طويل للحصول علي تعاطف عربي و دولي و ربما فكروا في الهجوم علي إسرائيل للانتقام.
لكن دمشق لم تقل شيئاً في البداية و حين اضطرت للتعاطي مع الأمر بعد نشره في دول أخري و بعد أسابيع من الحدث تقدمت باحتجاج للأمم المتحدة.
و زعمت سوريا إن إسرائيل ضربت موقعاً زراعياً أو موقعاً عسكرياً غير مستخدم حالياً أما إسرائيل فلم تقل شيئاً لكن زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو كشف أنه تم التشاور معه مسبقاً الأمر الذي يوضح أهمية الموضوع.
لكن المسئولين الإسرائيليين لن يحدثوك عن هذا، جزئياً بسبب عدم معرفتهم هم أنفسهم بالأمر و جزئياً بسبب أنهم قد تلقوا تعليمات تمنعهم من الخوض في الحديث حول الموضوع.
و علي الرغم من ذلك فقد قامت بعض وسائل الإعلام الأمريكية و الأوروبية و مراكز الأبحاث بصياغة قصة تشي بأمر مرعب و هو إن إسرائيل هاجمت مفاعلاً نووياً في مرحلة البناء و يعتمد علي تقنية و بعض الأجزاء التي حصلت عليها سوريا من كوريا الشمالية.
هذا مقلق، فقد تعهدت كوريا الشمالية مؤخراً بالتخلي عن برامجها النووية و عدم بيعها للدول المارقة فيما لم يكن يعرف عن سوريا في السابق أنها تملك برنامجاً للأسلحة النووية.
لكن النخبة المتفسخة في كوريا الشمالية معروفة بحاجتها الملحة لأي كمية و لو صغرت من العملات الأجنبية و ربما قررت بيع أجزاء من برنامجها النووي في موسم للتخفيضات في المبيعات النووية بمناسبة الإغلاق إن صح التعبير.
لقد دمرت إسرائيل مفاعل صدام حسين النووي في غارة جوية قبل أكثر من 25 عاماً خلت و علي الرغم من جهود الدكتاتور العراقي السابق فإنه – و الحمد لله – لم يتمكن أبداً من بناء مفاعل آخر و تصنيع الأسلحة النووية..
ستعتبر إسرائيل بكل تأكيد إمتلاك السلاح النووي بواسطة سوريا خطراً أساسياً علي أمنها و ربما كانت هناك رسالة في هذا الهجوم لإيران أيضاً فالكثير من المحللين علي يقين بأنه و مهما يقول الجميع فإن إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي و الغارة علي سوريا توضح لإيران إن رغبتها في الحصول علي السلاح النووي مسألة ينظر إليها بجدية.
و تقدم بعض المصادر العربية دوافع أبسط و أقل قابلية للوثوق بها ً ، فالبعض يقول إن الهجوم تم بتوصية من إدارة الرئيس بوش لإثارة سوريا علي الرد و هو ما سيبرر القيام بعمل قاس من طرف الولايات المتحدة ، و البعض الآخر يقول إن إسرائيل قصدت التأكد من منع سوريا من أي مشاركة ذات معني في عملية السلام الجديدة.
بكل أمانة ليست لدي أي معلومات عما فعلته إسرائيل و عن لماذا فعلت ذلك بالرغم من أنني أجد أن قصة قيام إسرائيل بالإغارة علي مفاعل نووي في طور النشوء جديرة بالتصديق.
الدليل الأقوي علي ذلك هو صمت الجميع الغريب مثل حكاية شيرلوك هولمز عن الكلب الذي لم ينبح.
عندما يكون هناك صمت في الشرق الأوسط فهذا يعني أن هناك شيئًاً كبيراً يجري.
* كاتب أسترالي متخصص في الشئون الدولية ، نشر المقال يوم 28-10-2007م بصحيفة ديلي تلغراف الصادرة في سيدني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه